واشنطن: نواصل العمل لإعادة الصحفي الأميركي المحتجز في سوريا

قال البيت الأبيض أنه “يواصل العمل على إعادة الجندي السابق في الجيش الأميركي، والمصوّر الصحفي المحتجز في سوريا، أوستن تايس، وغيره من الأميركيين المحتجزين خارج البلاد”.

والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك ساليفان، والدة أوستن، الذي اختفى في سوريا منذ عام 2012، ديبرا تايس، وفقاً لتصريح “جين بساكي”، المتحدثة باسم البيت الأبيض.

وقالت “ساكي” أن “فريق الولايات المتحدة للأمن القومي كان دائماً على اتصال مع ديبرا خلال السنوات الماضية”.

وأكدت “ساكي” أن “حكومة بلادها ستفعل كل ما بوسعها لإعادة أوستن وغيره من الأميركيين الذين يُعتقد أنهم محتجزون في الخارج إلى الوطن”.

وقالت والدة “أوستن” أن “مستشاري الأمن القومي في إدارات الرؤساء، باراك أوباما، ودونالد ترامب، وجو بايدن، عقبات أمام إعادة ابنها إلى الوطن”.

وتابعت أن “مستشاري الأمن القومي مهمون للغاية لأنهم هم الذين يتعين عليهم التوقيع على أي اقتراح يتم تقديمه إلى الرئيس، وهم الذين يتعين عليهم ترويج أي فكرة للرئيس”، وفق ما نقل موقع “أكسيوس”.

ونقل الموقع عن “ديبرا” اعتقادها أن الفترة الحالية تمثل أفضل فرصة منذ سنوات لتأمين إطلاق سراح أوستن”، وذلك “مع إعادة دمج العالم العربي ببطء مع بشار الأسد بعد حرب أهلية استمرت عقداً من الزمن.

واتصل مستشار الأمن القومي الأميركي، “جيك ساليفان”، عبر تطبيق “زوم” مع العشرات من عائلات الرهائن، يوم أمس الجمعة، بعد أن أعرب العديد منهم بما في ذلك “ديبرا” وزوجها، عن إحباطهم من أنهم لم يحصلوا بعد على لقاء معه أو مع الرئيس بايدن.

من هو الصحفي الأميركي “أوستن تايس”؟

يعمل “أوستن تايس”، كمصور وصحافي مجموعة من المؤسسات الإخبارية كوكالة “فرانس برس”، و”ماكلاتشي نيوز”، و”واشنطن بوست”، و”سي بي إس”.

اختفى “تايس” في سوريا بتاريخ 14 من آب/اغسطس 2012، بالقرب من نقطة تفتيش لقوات النظام السوري في دمشق.

وبعد اختفاء “أوستن” بأسبوعين، ظهر في فيديو معصوب العينين ومرمياً بين رجال ملثمين يرتدون الزي الأفغاني ويرددون عبارة “الله أكبر”.

ووصف المسؤولون الأميركيون الفيديو حينها أنه “يبدو كأن أحدهم شاهد الكثير من الأفلام المصنوعة في أفغانستان ثم قام بمحاولة تقليدها، لكنه فعل ذلك بطريقة سيئة للغاية”.

وتحدثت تقارير إعلامية، أن “تايس كان موجوداً في سجن الطاحونة تحت الأرض، وهو سجن تابع لقوات الحرس الجمهوري، قرب أحد القصور الرئاسية ويطل على مطار المزة العسكري”.

وطلب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، في آذار/مارس الماضي، من النظام السوري، الإفراج عن “أوستن”، وقال إن “أميركا تعمل بجد مع سوريا لإخراج تايس، ونأمل أن تفعل الحكومة السورية ذلك”، وأضاف “أرجو العمل معنا، ونحن نقدر لكم السماح له بالخروج”.

صحفيون أميركيون قتلوا في سوريا

أعادت إثارة قضية الصحفي “تايس أوستن” المحتجز في سوريا، إلى الأذهان أسماء الصحفيين الأميركيين، الذين قضوا في سوريا منذ عام 2011 أثناء عملهم الصحفي.

ومن بين هؤلاء الصحفيين، الصحفية الشهيرة “ماري كولفين”، التي تعمل لصالح صحيفة “صنداي تايمز”، وقضت “كولفين” خلال تغطيتها قصف قوات النظام السوري على حي بابا عمرو، في محافظة حمص، في 22 من شباط/فبراير 2012.

واختطف الصحفي الأميركي المستقل “جيمس فولي”، في 22 من تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أثناء تغطيته الوضع في محافظة إدلب شمالي سوريا، على يد تنظيم “داعش”.

وأكدت عائلة “فولي” أنها تلقت ست رسائل في أثناء احتجازه، طالب خلالها الخاطفون بأكثر من 130 مليون دولار لإطلاق سراحه، ليعلن التنظيم، في 19 من آب 2014، إعدامه عبر فيديو مسجّل نُشر على الإنترنت.


وقال تنظيم “داعش” إن “قتل فولي جاء كانتقام من الغارات الجوية الأميركية على مقاتليه في العراق”.

وبعد أسبوعين من تاريخ إعدام الصحفي الأميركي “جيمس فولي”، نشر التنظيم فيديو آخر أعلن فيه أنه أعدم الصحفي الأميركي “ستيفن سوتلوف” (31 عامًا).

وانتشر الفيديو الذي حمل اسم “رسالة ثانية إلى أمريكا” على الانترنت، وأدان خلاله رجل ملثم من تنظيم “داعش” تدخل الولايات المتحدة في سوريا والعراق، قبل أن يُعدم “سوتلوف” ذبحاً.

وتحتل سوريا المرتبة الثانية بعد الصومال ضمن 12 دولة مسؤولة عن 80% من جرائم قتل الصحفيين، خلال العقد الأخير، وفقاً لمؤشر “لجنة حماية الصحفيين العالمي للإفلات من العقاب”.

وتقول اللجنة أن “سوريا هي البلد الأكثر فتكاً بالصحفيين خلال العقد الأخير، إذ قُتل سبعة صحفيين من أصل 25 حول العالم، في الفترة الممتدة بين 1 من كانون الثاني/يناير و13 من كانون الأول/سبتمبر 2019، وقُتل ما لا يقل عن 134 صحفياً في سوريا من مختلف الجنسيات، ما بين عامي 2011 و2019”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد