الجيش الأميركي: اغتلنا قيادياً لـ”القاعدة” في سوريا ونحقق بسقوط مدنيين

أعلن الجيش الأميركي، ليل الجمعة السبت، أنه شن غارة بطائرة دون طيار على قيادي في تنظيم القاعدة في شمال غرب سوريا، وفتحه تحقيق لمعرفة أسباب سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية “السنتكوم”، “بيل أوربان”، إن المراجعة الأولية للعملية التي حدثت في 3 ديسمبر/ كانون الأول تظهر احتمال سقوط ضحايا مدنيين.

وتابع أوربان “إننا نمقت الخسائر في أرواح الأبرياء ونتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع حدوث ذلك”، وفي وقت لاحق، أكدت “السنتكوم” فتح تحقيق في سقوط ضحايا مدنيين في الغارة الجوية، التي نفذتها طائرة “إم كيو 9”.

ونقل مراسل “الاتحاد ميديا” يوم الغارة، أن “طائرة للتحالف الدولي، استهدفت عنصراً في تنظيم حراس الدين، الموالي لتنظيم القاعدة، بالقرب من قرية المسطومة بريف إدلب”.

وأكد مراسل “الاتحاد ميديا” أن “الاستهداف تسبب بإصابة ستة مدنيين من عائلة واحدة، جراء إصابة سيارتهم بشظايا، صادف مرورهم بجانب الدراجة النارية التي كان يستقلها عنصر “حراس الدين” وقت الاستهداف”.

وتشهد منطقة إدلب وريفها تحليقاً يومياً لطائرات التحالف، يرجح أنها طائرات استطلاع، ولا تنفذ بشكل عام غارات مكثفة، كمثيلاتها من الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري.

واستهدف التحالف الدولي في شهر أيلول/سبتمبر من هذا العام، قياديين في التنظيم هما القائد العسكري “أبو حمزة اليمني” والشرعي “أبو البراء التونسي”.

تحقيقات أخرى لم تغلق إلى الآن .. غارة الباغوز

لم تكن الغارة الأميركية التي وقعت يوم أمس الجمعة، وتسببت بسقوط مدنيين هي الأولى من نوعها التي تفتح بسببها الإدارة الأميركية تحقيقاً.

إذ أمر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأسبوع الماضي، بإجراء تحقيق جديد رفيع المستوى في الغارة الجوية التي حدثت في بلدة “الباغوز” السورية عام 2019، بعد أن أثيرت القضية مجدداً بوسائل الإعلام العالمية.

وكانت الغارة الجوية التي وقعت بالقرب من بلدة باغوز في 18 مارس 2019، جزءا من المعركة ضد مقاتلي داعش، والتي انتهت بدحر التنظيم، كما أنها كانت من بين أكبر الحوادث التي ألحقت خسائر في صفوف المدنيين في الحرب التي استمرت سنوات ضد التنظيم، لكن الجيش الأميركي لم يعترف بالضربة علناً، بحسب الصحيفة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول رفيع المستوى، إن “التحقيق الذي يجريه الجنرال، مايكل إكس غاريت، رئيس قيادة قوات الجيش، سيبحث الضربة التي نفذتها وحدة عمليات خاصة سرية تسمى قوة المهام 9.”

وسيكون لدى الجنرال غاريت 90 يوما لمراجعة التحقيقات التي أجريت في الحادث، ومواصلة التحقيق في الأنباء عن سقوط ضحايا مدنيين، وما إذا كانت قد وقعت أي انتهاكات لقوانين الحرب أو أخطاء في حفظ السجلات، أو ما إذا كان يجب محاسبة أي شخص.

ومن المتوقع أن يعلن البنتاغون التحقيق الجديد بعد إبلاغ الكونغرس. وقالت لجنتا القوات المسلحة بمجلسي النواب والشيوخ إنهما تحققان في الحادث.

تحقيق صحفي تسبب بفتح القضية

وأتى قرار وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في أعقاب تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر، أورد ادعاءات بأن كبار الضباط والمسؤولين المدنيين سعوا إلى إخفاء الخسائر من المدنيين في الغارة عام 2019.

وتلقى أوستن، الذي أصبح وزيراً للدفاع هذا العام، إحاطة سرية في وقت سابق من هذا الشهر حول الضربة، وتعامل الجيش معها من الجنرال كينيث ف. ماكنزي جونيور، رئيس القيادة المركزية للجيش، التي أشرفت على الحرب الجوية في سوريا.

ماذا حدث في الغارة الأميركية على الباغوز عام 2019؟

بدأت الضربة عندما ألقت طائرة هجومية من طراز F-15 قنبلة تزن 500 رطل على مكان الحادث، وبعد خمس دقائق، ألقت طائرة أخرى قنبلتين تزنان 2000 رطل على المكان ذاته.

وقد اعترفت القيادة المركزية الأميركية مؤخراً بأن 80 شخصاً، من بينهم مدنيون، قتلوا في الغارة الجوية. وعلى الرغم من أن عدد القتلى كان واضحاً على الفور تقريباً للمسؤولين العسكريين، إلا أنه لم يتم اتباع لوائح التحقيق في “الجريمة المحتملة”، كما تقول صحيفة “نيويورك تايمز”.

وقالت الصحيفة إن “قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة جرفت موقع الانفجار بالجرافات”.

وبعد أن أرسلت صحيفة نيويورك تايمز نتائج تحقيقها إلى القيادة المركزية الأميركية، اعترفت القيادة بالهجوم للمرة الأولى، وقالت في بيان إن القتلى الـ 80 مبررون لأن الغارة كانت هجوما للدفاع عن النفس ضد مجموعة من المقاتلين الذين شكلوا تهديدا وشيكا للقوات الحليفة على الأرض.

وقالت القيادة إن الغارات الثلاث قتلت 16 مقاتلا وأربعة مدنيين، وفيما يتعلق بالأشخاص الـ 60 الآخرين الذين قتلوا، قال البيان إنه ليس من الواضح أنهم مدنيون، و”يرجع ذلك جزئيا إلى أن النساء والأطفال في تنظيم الدولة الإسلامية كانوا مسلحين في بعض الأحيان”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد