علاء ماسو لاجئ سوري يمثل فريق اللاجئين في بطولة Fina العالمية للسباحة

عاش اللاجئ السوري علاء ماسو البالغ من العمر الآن 21 عاماً رحلة مليئة بالمصاعب والمشاق، ليصبح الآن من بين أكثر من 1100 رياضياً سيتنافسون في ملعب الاتحاد بجزيرة ياس في أبو ظبي هذا الأسبوع، ضمن بطولة السباحة العالمية Fina World Swimming World Championships .

وعن مشاركته في بطولة FINA العالمية للسباحة قال: “من الرائع أن أتنافس في أبو ظبي مع مجموعة من السباحين الموهوبين، سيكون من الرائع أن نرى المزيد من السباحين العرب يفوزون بميداليات عالمية خلال السنوات القادمة”.

حكاية اللجوء

غادر علاء سوريا في عام 2015، هرباً من الحرب في سوريا والدمار الذي لحق بمحافظته حلب، حين كان عمره 15 عاماً فقط بحثاً عن حياة أفضل ورغبة منه بمواصلة طموحاته في السباحة.

وقال علاء”لم يكن قرار مغادرتي لبلدي سهلاً على الإطلاق، سقطت قنبلتان على منزلي عام 2015 لكن لحسن الحظ لم أصب بأذى، وصلنا أنا وعائلتي إلى مرحلة كان يتعيّن علينا فيه اختيار مستقبلنا، لذا اخترنا أنا وأخي ترك سوريا”.

ذهب علاء وأخاه محمد في رحلة شاقة لمدة 12 يوماً إلى أوروبا شملت ركوب القوارب والحافلات والقطارات والمشي لمسافات طويلة، منضمين إلى الآلاف من السوريين الذين اختاروا ترك بلادهم حفاظاً على أرواحهم.

وبسبب الأعداد الكبيرة للسوريين انفصل علاء عن شقيقه لمدة ثلاثة أيام، وقال: “أتذكر أنني مشيت 26 كيلومتراً مع مجموعة مؤلفة من 300 شخص لمدة سبع سنوات، وكنّا جميعاً مبتلين نعبر الطرق والحقول والجبال في طقس شديد البرودة”.

لكنّ علاء لم يفقد الأمل، وكان يعلم أنّه سيلتقي مع أخيه في نهاية المطاف، وبالفعل التقى علاء مع أخيه على الحدود بين سلوفينيا والنمسا، وتمسكا ببعضهما البعض، ووصلا في النهاية إلى ألمانيا.

قال علاء أنّ حياته في ألمانيا لم تكن سهلة في البداية، لأنّها مختلفة كثيراً عن سوريا، بثقافتها وطريقة عيشها، وعرف أنّه سيعاني من تحديات كبيرة، لكنّه قادر على التغلب عليها.

مشاركاته العالمية

علاء الآن يتحدث اللغة الألمانية والهولندية والإنجليزية، وبالطبع العربية، ولا يزال شغوفاً بالسباحة فقد انضم إلى نادٍ محلي في هانوفر بألمانيا وحقق نجاحات كبيرة في ألمانيا، وقال: “السباحة متعة خاصة بالنسبة لي، بذلت الكثير من الجهد والتدريب لأكون سباحاً عالمياً”.

كان أكبر نجاح لمحمد هو مشاركته ضمن الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية لألعاب طوكيو 2020، في الوقت الذي كان أخاه محمد يشارك في دورة الألعاب الأولمبية أيضاً.

وعلى الرغم من عدم تمكنهما من الفوز بالميدالية، لكنّهما فازا بقلوب العالم بأسره عندما انتشرت صورة لهما وهما يعانقان بعضهما البعض في حفل الافتتاح على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال علاء:” لطالما كان حلمنا التألق في الألعاب الأولمبية، ولم نكن قد رأينا بعضنا منذ 8 أشهر فقد كان أخي يتدرب في هولندا، لذا كان لقاؤنا عاطفياً للغاية، وسُعدنا كثيراً بصدى مشاركتنا”.

حالياً ينصب تركيز علاء على بطولة FINA العالمية للسباحة، ويأمل أن تلهم قصته الجيل القادم من السباحين العرب، وخاصة اللاجئين.

ويهدي علاء كل النجاحات التي قام بها لوالديه الذين لم يرهما منذ أن غادر سوريا، وقال: “أعلم أنّهما سيكونان سعداء بمشاركتي هذه، أتواصل معهما عبر مكالمات الفيديو، أعلم أنّهما فخوران بي كثيراً”.

المصدر: Gulfnews
ترجمة:  الاتحاد ميديا

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد