وكالات الإغاثة الإنسانية: فصل الشتاء تحوّل إلى صراع من أجل البقاء بالنسبة لـ4.5مليون سورياً

وكالات الإغاثة الإنسانية: فصل الشتاء تحوّل إلى صراع من أجل البقاء بالنسبة لـ4.5مليون سورياً

قد يكون فصل الشتاء المقبل هو أصعب فصل في جميع أنحاء سوريا، وسيتحوّل من فصل عاديّ في السنة إلى صراع من أجل البقاء، بسبب الظروف الاقتصادية القاسية التي يعاني منها السوريون.

وتقدّر وكالات الإغاثة الإنسانية وجود حوالي 4.5 مليون سورياً في حاجة ماسة إلى المساعدة، لحماية عائلاتهم من البرد القارس والأمطار الغزيرة.

وبحسب تقرير صادر عن صحيفة The Irish Times في 17ديسمبر/كانون الأول فإنّ الوضع في سوريا يتدهور، وأصبحت 90% من العائلات غير قادرة على تحمّل تكاليف مستلزمات الشتاء الأساسية مثل وقود التدفئة، والملابس والبطانيات وما إلى ذلك، والعائلات المتضررة من النزوح هي الأكثر تضرراً.

وأوضح التقرير فإنه في شمال غرب سوريا، هناك أكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة في التغلب على درجات الحرارة المنخفضة جداً، ويحتاج 900 ألف آخرين إلى الدعم لحماية منازلهم من آثار الفيضانات الموسمية المتوقعة هذا الشتاء.

في مخيم “التوحيد” بمحافظة إدلب، غرقت الطرقات بمياه الأمطار الغزيرة، يتم رفع الخيام الآن عن الأرض لحمايتها من الانجراف، ففي العام الماضي ألحقت الفيضانات أضراراً لا يمكن إصلاحها في ملاجئ وممتلكات أكثر من 100 عائلة من عائلات المخيم.

ويقول أبو خالد، أحد النازحين المقيمين في مخيم  “التوحيد” لـ صحيفة  The Irish Timesأنّ الفيضانات أغلقت جميع طرق المخيم، وأجبرته على الانتظار لمدة ساعتين كي يصل إلى خيمة والديه المسنّين المجاورة لخيمته، ولم يكن بإمكانه نقل أغراض والدته ووالده إلى بر الأمان، وتركوا جميع أغراضهم غارقة في مياه الفيضانات.

مخيمات في مهب الريح

ذكر التقرير قصة أم بشار التي تعيش في إدلب في قرية جبلية صغيرة في ريف المنطقة، وكانت الأم البالغة من العمر 56 عاماً، والتي هي المعيل الأساسي لعشرة أطفال على مدار عشرين عاماً، وعلى الرغم من بلوغ أبنائها سناً يستطيعون من خلاله العمل، إلّا أن فرص العمل تتناقص والأجور أقل، والوظائف شبه معدومة.

حالة أم بشار مشابهة لحالات العديد من الأشخاص المعرضين للخطر في ظل فصل الشتاء في شمال غرب سوريا، الذين تعمل وكالات الإغاثة الإنسانية على تقديم الدعم لهم خلال فصل الشتاء.

وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي تحاول وكالات الإغاثة الإنسانية القيام بها، ذكر التقرير أنّه أكثر من 1.5 مليون شخصاً في شمال غرب سوريا سيبقون بدون مساعدات على الإطلاق خلال فصل الشتاء القاسي.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( (OCHA في 17ديسمبر/كانون الأول: “تم توفير 23% من الأموال المطلوبة لدعم العائلات شمال غرب سوريا، حيث يبلغ عدد الأشخاص المعرضين لخطر في هذه المناطق إلى 2.2 مليون شخصاً”.

مخيم التوحيد في ريف حلب الشمالي

ويقع مخيم “التوحيد” في ريف حلب الشمالي، وتم إنشاءه منذ قرابة ست سنوات بالقرب من مخيم الريان في مدينة أعزاز بريف حلب.

و تعيش فيه قرابة الـ200 عائلة في ظروف قاسية جداً، فالخيم التي يعيشون ضمنها قديمة ومهترئة، وقسم كبير منها تالف بشكل كامل.

وحذرت المنظمات الإنسانية من احتمال وقوع حوادث كارثية في هذا المخيّم خلال فصل الشتاء من هذا العام، بسبب الظروف السيئة التي يعاني منها سكان المخيم.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد