اتهم الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي روسيا بتجنيد “مرتزقة من سوريا” بعد أن كثف الكرملين جهوده لجلب تعزيزات من الشرق الأوسط، قائلاً أنّ جيش النظام السوري يجند قوات من صفوفه للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، ووعدت روسيا بحسب تقرير الغارديان بدفع راتب شهري قدره 3000 دولاراً شهرياً، أي 50 ضعف عناصر الجيش السوري للذهاب إلى أوكرانيا.
ودوت صفارات الإنذار في كييف خلال الساعات الأولى من صباح يوم السبت، ووردت أنباء عن قصف عنيف من القوات الروسية في جميع أنحاء البلاد، ويبدو أنًها تعيد تنظيم صفوفها لشن هجوم محتمل على كييف، بحسب تقرير الغارديان الذي صدر اليوم، وقال الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي: “وصلت البلاد إلى نقطة تحول استراتيجية في الصراع مع الروس”.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية اليوم تقدم القوات الروسية واقترابها من كييف، ويبدو أنها بدأت بإطلاق نيرانها المدفعية على مناطق سكنية، بحسب تقرير لرويترز.
الاتحاد الأوروبي يخطط في فرساي
خطط قادة الاتحاد الأوروبي لإعادة التسلح بشكل جماعي والاستقلال في مجالات الغذاء والطاقة والمعدات العسكرية وذلك بعد اجتماعهم في فرساي الذي وصف الحرب الروسية بأنها “تحول جذري في التاريخ الأوروبي”، بحسب تقرير الغارديان.
اجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة لمناقشة مزاعم موسكو بأن الولايات المتحدة تمول “أنشطة عسكرية بيولوجية” في أوكرانيا، وأثار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا الجدل بعد ادعائه من أنّ “الأسلحة البيولوجية تنتشر بشكل عشوائي في أوكرانيا”.
وحذرت الولايات المتحدة من احتمال استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية من قبل روسيا، كما أعربت بريطانيا عن مخاوفهما من أن روسيا قد تمهد الطريق لاستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا، مستخدمة الاتهامات الموجهة ضد أوكرانيا كذريعة .
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: “لدى روسيا سجل حافل من الاتهامات الكاذبة للدول الأخرى بالذات الانتهاكات التي ترتكبها روسيا نفسها”.
وعلى الصعيد العسكري، لا يزال نئات الآلاف من المدنيين محاصرين في المدن الأوكرانية، لكن الوضع في ماريوبل هو الأسوأ، فلم يعد سكانها يستطيعون الوصول إلى الكهرباء أو الماء.
وقال زيلينسكي في خطاب متلفز إنه إلى الآن تم إجلاء 7144 شخصاً من أربع مدن أوكرانية يوم الجمعة، وهو عدد أقل بكثير من العدد الذي تمكن المغادرة خلال اليومين السابقين.
تخشى أوكرانيا أن تشن روسيا البيضاء غزواً لأوكرانيا يوم السبت بعد اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، واتهمت أوكرانيا روسيا بإطلاق النار على مستوطنة بيلاروسية بالقرب من الحدود من المجال الجوي الأوكراني في محاولة لجر بيلاروسيا إلى الحرب.
كما أعلن جو بايدن عن خطط لحظر استيراد المأكولات البحرية والفودكا والماس من روسيا انتقاماً من حرب بوتين على أوكرانيا، وقال بايدن إن الحظر سيكون جزءاً من تحرك من جانب الولايات المتحدة لإلغاء العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا.
دعوة السوريين للقتال في أوكرانيا
وأعلن الكرملين يوم الجمعة، أنه سيُسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، بعدما دعم الرئيس فلاديمير بوتين خطة إرسال مقاتلين متطوعين للانخراط في الحرب.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن وزير الدفاع الروسي لفت إلى أن “معظم الأشخاص الذين يرغبون وطلبوا (القتال) هم مواطنون من دول في الشرق الأوسط وسوريون”.
وتلعب روسيا دورا مهما لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية، حيث تمكن من قلب المعادلة ميدانيا لتصب في صالح النظام.
وذكر بيسكوف أن قرار إرسال مقاتلين متطوعين إلى أوكرانيا مقبول، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدعم إجراءات إرسال مرتزقة للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.
وقال بيسكوف للصحافيين “إذا كان الغرب متحمّسا جدا بشأن وصول المرتزقة، إذا لدينا أيضا متطوّعون يرغبون في المشاركة”.
في سياق آخر، قال وزير الدفاع الروسي إن بلاده تعتزم تدعيم حدودها الغربية بأنظمة جديدة، قائلاً إن “هيئة الأركان العامة تعمل على وضع خطة لتدعيم حدودنا الغربية، من خلال أنظمة جديدة وحديثة وإعادة انتشار الوحدات العسكرية”.
كما طلب بوتين من شويغو أن يقترح عمليات إعادة انتشار عسكري على الحدود الغربية لروسيا، رداً على تلك التي قام بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية.
في سياق آخر، وخلال لقاء لاحق مع الرئيس البيلاروسي، أكد بوتين أن “هناك تحولاً إيجابياً في المفاوضات مع أوكرانيا”، كما قال في معرض تعليقه على العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا: “سبق للاتحاد السوفياتي وأن تعايش لفترة طويلة مع العقوبات”.