مسؤول في دائرة الإعلام يبرر إيقاف مراسل الوكالة الفرنسية بشمال وشرقي سوريا

نفى الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في شمال وشرقي سوريا “جوان ملا ابراهيم” للاتحاد ميديا أن يكون موضوع التقارير سبباً في إصدار قرار الإيقاف بحق المراسل “دليل سليمان”. مشيراً إلى أن التصوير عبر الطائرات المسيرة “الدرون” يستلزم الحصول على موافقة من قوى الأمن الداخلي “الأسايش”.

وأوقفت دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا مصور الوكالة الفرنسية للأنباء AFP دليل سليمان منذ أكثر من عشرة أيام.

وقال “ابراهيم” في تصريحه أن “الزميل سليمان استخدم طائرة الدرون في تصوير تقريره في منطقة حدودية دون الحصول على الإذن من الأسايش”، منوهاً إلى أن “المنطقة تتعرض لقصف من طائرات مسيّرة من الاحتلال التركي لذا تم توجيه الإنذار له وطلب حضوره لمكتب الإعلام لإقليم الجزيرة”.

وتابع “إبراهيم” “بعدها حصل الزميل دليل سليمان على موافقة بتصوير المخيمات العشوائية بمدينة الرقة، لكنه قام بتصوير مكب النفايات وأوضاع العاملين فيه على أنه انعكاس للأوضاع المعيشية في شمال وشرقي سوريا، واستخدم أيضاً طائرة الدرون دون موافقة الأجهزة الأمنية”.

ووجهت دائرة الإعلام الدعوة مرة أخرى للصحافي “سليمان” لمراجعة مكتب الإعلام لإقليم الجزيرة بمدينة عاموده، للوقوف على هذه التجاوزات، لكنه لم يحضر، وفق تصريح الرئيس المشترك لدائرة الإعلام للاتحاد ميديا

وكشف “جوان ملا ابراهيم” أنهم “قاموا بمراسلة الوكالة الفرنسية رسمياً وإحاطتهم بهذه التجاوزات باللغتين العربية والإنكليزية، مؤكدين أن الوكالة الفرنسية مرحب بها ولكنهم سيقومون بإيقاف مراسلهم دليل سليمان، لكن دون ورود أي رد منهم”.

وأشار “ابراهيم” أن قرار الإيقاف جاء “بناء على قوانين العمل الإعلامي في شمال وشرقي سوريا، وبعد النقاش مع اتحاد الإعلام الحر والإعلام الرسمي لشمال وشرقي سوريا، والمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، ومكتب الإعلام لهيئة الداخلية”.

وسلمت دائرة الإعلام نسخة من القرار للصحافي “سليمان” دون نشره على وسائل الإعلام أو المنصات الخاصة بدائرة الإعلام “لأن القرار داخلي ولحفظ الخصوصية المهنية” وفق “ابراهيم”.

وينص القرار على الإيقاف لمدة عامين عن أي نشاط إعلامي لأي وسيلة كانت ضمن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.

وعن طريقة العودة إلى العمل أشار “ابراهيم” إلى أن “وفق القانون يسمح للصحافي بالعودة إلى العمل الإعلامي بعد انقضاء مدة العقوبة، على أن يقدم أوراق اعتماد جديدة للعمل الإعلامي كصحافي جديد، وليس كصحافي سابق”.

مهنة المتاعب

ويعمل الصحافي دليل سليمان مصوراً فوتوغرافياً ومراسلاً معتمداً لدى الوكالة الفرنسية في مناطق شمال وشرقي سوريا بشكل رسمي.

وعمل الصحافي “سليمان” خلال الفترة التي سبقت قرار الإيقاف على عدد من المواضيع المتعلقة بالوضع المعيشي في عدد من المناطق بشمال وشرقي سوريا.

وأعد تقريراً عن حراقات النفط في مناطق بالريف الجنوبي لمدينة تربسبية/ القحطانية، تم تصوير أجزاء منه عبر طائرة مسيرة “الدرون”، وتقريراً آخر عن بعض العاملين في نبش القمامة بمكب للنفايات بمدينة الرقة.

ورجّح العديد من الإعلاميين أن سبب قرار الإيقاف يعود إلى حساسية المواضيع التي تناولها “سليمان” في تقاريره وكشف جوانب حساسة في مجتمعات شمال وشرقي سوريا.

وشهدت مناطق شمال شرقي سوريا خلال العام الماضي 36 انتهاكاً بحق الصحفيين تنوعت بين الإيقاف عن العمل، والاعتقال، والاحتجاز لفترات قصيرة، وفق تقرير لشبكة الصحفيين الكرد السوريين.

ووثق التقرير 30 حالة منها ارتكبتها مؤسسات اجتماعية وأمنية تابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في حين سجلت 6 حالات على يد قوات النظام والفصائل الموالية لتركيا.

وأكدت الإدارة الذاتية أن “حرية العمل الإعلامي مصانة وفق قانون عصري صدر عن دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، وفق بيان نشرته في تموز/ يوليو الماضي.

وتحتل سوريا سوريا المركز المرتبة 173 من أصل 180 دولة في قائمة التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2021 وفق تصنيف منظمة “مراسلون بلا حدود”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد