انتقل 21 عنصر سوري من مجموعة “أبو غريب” التابعة لـ”الفوج 47″ الموالي لإيران، إلى ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام في ريف دير الزور الشرقي، وفق ما نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وقال المرصد أن “تعداد المجموعات التي انتقلت من الميليشيات المحلية التابعة لإيران إلى قوات الدفاع الوطني، منذاكتوبر/تشرين الأول، ارتفع إلى 3 مجموعات، وانتسبت حينها مجموعة تسمى العباس ومجموعة أخرى تتألف من 30 مقاتل”.
وارتفع بذلك تعداد العناصر المنتقلين من الميليشيات الإيرانية إلى ميليشيات الدفاع الوطني إلى 51 عنصراً، وفق إحصائيات المرصد.
وأجرى قائد “الفوج 47” الملقب بالحاج “عسكر”، عقب الحادثة، اجتماعاً مع العناصر المتبقين وهددهم بالسجن والملاحقة في حال تركهم الفصيل أو انتقلوا للعمل مع جهة أخرى.
نقص في التمويل وخطر على الحياة
يُرجع مراقبون أسباب حدوث عمليات “الانشقاق” من صفوف الميليشيات الإيرانية لعدة نقاط، منها “نقص التمويل وقلة الأجور، والاستهداف الإسرائيلي المستمر للميليشيات الإيرانية في سوريا”.
وكثرت التسريبات المرتبطة بتدني الأجور التي تقدمها إيران لعناصر ميليشياتها المقاتلة في سوريا، إذ أكدت “أعظم قمري” وهي زوجة أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني وأحد الحراس الشخصيين لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، أنها “لا تجرؤ على الحديث خارج المنزل عن مقتل زوجها في سوريا، خوفا من الانتقادات”.
وقالت “قمري” في تصريحات لصحيفة “كيهان” المحلية “يعتقد الناس أن النظام الإيراني ومؤسساته يدفعون الكثير من المال للمقاتلين بسوريا، لكن الواقع عكس ذلك، فالمبالغ ليست كبيرة، بل تعادل تقريبا رواتب العمال”.
ويفضل عناصر الميليشيات الإيرانية من السوريين مؤخراً، الالتحاق بقوات أخرى تابعة لروسيا أو قوات الدفاع الوطني الخاصة بالنظام، لكونها أكثر أمناً على حياتهم من الضربات الجوية والغارات وأعلى أجراً.
وتصاعدت الغارات الجوية التي تستهدف المصالح والمواقع الإيرانية في سوريا، خلال الأشهر الماضية، دون تبني أي جهة لمثل هذه الغارات، في وقت تشير فيه التحليلات إلى وقوف إيران وراء هذه الهجمات، التي غالباً ما يرافقها سقوط قتلى من عناصر الميليشيات.
ونشر وسائل إعلام إسرائيلية الشهر الماضي، عن حدوث توافق روسي إسرائيلي بخصوص استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية لإيران في سوريا، في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون إسرائيليون رفضهم لأي تواجد إيراني بالقرب من إسرائيل”.
وتحاول الميليشيات إيران “الهروب” من الغارات الجوية المستمرة على مواقعها من خلال تبديل وتغيير مستودعاتها بشكل مستمر بين مختلف المناطق.