أُعلِنَ اليوم عن هوية 41ضحية عثر على رفاتهم من أبناء قرية كوجو الإيزيدية، خلال مراسيم جرت في القرية التابعة لمدينة شنكال، في كردستان العراق.
وحضر المراسيم، ممثلون عن حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية وذوي الضحايا، الذين فقدوا حياتهم على يد مسلحي تنظيم الدولة “داعش”.
كوجو رمزاً يجسد ألم الإيزديين
وهؤلاء الضحايا كانوا قد تعرضوا لحصار في يوم 3/8/2014، وحتّى يوم 15/8/2014، قبل أن يفقدوا حياتهم على يد عناصر تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش”.
وقبل هجوم تنظيم داعش على منطقة شنكال، كان عدد سُكان قرية كوجو يبلغ (1760) شخص، و بلغَ عدد الضحايا و المفقودين من أبناء القرية بعد الهجوم (1280) شخص، وعُثر حتّى الآن على رُفاة أكثر من (500) منهم.
وقال قاسم خضر، وهو من أحد ضحايا تنظيم “داعش” للاتحاد ميديا ” فقدت أبي وأمي على يد مسلحي داعش الإرهابي، لقد قتلوهم أمام عيني، وفقدت الكثير من أهلي، كوجو أصبحت مدينة مدمرة بسبب هذا التنظيم الإرهابي”.
وتابع خضر” لقد اختطفوني أنا أيضاً، ولا أعرف كيف نجوت من الموت المحتم على يدهم، قد يكون قدري أن أفلت من الموت، وأعيش طوال حياتي أتذكر ما رأيته بعيني”.
جينوسايد الإيزديين بالأرقام
وبحسب معلومات حصلت عليها الاتحاد ميديا من مكتب انقاذ المختطفين الأيزيديين، فقد بلغ عدد الضحايا في الأيّام الأولى لهجوم داعش عام ٢٠١٤: 1293 شخصاً.
وكان عدد الأيزيديين في العراق قبل هجوم تنظيم داعش 550 ألف نسمة، ويعيش منهم اليوم ما يقارب 360 ألف نازح في المخيمات، فيما يبلغ عدد اللاجئين الأيزيديين خارج البلاد 100 ألف شخص.
وقال مكتب إنقاذ المختطفين الإيزديين في إقليم كردستان العراق أن عدد المقابر الجماعبة المكتشفة 82 مقبرة.
وأضاف المكتب أن عدد المزارات والمراقد الدينية المفجّرة بلغ 68 مزاراً، فجرهم التنظيم إبان هجومه على شنكال.
وكشف المكتب أن عدد المختطفين والمختطفات الإيزيديين على يد التنظيم بلغ 6417 شخصاً، منهم 3548 امرأة وفتاة، و 2869 رجل وشاب.
وعدد الناجين والناجيات بلغ 3545 شخصاً، منهم 1205 امرأة وفتاة، و 339رجل وشاب ، والأطفال 1045 طفلة، و956 طفل.
و ما زال أكثر من ألفين وخمسمائة إيزيدي مختفياً قسرياً، منهم 1298 امرأة وفتاة، و1470 رجل وشاب.
الاعتراف بالجينوسايد يرد بعض الظلم
وتطالب منظمات وشخصيات إيزيدية بالاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين بشكل رسمي، وذلك كجزء من جلب العدالة للضحايا الإيزيديين.
و في عام 2019، صوّت برلمان كردستان على اعتبار ما تعرّض له الأيزيديون إبادة جماعيّة، و أُعلن يوم الثّالث من شهر آب موعداً لإحياء المناسبة.
وصادق البرلمان البلجيكي، في تموز/يوليو الماضي، بالإجماع على نص قرار يعترف فيه بتعرض الأقلية الإيزيدية في العراق للـ “الإبادة الجماعية” من قبل مسلحي تنظيم “الدولة .
اليوم العالمي لضحايا الإبادة الجماعية
وصادف دفن رفات الضحايا الإيزديين اليوم في مدينة كوجو، اليوم العالمي لضحايا الإبادة الجماعية.
وفي أيلول/سبتمبر 2015، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 9 كانون الأول/ديسمبر بوصفه يوماً دولياً لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة. كما ان 9 كانون الأول/ديسمبر يصادف الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، حسب موقع الأمم المتحدة.
وقالت الأمم المتحدة أن تخصيص هذا اليوم لضحايا الإبادة الجماعية يهدف ” إلى زيادة الوعي باتفاقية منع الإبادة الجماعية وللإحتفاء بدورها في مكافحة ومنع هذه الجريمة ولتكريم ضحاياها”.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على تخصيص هذا اليوم ” حيثما نرى الناس يواجهون التمييز المنهجي أو يصبحون أهدافا للعنف لا لشيء إلا بسبب من يكونون بحكم هويتهم، يجب علينا التحرك – للدفاع في آن معا عن أولئك الذين هم عرضة لخطر داهم وأولئك الذين يمكن أن يكونوا عرضة للخطر مستقبلا، وبإشاعة ثقافة قوامها السلام ونبذ العنف تشمل احترام التنوع وعدم التمييز، يمكننا إقامة مجتمعات قادرة على مواجهة خطر الإبادة الجماعية”.