دفع البرد القارس وغياب وسائل التدفئة ضمن مدارس حكومة النظام السوري، بالطلاب إلى عدم الذهاب لمدارسهم خلال الأسبوع الماضي، الذي شهد تدنياً كبيراً بدرجات الحرارة وخاصة في ساعات الصباح الأولى.
وقال والد أحد الطلاب في مدينة حلب، لـ”الاتحاد ميديا”، أنه “مَنعَ ابنه (في الصف الثاني الابتدائي) من الذهاب إلى المدرسة خلال الأيام الماضية، بسبب تدني درجات الحرارة بشكل كبير وعدم وجود مازوت للتدفئة ضمن المدرسة”.
وتابع والد الطفل “تسبب البرد القارس بمرض ابني خلال الأسبوع الماضي، وهو ما لا أريد تكراره هذه الأسبوع أيضاً”، مؤكداً أنه “لن يرسل ابنه للمدرسة حتى ترتفع درجات الحرارة”.
وصرح مصدر من مديرية التربية في محافظة حلب، لـ”الاتحاد ميديا” أن “كميات المازوت التي وزعت على المدارس منذ بداية العام الدراسي، بالكاد تكفي لأسابيع قليلة لكل مدرسة، في حين تختلف الكمية بين مدرسة وأخرى وفقاً لعدد الطلاب والصفوف”.
معاناة طلاب مدارس حلب، ليست الوحيدة من نوعها، فالبرد وغياب وسائل التدفئة من المازوت والكهرباء، منع أيضاً طلاباً من محافظتي حماة وحمص أيضاً من الذهاب إلى مدارسهم، خاصة أطفال المرحلة الابتدائية، وفق ما رصد مراسلو الاتحاد ميديا، في المحافظتين.
ويلجأ بعض المدرسون لاتباع أساليب مبتكرة لتدفئة الطلاب الذين لم يغيبوا عن مدارسهم، كالرياضية الصباحية أو القفز وحتى التصفيق أو لعب الكرة، لمضي بعض الوقت في ساعات الصباح”.
وتقول إحدى المعلمات في مدرسة “البحتري” الابتدائية في حمص، أنها “تجعل الطلاب يقفزون كل 10 دقائق عدة مرات، أو تجعلهم يصفقون لطالب ما كل حين، لتدفئة أجسادهم ومنع البرد من التسلل لها”.
مدارس النظام السوري الحكومية
يتباهى النظام السوري بفكرة “مجانية التعليم”، بالرغم من عدم صحتها بشكل فعلي، إذ يتم دفع اشتراكات وشراء كتب من المستودعات المدرسية والجامعات بحجة نقص الكميات وتردي جودة النسخ المطبوعة بشكل دائم.
ويكشف المنظر الخارجي للمدارس السورية عما بداخلها، فتصميمها الشبيه بتصميم السجون مع ارتفاع اسوارها ولونها البني، وأبوابها الحديدة، ونوافذها المحاطة بشبكات من الأسلاك، وافتقارها للمساحات المفتوحة والخضراء، قادر على أن يشرح عن واقع العملية التعليمية في مناطق سيطرة النظام السوري.
وقال أحد الأخصائيين النفسيين (فضل عدم الكشف عن اسمه)، لـ”الاتحاد ميديا”، أن “تصميم هذه المدارس على هذا الشكل أمر متقصد، وهو تصميم شبيه بالتصاميم “السوفييتية الاشتراكية” غايته تدجين الأشخاص منذ صغرهم ومنعهم من الإبداع”.
وتابع الأخصائي النفسي “حتى أن وجود النظام العسكري داخل المدارس من اللباس الموحد والاصطفاف الصباحي وترديد شعارات حزب البعث هو دليل أخر على ذلك” .
وتعني أغلب المدارس الحكومية من افتقارها للمُعدات والكوادر الصحية ولنفسية، وعدم وجود دورات مياه كافية مما يجعلها مكتظة وغير نظيفة أغلب الأحيان.
وأعدت “الاتحاد ميديا” تقريراً في 11 كانون الثاني/يناير الحالي، كشفت فيه رغبة بعض الأهالي من محافظة اللاذقية “في نقل اطفالهم من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة، بسبب تدهور الوضع التعليمي في المدارس الحكومية بشكل كبير جداً”.
إذ شكل ازدحام الفصول الدراسية “الشُعَب” معاناة إضافية للطلاب، حيث وصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى 70 طالباً، مما اضطر الطلاب للجلوس كل أربعة معاً في المقعد الدراسي”.