مخرجة فيلم “نحن الثورة”: نعرض واقع المرأة السورية خلال الحرب و بعدها

بات فيلم “نحن الثورة” متوفراً على موقع تبادل الفيديوهات “يوتيوب”، ويعرض قريباً في صالات أكاديمية Filmhaus Köln الألمانية.

و قالت سوزان صباغ مخرجة الفلم أن “الفيلم يروي وضع النساء السوريات خلال وبعد الحرب بشكل مختصر وأسلوب قريب لقلب المشاهدين، ومن وحي الحقيقة”.   

و أضافت سوزان في تصريح للاتحاد ميديا أنّها: “وجهت هذا الفيلم للمجتمع الألماني والعربي، وكان هدفها الإضاءة على ما مرّت وتمرّ به النساء السوريات”.

واعتبرت سوزان أن المرأة هي “الفئة التي تعرّضت للظلم الأكبر من قبل جميع الأطراف المتنازعة في سوريا، خاصة مع فرض السلطة الأبوية عليهنّ من قبل الذكوريين في جميع تلك الأطراف”.

من هم ضيوف الفيلم؟

اختارت سوزان ضيوفها بناءً على معايير دقيقة، وفقا لوصفها، و وقع اختيارها على “ذكرى درعوزي” و”نور برهان”.

تبرر سوزان اختيارها لذكرى لما مرت به من ظروف قاسية: “فتاة حلبية معتقلة لدى النظام السوري لمشاركتها في مظاهرات مناهضة له و مرت بظروف قاسية و منعطفات مفصلية في حياتها”.

و روت ذكرى من خلال فيلم “نحن الثورة” ما عانته من ظلم مجتمعي كبير في حياتها.

واستضافت سوزان نور كبطلة ثانية لفلمها: “من المشاركات في الحراك السلمي في سوريا، ومديرة شبكة “أنا هي” ومستشارة جندرية لمنظمات مجتمعية في سوريا”.

خوف تبدد مع عرض الفيلم

شعرت سوزان عند اختيار اسم الفيلم بالخوف على حدا تعبيرها:” من مدى إمكانية وصول الفكرة إلى الفئة التي أريد مخاطبتها”.

 وعلقت على اختيارها “نحن الثورة” عنوانا لفيلمها على “الإشارة إلى النساء السوريات اللاتي عانين من اضطهاد وظلم وسلطة ذكورية، وتحديداً اللاتي خرجن بالحراك السلمي واعتُقلن وعوملن بشكل غير لائق على الإطلاق”.

و تبدّدت مخاوفها سريعا :”الأصداء الرائعة التي حصدها الفيلم، والمشاركات الكثيرة والآراء المميزة التي نالتها من قبل النساء والرّجال أنهت مخاوفي”.

النسوية الراديكالية” من وجهة نظر سوزان صباغ

تؤيد سوزان مفهوم النسوية الراديكالية: “عندما يتعرض الإنسان لظلم واضطهاد وحرمان من حقوقه على مدار سنوات طويلة، سيصل إلى مرحلة الانفجار، وسيطالب بحقوقه بأعلى صوت، لذا أؤيد النسوية الراديكالية”.

و تختلف سوزان من وجهة نظرها مع تيار النسوية الراديكالية في فكرة واحدة، وترى أن سبب تبعية المرأة ليس فقط المؤسسة الأبوية، وإنما أيضاً النظام الاقتصادي الرأسمالي، الذي لعب دوراً مهماً وأساسياً في ظلم المرأة السورية.

ولفتت سوزان النظر إلى فكرة مهمة، وهي أنّ بعض الذكوريين/ات يستخدمون تعبير النسوية الراديكالية لإسكات النسويات، ومهاجمتهنّ وكأنهنّ إرهابيات، ووجهت رسالة إلى هذه الفئة قائلة: “النسوية الراديكالية هي الغاضبة، الثائرة، لكنّها لم ولن ترفع سلاح، كل ما ترغب به هو إيصال صوتها والمطالبة بحقوقها”.

“من حق كل امرأة الرفض”

ترى سوزان أنّه من الواجب على النساء اللاتي تتعرضن للاضطهاد والضرب والتعذيب، واللاتي تشعرن بالخوف من قول كلمة “كلا” أو تخطي أي خطوة جدية في سبيل حريتها النفسية والفكرية أن يتواصلن مع مختصين للحصول على الدعم اللازم، أو مع منظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون المرأة، وعدم التردد في طلب المساعدة على الإطلاق.

إلّا أنّ المشكلة الأساسية من وجهة نظر سوزان هي غياب القرارات والقوانين التي تدعم المرأة، وهذا هو الشيء الذي تطمح بتغييره بمساعدة بقية النسويات في العالم.

وقالت سوزان: “لو كان بإمكاني مساعدة جميع النساء اللاتي تعانين من الظلم لما توانيت لحظة، ولكنّنا بحاجة لتغييرات جذرية في قوانين حماية المرأة”.

و عن حلمها الكبير، قالت سوزان: “حلمي رؤية سوريا بلد الحريات وبلد يحمي حقوق الإنسان”.

من هي سوزان صباغ؟

سوزان صباغ، ناشطة نسوية، وطالبة إعلام وأدب إنجليزي، أخرجت مؤخراً فيلم we are the Revolution، وعملت مذيعة مع راديو شبابليك.

وانتقلت إلى ألمانيا لتعمل مع لاجئين من دول مختلفة، نظّمت وشاركت بفعاليات لمساعدة اللاجئين عن طريق العمل والدراسة ودعمهم في نواحي الحياة المختلفة.

 وتأمل سوزان بإخراج فيلم ثاني بالفترة القادمة يتعلق بمجتمع الميم ومعاناتهم أيضاً من ضغوطات الحياة المختلفة.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد