عائلة فرهاد حمو للاتحاد ميديا: كان فرهاد معتقلاً في سجون “داعش” داخل الباغوز

صادفَ يوم أمس الأربعاء، الذكرى السنوية الثامنة لاختطاف الصحافي الكردي السوري، فرهاد حمو، على يد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أثناء قيامه بمهمّة صحافيّة لصالح قناة رووداو الكردية العراقية على طريق مدينة قامشلو- تل كوجر.

وخطف فرهاد حمو في يوم الخامس عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2014، أثناء ذهابه لإعداد تقرير لصالح قناة رووداو الكردية مع الصحافي مسعود عقيل، الذي اطلق صراحه في يوم الحادي والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر، فيما بقي مصير فرهاد مجهولاً.

وخلال السنوات الماضية ظهرت العشرات من الشائعات التي تحدثت عن قضية فرهاد حمو وظروف ومكان اعتقاله وعودته، إلا أن أغلبها لم تكن معلومات صحيحة؛ إذ لا توجد معلومة دقيقة حول مكان تواجده ومصيره حتي الآن.

ما هي قصّة خطفه؟

يقول آراس حمو، وهو شقيق فرهاد في تصريح حصري للاتحاد ميديا أن: “فرهاد تعرض للاختطاف بتاريخ 14/12/2014، عند مفرق “حسورطلة” جنوب قامشلو، ونُقل حينها إلى بلدة تل حميس، وبعدها تم نقله إلى الشدادي، ومن ثم الرقة، فالطبقة، فالباب، وبعد خسارة التنظيم في الرقة العام 2017″.

ويضيف: “وصلتنا أخبار بأنه مازال على قيد الحياة. أخبرنا أحد الأشخاص الذين كانوا معه في السجن بذلك”.

ويشير للاتحاد ميديا: “بعدها نقل إلى البوكمال ومن ثم إلى الميادين، وبعدها بدأ النظام السوري وروسيا بالهجوم على مواقع تنظيم داعش، وعلى إثر ذلك انتقل عناصر التنظيم إلى شرق نهر الفرات، وتحديداً مناطق هجين، وشعفة، والباغوز وسوسة وأبو حمام وغرانيج”.

أثناء التغطية: الأخ مصوّر صحافي يبحث عن أخاه المختطف

ويؤكّد المصور الصحافي آراس حمو للاتحاد ميديا: “تنقل فرهاد في هذه المناطق، حسب ما كانت تصلنا المعلومات، حتى العام 2019 مع بدء معركة الباغوز، وكنت هناك أغطي الأحداث كمصور مع قناة روداو، وكنت أسأل أمراء داعش عنه، وأكدوا لي أنه ما زال على قيد الحياة ومعتقل لديهم في الباغوز”.

ويبيّن: “بعد أن انكسر التنظيم في الباغوز أضحت القضية عند قوات سوريا الديمقراطية، وهي لا تتعاطف ولا تتعاون معنا، وهناك الكثير من أهالي منبج وكوباني، شاهدوا أهاليهم المختطفين بين أسرى تنظيم داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية في التقارير الإعلامية التي غطت الأحداث، وفي هذه الحالة.

ويتوقّ حمو أن: “يكون هناك أعداد كبيرة من المختطفين لدى داعش، هم اليوم في المعتقلات بتهمة الانتماء للتنظيم، ولذلك أقول أنه ليس كل من هم في معتقلات قوات سوريا الديمقراطية هم من أمراء وعناصر داعش، هناك الكثير من المدنيين، من الممكن أن يكون بعضهم انضم للتنظيم خوفاً من الموت”.

مطالبات لقوات سوريا الديمقراطية بفتح ملف المختطفين

ويكشف آراس معلومات للاتّحاد ميديا عن الشخصيات التي كانت تدير وتشرف على السجون التي تواجد فيها فرهاد حمو أثناء فترة اختطافه لدى تنظيم الدولية الإسلاميّة “داعش”.

يقول للاتحاد ميديا: “طالبناهم كثيراً بفتح ملف المختطفين لدى داعش، وآن يتم التحقيق مع أمراء داعش، مثلاً مسؤول سجن الرقة لدى تنظيم داعش كان أبو عمر الإدلبي، وأسامة النجدي وهو سعودي الجنسية، وهم الآن في سجون قوات سوريا الديمقراطية، وطالبناهم بالتحقيق معهم والسؤال عن المدنيين وعن أخي فرهاد، وإن كان قد قتل فأين دفن وبأي تاريخ قتل؟ للأسف وصلت بنا الأمور بأن طالبناهم بأن يسمحوا لنا بالدخول للسجن والسؤال عن فرهاد، لعلنا نصل لجواب، لكن للأسف تم رفض المقترح”.

ويختتم حديثه بالقول: “كنا نسمع عن داعش بأنه تنظيم إرهابي ويرتكب المجازر ويقطع رؤوس الناس، لكن لم نكن نتخيل أن يصبح جزءاً من حديثنا اليومي في المنزل، طوال اليوم ونحن في المنزل نتابع تحركات تنظيم داعش، كان منزلنا خلال المعارك مثل غرفة عمليات عسكرية، سعياً وراء أي خبر عن أخي فرهاد”.

مناشدة والدة فرهاد

تقول إلهام الأحمد وهي والدة الصحافي الكردي السوري، فرهاد حمو، في تصريح حصري للاتحاد ميديا: “دخلنا إلى السنة الثامنة من اختطاف فرهاد، ولا نعرف أي معلومة عنه، في البداية وصلتنا بعض الرسائل والمعلومات حول فرهاد، لم نملك حينها أي شيء ملموس بينا أيدينا لكن كنا نتابع وضعه، كانوا يقولون لنا أن فرهاد ما زال على قيد الحياة، وقيل لنا أنه سيفرج عنه في عملية تبادل، لكن لم نستفد أي شيء وحتى اليوم لا نعرف أي شيء عنه”.

وتناشد والدة فرهاد: “قسد ومنظمات حقوق الإنسان وأياً كان من يستطيع مساعدتنا، لنعرف مصير ابننا؛ فرهاد ابني الكبير، وتعبت معه كثيراً، فرهاد كان مهندساً زراعياً، فرهاد كسر ظهرنا، تألمنا كثيراً بسبب خطفه، وأتمنى من الله ونوصل صوتنا للعالم كله لنعرف مصير ابننا، أناشد قسد مرة أخرى، هناك الكثير من معتقلي داعش لديهم وأريد أن يحققوا معهم لعلنا نعرف مصيره”.

لا توجد أسباب مقنعة لعدم تبيان حقيقة مصير فرهاد

من جانبه؛ قال مسؤول مكتب توثيق ورصد الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، علي نمر لـ الاتحاد ميديا إن: “أخطر ما يواجهه الصحفيون في مناطق النزاع القتل والاغتيال، والاختطاف القسري، وسوريا عملياً من بين أكثر خمس مناطق خطورةً في العالم”.

وأضاف نمر أنه في قضية فرهاد حمو: “لم تبخل الشبكة في إثارتها في جميع لقاءاتها وتقاريرها، مطالبة من المسؤولين عن ملف المفقودين في الإدارة الذاتية، والقوات الدولية المتحالفة معها، إجراء التحقيقات اللازمة والشفافة في هذا الشأن، ووضع حدٍ للتساؤلات المشروعة حول قضية المفقودين جميعاً”، مشيراً إلى أنه “وبعد مرور ثلاث سنوات على سقوط الخلافة المزعومة لتنظيم (داعش) لم يعد هناك أسباب مقنعة لعدم تبيان الحقيقة حول مصيره”.

وختم حديثه بالتأكيد على الصحفيين بالتوخي والحذر، وتطبيق قواعد السلامة المهنية مهما كان حجم الأمان في إنجاز المهمة المكلفة بها، داعياً جميع أطراف الصراع إلى احترام عمل الصحفيين، وضمان حمايتهم في مناطق النزاع طبقاً لمقتضيات القانون الإنساني الدولي، وحرية الرأي والتعبير وفقاً المعايير الدولية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد