أطلق النظام السوري حملة اعتقالات ومداهمات استهدفت منازل مطلوبين لـ”النظام” ممن رفضوا الخضوع للتسوية الأخيرة في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، في بلدة ناحتة شرقي درعا، صباح اليوم الخميس.
وجاءت حملة الاعتقالات عقب عمليات تفجير واغتيال طالت أشخاصاً يتعاملون مع النظام، وآخرين من المدنيين بمناطق مختلفة.
وقال ناشطون أن “عبوة ناسفة استهدف سيارة في حي الكاشف في مدينة درعا صباح اليوم الخميس، كان بدخلها رئيس مجلس بلدية قرية النعيمة بريف درعا الشرقي”.
وأوضح ناشطون أن “رئيس البلدية كان برفقة عائلته داخل السيارة عند وقوع الانفجار، مما أدى إلى مقتله وإصابة أفراد من أُسرته بجروح متفاوتة”.
وقتلت امرأة وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، مساء أمس الأربعاء، بإطلاق نار استهداف سيارتهم غربي درعا.
ونشرت شبكة “تجمع أحرار حوران” أن “العائلة المُستهدفة تنحدر من بلدة عتمان، حيث كانوا يستقلون سيارة مدنية في مدينة طفس غربي درعا”.
وأكدت الشبكة أن “شبّاناً أطلقوا النار بشكل مباشر على السيارة بسبب عدم توقفها عند نقطة حراسة تابعة للقيادي السابق في فصائل المعارضة الموالية لتركيا، خالد الزعبي، في مدينة طفس”.
فلتان أمني في درعا
بلغت أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا خلال الفترة الممتدة من يونيو/حزيران 2019 حتى يومنا هذا 1277 هجمة واغتيال. وفق إحصائية قدمها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
ووصل عدد القتلى إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى932 شخصاً من بينهم 297 و26 طفل.
وحمّل ناشطون من مدينة درعا، مسؤولية الانفجارات وعمليات الاستهداف بالعبوات الناسفة التي تحدث داخل المدينة، لقوات النظام السوري.
وقالت شبكة “تجمع أحرار حوران” في 22 كانون الأول/ديسمبر إن “نظام الأسد يقف وراء العبوات الناسفة التي يتم زرعها في محافظة درعا بهدف تشديد القبضة الأمنية”.
وسيطرت قوات النظام السوري بتغطية جوية من سلاح الجو الروسي، على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز/يوليو 2018، وفرضت “تسوية” على الراغبين بالبقاء، من أهم بنودها الإفراج عن المعتقلين، وعودة الموظفين إلى دوائرهم الحكومية، و”تسوية” أوضاع المنشقين عن الخدمة الإلزامية.
واستمرت الاعتقالات عقب “التسوية” الأولى، ووثق “مكتب توثيق الشهداء والمعتقلين” اعتقال قوات النظام والأفرع الأمنية ما لا يقل عن 29 شخصاً خلال تلك الفترة.
وجاءت “تسوية” أيلول/سبتمبر 2021، ولم تبسط سيطرة النظام على الجنوب، نظرًا إلى الواقع الميداني وعمليات الاغتيال التي تشهدها المحافظة.
وأجرت قوات النظام “تسويات” لدرعا البلد، والريف الغربي والشمالي، ومعظم مناطق الريف الشرقي، إذ تبقت الزاوية الشرقية بصرى الشام واللجاه ومحجة، ولا يزال مصير بصرى مجهولاً بـ”التسوية” وسحب السلاح.