صحيفة The National توثق معاناة طفل سوري ووالدته خلال رحلة لم شملهما إلى اسكتلندا

نشرت صحيفة The National الاسكتلندية قصة معاناة طفل سوري مع والدته والمصاعب التي واجهتهما أثناء محاولة لم شملهم مع عائلتهم في اسكتلندا.

فبعد خمس سنوات من الصراع في لبنان بهدف الوصول إلى اسكتلندا، سيتمكن الطفل طارق البالغ من العمر ثماني سنوات من الذهاب برفقة والدته ريهام إلى اسكتلندا، وستتغير حياتهما مع هذا القرار إلى الأبد.

حلم الوصول وتعقيدات لم الشمل

وبحسب ما ذكرت صحيفة The National فإن حلم طارق الوحيد هو الذهاب إلى المدرسة، والنوم بغرفة دافئة بجانب جدته لميس كوجاك التي تعيش في بيزلي باسكتلندا مع جده علي حسن وعمه أحمد، لكنّ الظروف لم تكن في صالحه.

جاءت لميس وعلي وابنهما أحمد إلى اسكتلندا قبل خمس سنوات، بعد اختيارهم لإعادة التوطين من خلال برنامج تديره المملكة المتحدة بالاشتراك مع الأمم المتحدة، وكان أحمد حينها مراهقاً صغيراً واختارتهم الأمم المتحدة بناءً على الإصابات التي تعرضوا لها جرّاء انفجار منزلهما ودماره والسوبرماركت التي كانا يعملان بها، في دمشق.

قبلت عائلة حسن الذهاب إلى اسكتلندا، بعد أن قيل لهم أنه بإمكانهم لم شمل أطفالهم الآخرين وهم ريهام وشقيقها ربيع فور وصولهم إلى اسكتلندا، لكنّ هذا الأمر لم يحدث، واستمر لخمسة سنوات تقريباً.

ونتيجة لذلك بقي ابنهما الشاب ربيع عالقاً في الأردن مع عائلته، بينما تعاني ابنتهما الثانية ريهام وابنها طارق في لبنان، بانتظار السماح لهم بدخول اسكتلندا.

معاناة اللاجئين السوريين في لبنان

ذكر تقرير صادر عن صحيفة The National  أن لبنان تستقبل  نحو 1.5 مليون نازحاً سورياً يكافحون من أجل العمل وتأمين السكن وتوفير الغذاء، جنباً إلى جنب مع معاناتهم من نقص الرعاية الصحية المتوفرة لديهم.

وما زاد الأمر سوءاً هو الانفجار المدمر الذي حدث في ميناء بيروت في أغسطس من عام 2020، والذي أدى إلى وصول الكساد الاقتصادي في لبنان إلى مستوى غير مسبوق، حيث انخفضت عملة لبنان بأكثر من 90% مقابل الدولار الأمريكي، الأمر الذي جعل الحياة مستحيلة بالنسبة لريهام وابنها.

وإلى جانب كل هذه الأزمة المالية الكبيرة، فقد عانت ريهام من التمييز الكبير ضد السوريين من قبل بعض اللبنانيين، الذين يرون أنّ السوريين أخذوا منهم فرص التوظيف في كثير من الأماكن.

وبحسب صحيفة The National فقد حاولت ريهام إخفاء هويتها السورية بعد تعرضها للكثير من الإساءات وإلقاء البيض عليها في لبنان.

إجراءات معقدة

حال ريهام وابنها كحال الآلاف من العائلات التي لا تزال تنتظر قرار لم الشمل من الحكومة الاسكتلندية، ولم يكن الأمر صعباً عليها فقط، بل كان صعباً على عائلتها التي تعيش عاجزة في اسكتلندا، وغير قادرة على تقديم العون لابنتها ولابنهما الآخرربيع الذي يعيش في الأردن حالياً.

ونتيجة لذلك دخلت والدتهما لميس في أزمة نفسية حادة، حاولت خلالها الانتحار وإنهاء حياتها بسبب بعدها عن أبنائها، لكنّها قرّرت أن تروي قصتها لأكثر من صحيفة اسكتلندية، لتسلّط الضوء على المشاكل غير المعروفة للعديد من اللاجئين في اسكتلندا والمملكة المتحدة، وقالت: “بدون أطفالي، لا يهم أين أعيش وكيف أعيش”.

سلًط تقرير صادر عن صحيفة The National اليوم السادس من كانون الأول/ديسمبر الضوء على معاناة اللاجئين السوريين الذين يعيشون في اسكتلندا مع قواعد لم الشمل المحدودة والمقيدة من قبل الحكومة، والتي تجبر العديد من الأقارب على القيام برحلات خطرة تهدد حياتهم لمحاولة لقاء عائلاتهم مجدداً.

وبحسب التقرير فقد توفي حوالي 4000 لاجئاً أثناء محاولتهم عبور بحر المانش English Channel ، كما يحاول آخرون الوصول إلى المملكة المتحدة محشورين في شاحنات لأيام دون طعام، وعثرت السلطات البريطانية في تشرين الأول/ أكتوبر على جثة 39 لاجئاً في حاوية شاحنة.

وقال غاري كريستي رئيس في المجلس الاسكتلندي المعني باللاجئين لصحيفة Sunday National يوم الاثنين السادس من ديسمبر: “قواعد لم شمل الأسرة في المملكة المتحدة مقيدة للغاية، وتجبر عائلات اللاجئين على العيش بقلق مستمر، وحتى وإن اندرج اللاجئ ضمن القواعد الموضوعة من قبل الحكومة، تكون عملية لم الشمل مكلفة جداً”. ومن جهته قال محامي الهجرة في اسكتلندا عثمان أسلم لـ Sunday National: “نحن نتحدث عن عائلات مزقتها الحرب..تعيش في ظروف صعبة في مخيمات غير صالحة للعيش، يواجهون الجوع وسوء المعاملة والتعذيب النفسي والجسدي، يجب تغيير القوانين لمساعدة هؤلاء الأشخاص الضعفاء”.

النهاية المرجوة

احتاجت العائلة إلى تغيير أكثر من ثلاثة محاميين مختصين بقضايا الهجرة، والسعي الدائم والمستمر للم شملهم، لتتمكن لميس من رؤية ابنتها وحفيدها.

وقالت لميس:” أنا سعيدة، ابنتي ستشعر بالأمان الذي غاب عنها لفترة طويلة”.

وقالت العائلة لصحيفة The National  أنّهم يعدّون الدقائق ليحين موعد اللقاء مع طارق وريهام، بعد قرار قاض اسكتلندي سمح لهم بلم الشمل.


وتعاني الكثير من العائلات السورية من مسألة لم الشمل، ليس فقط في المملكة المتحدة، بل العديد من الدول الأوربية تحتاج وقتاً طويلاً يصل لسنوات للبت في قرارات لم الشمل.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد