أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الساعة الخامسة صباحاً اليوم بالتوقيت المحلي في أوكرانيا بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وتحديداً في شرقها، وحث في خطاب نقله التلفزيون الوطني الروسي، القوات الأوكرانية على إلقاء سلاحها، قائلاً أنّ “المسؤولية الكاملة عن إراقة الدماء المتوقعة تقع على عاتق الحكومة الأوكرانية”.
وزعم بوتين في خطابه: “لا نريد احتلال أوكرانيا ولا نخطط لفرض أنفسنا على أحد”.
اتهم الوزراء الأوكرانيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن “غزو واسع النطاق لأوكرانيا” بعد سماع دوي انفجارات في عدة مدن أوكرانية في غضون ساعات من إعلان الزعيم الروسي أنه أمر بعمل عسكري في شرق البلاد.
وغرد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على صفحته الرسمية أن “المدن الأوكرانية المسالمة تتعرض للضربات” ووصف الوضع في بلاده بالـ”حرب مخيفة”.
وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون جيراتشينكو للصحفيين اليوم الخميس ” إن الغزو الروسي بدأ بضربات صاروخية على العاصمة كييف”.
وقال جيراشينكو عبر منشور على صفحته في فيسبوك “إن القوات الروسية نزلت في مدينة أوديسا وكانت تعبر الحدود في خاركيف، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وتقع في شمال شرق البلاد”، وأضاف أنّ “مراكز التحكم مثل المطارات والمقرات العسكرية تعرضت للقصف في كييف وخاركيف”.
قبل الإعلان عن العمل العسكري ، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السلام لكنه تعهد بأنّ بلاده ستدافع عن نفسها بكل الطرق الممكنة، وقال في خطاب باللغة الروسية: “نحن لسنا بحاجة إلى حرب باردة، أو حرب دموية أو حرب مختلطة، ولكن إذا حاولوا سلب حريتنا وحياتنا وأرواح أطفالنا سندافع عن أنفسنا”.
بعد خطاب بوتين، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بياناً اليوم قال فيه إن روسيا شنت “هجوماً غير مبرر على الشعب الأوكراني”.
وقال :”لقد اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح، وسيكون تأثيرها كبيراً جداً، روسيا وحدها المسؤولة عن الموت والدمار الناتج عن هذا الهجوم، وسترد الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بشكل حاسم، وسيحاسب العالم روسيا”.
تقارير عن انفجارات
بعد إعلان بوتين، رصدت CNN الأميركية حدوث انفجارات في عدة أجزاء من أوكرانيا، بما في ذلك بالقرب من العاصمة كييف ومدينة أوديسا، وأظهرت الصور التي نشرها مكتب الرئيس زيلينسكي انفجارات كبيرة شرق العاصمة كييف مع تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان في الهواء.
كما أشارت CNN إلى حدوث انفجارات قادمة من اتجاه المطار الدولي على بعد حوالي 15 ميلاً (24 كيلومتراً) شرق وسط كييف، ولكن لم يتم تأكيد استهداف المطار الدولي.
وحدث انفجار آخر في خاركيف وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا تقع في شمال شرق البلاد، إضافة إلى سماع انفجارات في أوديسا بحسب CNN
قبل خطاب بوتين ، أصدرت روسيا إشعاراً بحظر الطيران المدني لشمال شرق أوكرانيا، وأصدرت أوكرانيا إشعاراً يقيد المجال الجوي الأوكراني في المناطق المحيطة بالعاصمة كييف.
وقالت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي والمعروفة باسم EASA: “يجب على شركات الطيران توخي الحذر، لأنّ هذه المنطقة هي منطقة نزاع نشطة الآن”.
وأشارت CNN إلى تصعيد للهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الأوكرانية، حيث تعطلت العديد من المواقع الإلكترونية الأوكرانية الرئيسية من الساعة 3 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الخميس، بما في ذلك مواقع وزارة الخارجية الأوكرانية ووزارة الداخلية وجهاز الأمن في أوكرانيا ومجلس الوزراء ووزارة البنية التحتية ووزارة العدل.
الغزو الروسي لأوكرانيا تزامن مع اجتماع مجلس الأمن الدولي
وبحسب CNN الأميركية، جاءت العملية العسكرية الروسية في الوقت الذي كان مجلس الأمن الدولي قد “اجتمع سعياً لتحقيق السلام” ليلة الأربعاء.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد في الاجتماع “إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد بشن حرب، وهذه حالة طوارئ خطيرة وسيتعين على المجلس التحرك”.
وكان السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتيسا قد طلب من مجلس الأمن المساعدة على وقف الحرب على الفور قائلاً: “فات أوان الحديث عن وقف التصعيد، عليكم مساعدتنا لوقف الحرب، أناشد كل واحد منكم على فعل كل ما في وسعه لوقف هذه الحرب”.
ومن جهته قال الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة ، فاسيلي نيبينزيا إن الهدف من العملية العسكرية الروسية في دونباس هو حماية السكان المحليين الذين عانوا من “الإبادة الجماعية” على يد الحكومة الأوكرانية لأكثر من ثماني سنوات.
وأضاف: “إن ما يحصل اليوم حول أوكرانيا كان بسبب تصرفات أوكرانيا نفسها، التي سعت لسنوات لتخريب التزاماتها تجاه شعبها في دونباس”.