أصدرت مؤسسة ايزدينا، يوم أمس السبت، توضيحاً بخصوص زيارة ما يسمى بالمجلس الاستشاري الإيزيدي من الإيزيديين إلى سري كانيه/ رأس العين التي تحتلها القوات التركية.
التوضيح أدان الزيارة التي قام بها بركات تاش ممثلاً عن ما يسمى بالمجلس الاستشاري الإيزيدي في ألمانيا لمدينة سري كانيه/رأس العين المحتلة وما أدلى به من تصريحات للإعلام.
و أدان رئيس البيت الإيزدي في سوريا، فاروق توزو، في تصريح للاتحاد ميديا زيارة المجلس، واعتبرها ” شرعنة للاحتلال و تزييف للحقائق وأن الوفد لا يمثل الإيزديين”. الزيارة التي قام بها ممثل المجلس الاستشاري الإيزيدي بركات تاش، جاءت برفقة عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض، ومجموعة من قادة فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة.
وظهر بركات تاش في تقرير نشرته قناة “حلب اليوم” المعارضة بين مجموعة من عناصر المعارضة السورية المسلحة، ومدنيين تابعين للحكومة السورية المؤقتة في مدينة سري كانيه/ رأس العين، وصرح للقناة بأن ” المدينة آمنة ودعا الإيزديين من أبناء المدينة للعودة لبيوتهم، كون الوضع مستقر” على حد تعبيره.
شرعنة للاحتلال
و قال مدير مؤسسة إيزيدينا علي عيسو للاتحاد ميديا إن أهداف الزيارة واضحة:” تأتي الزيارة في محاولة لأجل إبراز صورة مغايرة للحقيقة عن الانتهاكات التي يعاني منها المدنيون على اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية في المدينة”.
و أضاف عيسو:” لذلك تدخل تصريحات الوفد الذي شارك في الزيارة ضمن إطار الترويج لثقافة قبول واقع المدن السورية المحتلة وبالتالي إقناع الناس بأن هذا الاحتلال يجب أن يتحول إلى واقع يجب على السوريين التعايش معه والقبول به”.
وتابع عيسو تصريحه:” من ناحية أخرى فإن الوفد وحسب تصريحاته الاعلامية، ركز إن المدينة تعيش حالة سلام ولا توجد فيها انتهاكات، بالتالي حاول الوفد أن يمنح شرعية للاحتلال التركي عبر الترويج لدعاياته الكاذبة”.
و وجد عيسو في الزيارة محاولة لضرب مصداقية التقارير الدولية:” الزيارة لضرب مصداقية المنظمات الدولية التي أكدت في العديد من تقاريرها بأن هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ترتكب بحق الإيزيديين في المدن السورية التي تحتلها تركيا، وبالتالي فإن هذا الوفد لا يمثل سوى نفسه ولا شأن لإيزيديي سوريا به”.
من جانبه قال توزو:” كان لنا موقفنا الواضح بهذا الشأن، فعودة المهجرين قسراً من سري كانيه بالطرق الملتوية والمشبوهة لها معاني أخرى، لابد لنا من تسجيل الموقف بشأنها”.
وأعاد توزو سرد مأساة أهله في سرى كانيه/رأس العين:” لنا تجربة أخرى في سري كانيه /واشوكاني والكل يعلم بها، حين هاجمتها المجاميع الإرهابية بتمويل وتسهيل ومساندة عسكرية تركية، سنة ٢٠١٢، حينها بقي بعض الإيزيديون في محاولة للحفاظ على أملاكهم، وهاجمت تلك المجاميع وقتلت أشخاصاً كانوا يحرسون بيوتهم”.
واتفق توزو مع رأي عيسو إن الزيارة هي محاولة لشرعنة الاحتلال:” ما يخطط له من قبل هذا الوفد الذاهب للثم الأيادي فإنما هو خنوع وتشريع للمحتل ليس إلا، ففي كل المفاهيم المتعارف عليها، تركيا دولة محتلة لم ترع قوانين الأمم المتحدة ولا الأعراف المتبعة، وبالتالي ما تعرض له أهالي سري كانيه عامة والإيزيديين خاصة لم يكن سهلاً أو أمراً عارضاً كما تصوره البروبوغندا التي يسوقها الإعلام التركي ومن يسير في ركابها”.
المجلس لا يمثل الإيزديين! تشير المعلومات المنشورة على الإنترنت حول المجلس الاستشاري الإيزيدي في ألمانيا بأنه ” تجمع لعدة منظمات إيزيدية سورية وغير سورية” ومقر المجلس حسب المنشور في ألمانيا.
و أصدر “اتحاد أيزيديي سوريا” قبل أيام بياناً إن “المجلس الاستشاري الإيزيدي في المانيا يمارس الدعاية والتطبيل للاحتلال التركي ومرتزقته”.
وجاء في البيان:” كنا في اتحاد أيزيدي سوريا قد أجرينا لقاءين مع (المجلس الاستشاري الأيزيدي في ألمانيا)، واخبرناهم بأن يكفوا عن التدخل في شؤون أيزيدي سوريا، ومحاولة الاتصال مع الدولة التركية ومجموعات المرتزقة بغية تحقيق مصالح لا نعرف ماهيتها ومداها، على حساب أيزيدي سوريا”.
ويكمل البيان: ” رغم تعهدهم الا أنهم نكثوا بالعهد وعادوا مرة أخرى إلى لعب دور الدعاية والتطبيل والخدمة للدولة التركية والائتلاف المعارض الذي يمثل المجموعات المسلحة المرتزقة”.
وعن مدى تمثيل المجلس الاستشاري الإيزيدي للإيزديين في سوريا، علق عيسو:”كما أوضحنا في بيان مؤسسة ايزدينا، هناك المئات من المنظمات الإيزيدية التي تعمل في عموم أوروبا وكذلك أمريكا واستراليا وكندا، والسبب في كثرة هذه المنظمات”.
و برر عيسو العدد الكبير للمنظمات:” الدول المستضيفة للايزديين تتيح لهم حرية تكوين الجمعيات الدينية والاجتماعية وذلك لأجل تيسير أمور الجالية الايزدية، وبالتالي جميع الرخص المقدمة إلى هذه المنظمات وبما فيها المنظمة التي أرسلت وفداً باسمها إلى رأس العين، هي منظمات خدمية واجتماعية ولا يمنحها الترخيص بالعمل في الشأن السياسي”.
وتابع عيسو:” في أوروبا بإمكان سبعة أشخاص أن يتقدموا بطلب الحصول على رخصة إنشاء منظمة، بالتالي لا يمكن ربط مصير عشرات الآلاف من الإيزيديين إلى أفراد لا ينتمون حتى إلى الجغرافية السورية، وهنا أقصد مدير المنظمة التي أرسلت وفدها، وأيضاً لا عمل أو حتى نشاط لهم في سوريا”.
يذكر أن تقارير عدة لمنظمات حقوقية، تحدثت عن انتهاكات جسيمة قام بها عناصر المعارضة السورية المسلحة بحق الإيزديين وتدمير لحق بدور عبادتهم في كل من عفرين وسري كانيه/رأس العين.