“النحاس المسروق” يشعل اشتباكات بين عناصر ميليشيا موالية لإيران

أصيب ثلاثة عناصر من ميليشيا “اللواء ٤٧” الموالي لإيران بجروح متفاوتة، أحدهم بحالة خطرة، خلال اشتباكات بالرصاص نشبت بينهم، في حي الحويقة الشرقية بمدينة دير الزور.

وقال ناشطون أن “الاقتتال الذي دار يوم أمس الاثنين كان بسبب عدم الاتفاق على تقاسم كمية نحاس مسروق من محولة كهرباء موجودة في المنطقة”.

وجرح 4 عناصر، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نتيجة اشتباكات بين ميليشيات الدفاع الوطني، التابعة لقوات النظام السوري، ومجموعة من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني بريف دير الزور.

ودارت الاشتباكات في مدينة “العشارة”، على خلفية افتتاح “الدفاع الوطني” نقطة للتهريب بين مناطق النظام ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وفقاً لما نشرت وسائل إعلامية.

واعتدى عناصر من الميليشيات الإيرانية، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، على مواطن في البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وضرب العناصر راعي أغنام في بلدة “المجاودة” بريف البوكمال، وأجبروه على خلع ملابسه، إضافة إلى سرقة عدد من رؤوس الأغنام، وغادروا الموقع رافضين إعادة الملابس للراعي.

وتشهد مناطق تواجد ميليشيات الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية، اقتتالاً مستمراً بين عناصرها بسبب الخلافات بينها على السرقات (التعفيش) وطرق التهريب والأتاوات المفروضة على الطرق والسكان.

الميليشيات الإيرانية في ديرالزور

تحاول إيران من خلال ميليشياتها الموجودة في سوريا، خلق بيئة شعبية حاضنة لها عن طريق تغيير ديموغرافية المناطق التي تسيطر عليها وتحديداً في محافظة ديرالزور وريفها، من خلال تقديم المعونات والمكاسب المالية، أو تقديم السلاح والنفوذ، وأحياناً من خلال الترهيب.

ونشر موقع “الاتحاد ميديا” مجموعة أخبار تتعلق بالانتهاكات الإيرانية المتواصلة في سوريا، أحدثها افتتاح الميليشيات الإيرانية المتواجدة في مدينة البوكمال شرقي دير الزور، باب التطوع للنساء في صفوفها”.

إذ أعلنت الميليشيات عن حاجتها للممرضات وآنسات للعمل ضمن المشافي والروضات الخاضعة لسيطرتها، براتب مغري يصل إلى 300 ألف ليرة سورية شهرياً.

و أنشأت الميليشيات الإيرانية مزارات للحجاج الشيعة في المنطقة، أهمها مزار “عين علي” في بادية القورية شرق ديرالزور على خط البادية الشامية.

و بُني المزار في منطقة أثرية معروفة باسم “عين أباغ”، إلا أن الميليشيات الإيرانية قامت بالاستيلاء عليها وجعلتها مزاراً للحجاج الشيعة من خارج سوريا، فضلاً عن قيامهم بمصادرة الأراضي التي تقع قرب المزار لبناء استراحات وفنادق لاستقبال الزوار.

سرقة وأتاوات

انخرطت الميليشيات الإيرانية المتواجدة في مناطق سيطرة النظام بعمليات السرقة و”التعفيش”، وخاصة في المناطق التي هُجر أهلها منها، وسجلت عدة حالات من قبل وسائل الإعلام وناشطين، لسرقة الكابلات وقواطع الكهرباء وعواميد الإنارة.

ويرجع مراقبون أسباب تمادي واستمرار عمليات السرقة والتعفيش وفرض الأتاوات على الأهالي لتدني الأجور والرواتب الشهرية للعناصر التابعة للميليشيات الإيرانية.

و أكدت”أعظم قمري” تدني الرواتب، وهي زوجة “رضا خرمي”، أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني وأحد الحراس الشخصيين لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

وقالت “قمري” أنها “لا تجرؤ على الحديث خارج المنزل عن مقتل زوجها في سوريا، خوفا من الانتقادات”.

وتابعت “قمري”، خلال تصريح لها لصحيفة “كيهان” الإيرانية، “يعتقد الناس أن النظام الإيراني ومؤسساته يدفعون الكثير من المال للمقاتلين بسوريا، لكن الواقع عكس ذلك، فالمبالغ ليست كبيرة، بل تعادل تقريبا رواتب العمال”.

ويبلغ عدد الميليشيات الإيرانية في سوريا نحو 50 تشكيلاً، وصلت أعداد عناصرها خلال عام 2017 نحو 70 ألفاً، وتقدّر أعدادهم اليوم بأكثر من 100 ألف مسلح، وفق تصريحات عسكريين إيرانيين.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد