“الخلافات حول نووي إيران لا تزال دون حل”

صرّح الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، يوم أمس السبت، إنّ طهران ملتزمة في محادثاتها مع القوى العالمية في مؤتمر فيينا بشأن النووي،وصرّح كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إنّ الخلافات في الجولة السابعة من محادثات فيينا لا تزال دون حلّ.

وعلى الصعيد الدولي قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس اليوم:” عرضت على الأميركيين تنفيذ خطة بديلة للتعامل مع إيران في حال فشلت مفاوضات فيينا”، ومن جهة أخرى صرّحت وزيرة الخارجية الألمانية بشأن الاتفاق النووي الإيراني: “الوقت بدأ ينفد من إيران”.

وقال رئيسي في تصريح مع التلفزيون الإيراني الرسمي: “بدأنا المفاوضات في فيينا بهدف رفع العقوبات عن إيران ونسعى بكل الطرق للاتفاق”.

وذكرت وكالة الأنباء “رويترز”  أن الولايات المتحدة كانت متشائمة  يوم الخميس الواقع في 2 ديسمبر بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، حيث قالت واشنطن إنه ليس لديها ما يدعو للتفاؤل بشأن الاتفاق مع إيران.

كما قال وزير الخارجية، أنطوني بلينكين، يوم الخميس، إنّ الخطابات والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي تهدد المحادثات الدولية في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

ورفضت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي التعليق على تقارير تفيد عن التوصل إلى مفاوضات “إيجابية” بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي وإيران حول قضية برنامج الأسلحة النووية في إيران.

وعند سؤالها من قبل مراسلة بلومبرغ جينيفر جاكوبس “هل تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن إيران جادة في مفاوضاتها مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن الأسلحة النووية”، ردّت بساكي بشكل قاطع: “يصعُب علينا تقييم هذه التقارير الآن، العديد من الأشياء لا يزال التفاوض عليها قائماً، لكننا لن نتفاوض علناً”.

من جهته قال بليز ميتسال نائب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الامريكي السياسي لصحيفة Washington Examiner : “لا نريد أن توافق الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وروسيا والصين على أن إيران ستطوّر سلاحاً نووياً أو أنها لن تتنازل عن قرارها”.

وكتب ميتسال في تغريدة له على تويتر: “على البيت الأبيض أن يتصرف على الفور، خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA صفقة سيئة للغاية، ويجب وضع خطة ذات مصداقية للتعامل مع الوضع”.

ما هي خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA ؟

هي اتفاقية بين إيران حول برنامجها النووي وبين الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.

هذه الاتفاقية مبنية على اتفاق جنيف المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والذي تم في  24 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013، وضمن هذا الاتفاق تخلّت إيران عن جزء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في عام 2014، وكان من المفترض أن تنتهي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وتم تمديدها لغاية 1 يوليو/تموز 2015.

وفي الثاني من نيسان/ابريل عام 2015، وافقت إيران على تنفيذ المزيد من القيود المفروضة على برنامجها النووي لعشر سنوات على الأقل، مقابل رفع العقوبات الدولية عليها.

كما وعدت طهران بتخفيف عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها من أجل تخصيب اليورانيوم، ودخل الاتفاق الجديد حيز التنفيذ في 15 يناير 2016، واتُبع برفع العقوبات الاقتصادية بشكل تدريجي عن طهران.

اتفاق JCOPA في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما

أعربت إدارة باراك أوباما عن ثقتها في أن خطة العمل الشاملة المشتركة ستمنع إيران من تصنيع سلاح نووي، وقال في أحد مؤتمراته الصحفية: ” على مدى عقود ، كانت خلافاتنا مع إيران تعني أن حكوماتنا لا تتحدث أبداً مع بعضها البعض .. على مر السنين اقتربت إيران أكثر فأكثر من امتلاك القدرة على بناء سلاح نووي لكن الولايات المتحدة لم تخف أبداً من متابعة أسلوبها الدبولوماسي مع خصومنا و بصفتي رئيساً ، قررت أن خطة العمل الشاملة المشتركة لن تسمح لإيران ببناء قنبلة نووية”.

نتيجة لهذه الاتفاقية، نفذت إيران مجموعة من الخطوات المفروضة عليها، والتي تثبت أنّها لن تستمر في برنامجها النووي كما كان سابقاً.

وقامت إيران في هذا الإطار: “بشحن 25 ألف رطلاً من اليورانيوم المخصب خارج البلاد و فككت وأزالت ثلثي أجهزة الطرد المركزي وأزالت calandria من مفاعل الماء الثقيل الخاص بها واستعاضت عنه بالخرسانة”.

وبعد التزام إيران بالخطة، تمكنت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من بدء المرحلة التالية من اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تقتضي بأن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها عن إيران بشكل تدريجي، ولكن ليس جميع العقوبات.

اتفاق JCOPA في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في الثامن من مايو/ايار عام 2018، دخلت خطة العمل الشاملة المشتركة مرحلة جديدة بائسة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعلن حينها ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، وعزل الولايات المتحدة الأمريكية عن حلفائها الغربيين ونشر حالة من الفوضى وعدم اليقين في المنطقة.

هذا القرار ترك اتفاق عام 2015 الذي توصلت إليه سبع دول بعد أكثر من عامين من المفاوضات في مهب الريح.

وأعادت الولايات المتحدة الأمريكية بذلك جميع العقوبات الصارمة التي فرضتها على إيران.

لكنّ إيران قالت أنها ستستمر في هذا الاتفاق الذي قيّد حلمها النووي، مقابل رفع العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل، وكذلك كانت الموافقة على الاستمرار بالاتفاقية من قبل فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا، الذين اتهموا الولايات المتحدة الأمريكية بانتهاك الحقوق.

وقال ترامب حينها في مؤتمره الصحفي من غرفة الاستقبال الدبلوماسي بالبيت الأبيض: “كانت هذه الاتفاقية مروعة ولم يكن ينبغي القيام بها على الإطلاق، لم تجلب الهدوء ولا السلام ولن تجلبهما أبداً”.

من جهته انتقد أوباما ما فعله ترامب، قائلاً أنه لم يحترم المعاهدات الدولية، وأن هذا القرار سيترك العالم أقل أماناً.

وبعد هذه الخطوة تخلت جميع الشركات الأوروبية الكبرى عن التعامل مع إيران خوفاً من العقوبات الأمريكية، الأمر الذي دفع إيران إلى إيقاف مبيعات اليورانيوم المخصب إلى دول أخرى، وقال حينها روحاني إن إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم إذا لم يلتزم الجميع بالاتفاقية.

إسرائيل تطالب بوقف المحادثات النووية مع إيران على الفور

ووفقاً لرويترز فقد نقل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اتصاله الهاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي، والذي قال فيه: “إيران تقوم بالابتزاز التفاوضي، يجب إيقاف المفاوضات معها على الفور، وتنفيذ خطوات صارمة من قبل القوى العالمية.

حيث ترفض إسرائيل رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل أي اتفاق مؤقت، وقال بينيت: “الاتفاق المؤقت ورفع العقوبات يعني التدفق الهائل للأموال إلى النظام الإيراني”.

في مقابلة بالفيديو يوم الخميس الواقع في 2 ديسمبر مع موقع YNet الإخباري الإسرائيلي، أعرب وزير الدفاع بيني غانتس عن ثقته بالرئيس الأمريكي جو بايدن وبوعوده بعدم السماح لإيران أن تمتلك أي أسلحة نووية.

وقال غانتس: “أعتقد أننا لسنا وحدنا في هذه المشكلة، قلتها سابقاً وأقولها مجدداً الهجوم على إيران هو أحد الخيارات، وليس بالضرورة أن يكون الخيار الأول”.

مشروع إيران الجديد لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% يوصلها إلى العتبة النووية

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير للدول الأعضاء يوم الاثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عن أن إيران تعمل على تخصيب اليورانيوم بمعدل أعلى من المعدل المتفق عليه في عام 2015.

كل هذا يشير إلى أن إيران تتخذ خطوات فنية لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 90% وهي الدرجة التي يمكن عندها إنتاج سلاح نووي.

تختلف التقديرات حول المدة التي ستستغرقها إيران لإتقان المتطلبات التكنولوجية الإضافية لإنتاج سلاح نووي، لكن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ترى أنها قد تستغرق عام إلى عامين.

بدورها وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس محادثات فيينا بأنها” الفرصة الأخيرة للإيرانيين للجلوس على طاولة المفاوضات، والموافقة على العودة إلى اتفاق 2015″.

ومن جهته قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إدراك أن فرصتهم في التوصل إلى اتفاق معنا لن تكون متاحة للأبد”.

كما كتب المفاوض الإيراني علي كاني في صحيفة Financial Times  : “الاتفاق لن يكون ممكناً ما لم تكون الولايات المتحدة الأمريكية على استعداد لدفع ثمن انسحاب ترامب من اتفاقية عام 2015 وضمان عدم تكراره، جنباً إلى جنب مع إلغاء جميع القيود المفروضة منذ عام 2015”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد