فرض الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، عقوبات على مجموعة “فاغنر” الروسي الخاص، وعلى ثمانية أفراد وثلاث شركات أخرى في سوريا، بتهمة تمويل المرتزقة في أوكرانيا وليبيا وسوريا.
واتّهم الاتحاد الأوروبي مجموعة “فاغنر” الروسية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وتنفيذ عمليات سرية بالنيابة عن الكرملين.
وصرّح الاتحاد الأوروبي في بيانه الرسمي: “مجموعة “فاغنر” مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أوكرانيا وسوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق”.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان مجموعة فاغنر بأنهم “مرتزقة روس يشنّون حرب بالوكالة لحساب روسيا، وحتى إن نفت روسيا الأمر فلن تخدع أحد”.
و شملت العقوبات ثلاث كيانات أخرى مرتبطة بمجموعة فاغنر ذكر الاتحاد الأوروبي في تقريره إنها مشاركة في إنتاج النفط والغاز في سوريا.
الرد الروسي على عقوبات الاتحاد الأوروبي
من جانبها أعلنت الخارجية الروسية يوم الثلاثاء 14ديسمبر/كانون الأول أن فرض عقوبات أوروبية على مجموعة فاغنر ضرباً من “الهستيريا”.
ونفت روسيا ارتكاب أي مخالفات من قبل مجموعة فاغنر، قائلةً أنّه من حقهم العمل والسعي وراء مصالحهم في أي مكان في العالم، لطالما أنهم لم ينتهكوا القانون الروسي.
كما أكّد بوتين أنّ الحكومة الروسية لا تموّل مجموعة فاغنر إطلاقاً.
فاغنر في سوريا
وتقدر تقارير إعلامية عدد المرتزقة الروس على الأراضي السورية بـ 2500 في أوج المعارك سنة 2015، فيما انخفض إلى 1000 في العام 2016.
وزاد عدد مقاتلي “فاغنر” في الأعوام اللاحقة، ليصل إلى 2000 مسلح، حسب إحصاءات صدرت عن موقع إرفع صوتك.
ونشرت وكالة رويترز في العام 2018 تقريراً قالت فيه إن المتعاقدين الروس في سورية يحصلون على أجور تصل إلى 6500 دولار شهريا.
وهذه الرواتب تزيد عن متوسط الأجور في روسيا بأكثر من 12 ضعفا، حسب تقرير رويترز الذي نقل المعلومات عن عوائل المقاتلين.
وشنت طائرات أمريكية في العام 2018 هجوماً على قوات النظام السوري بالقرب من بلدة خشام بريف دير الزور، قتل على إثرها ما يقرب 100 عنصر من مجموعة فاغنر.
وقالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية في تقرير نشرته عن الحادثة أنه : “قتل أكثر من 200 متعاقد عسكري معظمهم روس يعملون لحساب حكومة الرئيس بشار الأسد في هجوم فاشل على نقطة تمركز للقوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معها في محافظة دير الزور الغنية بالنفط “.
ما هي مجموعة فاغنر؟
يعرف موقع ويكيبيديا مجموعة فاغنر بأنها شركة عسكرية خاص، وقيل إن مقاوليها شاركوا في صراعات مختلفة، بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الحكومة السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015، في الحرب في دونباس في أوكرانيا، لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك .
ويعود تأسيس “فاغنر” إلى عام 2014 إلى ديمتري أوتكين، العميد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، واسم المجموعة هو الاسم العسكري لأوتكين.
كماذكر تقرير رسمي صادر عن الاتحاد الأوروبي أنّ تمويل فاغنر تابع ليفنغي بريغوزين، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 60 عاماً، مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقيم في سانت بطرسبرغ.
يُطلق على بريغوزين اسم “طباخ بوتين” بسبب علاقاته الوثيقة بالكرملين، إلا أن بريغوزين رفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً.