أعاد النظام السوري نشر حواجز تابعة لقواته في عدة مناطق ضمن درعا، بعد انتهاء عمليات التسوية، بالتزامن مع صدور تقرير لمكتب “توثيق الشهداء في درعا” كشف عن عدد محاولات الاغتيال والاعتقال ضمن المحافظة.
وقال “مكتب توثيق الشهداء في درعا”، أن عدد عمليات ومحاولات الاغتيال ارتفع من جديد في محافظة درعا جنوبي سوريا، خلال تشرين الثاني الماضي.
وكشف تقرير “مكتب توثيق الشهداء”، “حدوث 48 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال في درعا خلال الشهر الماضي، قُتل على إثرها 30 شخصاً وأُصيب 16 آخرون، بينما نجا اثنان فقط من محاولة اغتيالهما”.
وأوضح التقرير أن عمليات ومحاولات الاغتيال استهدفت تسعة مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، منهم أربعة أشخاص ممن التحقوا بصفوف قوات النظام بعد سيطرتها على المحافظة عام 2018.
وأضاف التقرير أن عمليات الاغتيال لـ20 شخصًا من المستهدفين تمت عبر إطلاق نار مباشر، ولشخصين منهم عبر عملية إعدام ميداني بعد اختطافهم، ولخمسة أشخاص باستخدام العبوات الناسفة، وثلاث عمليات تمت باستخدام القنابل اليدوية.
ووقعت عمليات ومحاولات الاغتيال لـ32 شخصًا في ريف درعا الغربي، بينما وصل عدد العمليات التي نُفذت في الريف الشرقي للمحافظة إلى 16 عملية، بينما لم يتم توثيق أي عملية في مدينة درعا، وفقًا للتقرير.
درعا.. اعتقالات رغما عن التسويات
وجاء في تقرير منفصل لـ”مكتب توثيق الشهداء في درعا”، أن “أكثر من 71 شخصًا من محافظة درعا اعتقل خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أٌطلق سراح 31 شخصًا منهم في وقت لاحق خلال الشهر نفسه”.
وأوضح التقرير أن فرع “الأمن الجنائي” مسؤول عن اعتقال 22 شخصاً منهم، و”شعبة المخابرات العسكرية” مسؤولة عن اعتقال 31 شخصًا، وتسعة آخرون معتقلون لدى فرع “أمن الدولة”، بينما اعتقل فرع “المخابرات الجوية” تسعة أشخاص من مجموع المعتقلين.
كما استمرت قوات النظام في عملياتها باعتقال مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، ووثّق التقرير اعتقال 23 شخصًا منهم، كما اعتقلت خمسة أشخاص من أبناء محافظة درعا خلال وجودهم خارجها.
النظام يعيد نشر حواجزه بعد التسوية
نشرت قوات النظام السوري عددًا من الحواجز العسكرية في محيط مدينة الصنمين بريف درعا خلال الأيام العشرة الأخيرة، بعد أن أزالتها في وقت سابق عقب انتهاء عمليات “التسوية” في المحافظة.
وأعادت قوات النظام وضع حاجز على أحد مداخل مدينة الصنمين المعروف باسم حاجز “مفرق قيطة” وعززته بالعناصر، بعد أن سحبت عناصرها من الحاجز مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفق ما نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أعاد النظام بناء حواجز عسكرية، في 25 من نوفمبر/ تشرين الثاني، في محيط مدينة الصنمين، منها حاجز “البريد”، وحاجز “شارع الزين”، اللذان سحبتهما قوات النظام عقب “التسوية”، إضافة إلى عدد من الحواجز الأخرى.
ويعتقد ناشطون أن سبب “إعادة الحواجز الأمنية في محيط المدينة جاء إثر تصاعد عمليات الاغتيال التي استهدفت عناصر تابعين للنظام في محيط المدينة”.
وقُتل أربعة أشخاص بهجومين منفصلين في مدينة الصنمين، في 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ ألقى مجهولون القنابل على منزل عضو اللجان الشعبية التابعة لـ”الأمن العسكري” باسيل الفلاح، ما أدى إلى مقتله مع طفلته وشخص آخر.
وتزامن هذا الهجوم مع استهداف آخر بالرصاص المباشر لمسؤول الفرقة الحزبية لحزب “البعث” محمد أبو حوية.
وأجرت “اللجنة الأمنية” الممثلة للنظام السوري في محافظة درعا، في 9 من نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، “تسويات” أمنيّة لمدينة الصنمين، انتهت بتسليم عشرات قطع السلاح، وتفتيش المدينة من قبل قوات النظام، تلاها انسحاب قواتها من المدينة.