حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” من تداعيات عدم تمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي شمالي سوريا، مع تركيا.
وأوضح “دوجاريك” خلال مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن “الاحتياجات الإنسانية غير مسبوقة حيث يحتاج اليوم 14.6 مليون رجل وامرأة وطفل إلى المساعدة”.
وأضاف “دوجاريك” أن ذلك “يمثل زيادة قدرها 1.2 مليون شخص عن العام 2021، وهو أعلى مستوى منذ بدء الأزمة السورية”.
وعزا “دوجاريك” “الارتفاع السريع” في أعداد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية إلى “الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والنزوح المستمر والقتال المستمر في بعض مناطق البلاد والصدمات المناخية”.
وقال “دوجاريك” إن “أكثر من 90% من السوريين يعيشون حالياً في فقر”، مضيفاً أن “انعدام الأمن الغذائي وصل إلى مستويات تاريخية”.
وحول خطط الأمم المتحدة البديلة في حال عدم تمديد التفويض، قال “دوجاريك” إنه “في حال تم إغلاق هذا المعبر، فسوف تزداد معاناة الملايين من الرجال والنساء والأطفال في سوريا”.
وأكد “دوجاريك” حاجتهم إلى “إيصال المساعدات عبر الحدود، وكذلك إلى إيصال المساعدات عبر طريق دمشق”، مشيراً إلى أن “إيصال المساعدات عبر هذين الطريقين فقط لن يكون كافياً”.
وتابع “دوجاريك” “وصلنا إلى أكثر من 7 ملايين شخص بالمساعدات المنقذة للحياة شهريا طوال 2021، وهذا يشمل ما معدله 4.5 ملايين شخص محتاج تم الوصول إليهم” في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
ولفت “دوجاريك إلى أن “الأمم المتحدة وصلت مع شركائها إلى 2.4 مليون شخص آخر في شمال غرب سوريا من خلال إيصال المساعدات العابرة للحدود”، معرباً عن أمله أن “تستمر بشدة”.
ونوه إلى أن “الأمم المتحدة تلقت أقل بقليل من ربع مبلغ 4.4 مليارات دولار اللازمة لاستمرار العمليات الإنسانية هذا العام”.
التفويض الأممي
وينتهي تفويض إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر الحدود في 10 تموز/ يوليو المقبل، والذي صدر بموجب قرار مجلس الأمن 2585 قبل عام.
واعتبرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس غرينفيلد” أن “تمديد تفويض إرسال المساعدات إلى سوريا عبر معبر باب الهوى قرار حياة أو موت”، مشيرة إلى أن “ملايين السوريين في خطر”.
وأشارت “غرينفيلد”، خلال اجتماع لمجلس الأمن في 20 الشهر الجاري إلى أنّ “مساعدات الأمم المتحدة المرسلة إلى سوريا عبر الحدود مكّنت عمال الإغاثة من الوصول إلى أكثر من 2.4 مليون شخصا في شمال غرب سوريا كل شهر، وساعدت الإعانات في إطعام 1.8 مليون شخص كل شهر.
ورأت “غرينفيلد” خلال رحلتها إلى حدود تركيا وسوريا كيف تتم عملية إرسال المساعدات، وقالت: “شاهدت بأم عيني ما يجري، كيف يتم إرسال الحبوب واللقاحات والأدوية وحقيبة الطعام العلاجي الجاهزة للاستخدام من قبل الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء تغذية حاد”.
وأكّدت في حديثها أمام مجلس الأمن إلى أنّ “معبر باب الهوى هو أحد أكثر المعابر مراقبة وتفتيشًا في العالم، وأنّ عمال الإغاثة يبذلون جهوداً كبيرة جداً في عملية تفتيش المساعدات التي تدخل عبر هذا المعبر”.
وتابعت “أحرزنا تقدمًا في كل ما تم تحديده ووعدنا به في القرار 2585″، مؤكدة التزام الولايات المتحدة “بإحراز المزيد من التقدم على كل هذه الجبهات في العام المقبل، ولكن كما أخبرني كل عامل إغاثة خلال رحلتي، لا يمكن أن تقترب المساعدات عبر الخطوط وحدها من تلبية الاحتياجات الماسة على الأرض، يمكن أن تصل إلى الآلاف من الأشخاص، ولكن ليس إلى الملايين من المحتاجين”.