الأمم المتحدة: إنتاج سوريا من القمح هو الأدنى منذ 50 عاماً لتكون بذلك على مشارف المجاعة

أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة يوم الجمعة 17ديسمبر/ كانون الأول أنّ إنتاج سوريا من القمح وصل إلى أدنى مستوى له منذ 50 عاماً، لأسباب متنوعة وهي الجفاف وزيادة تكاليف الزراعة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا.

وأظهر التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) إحصائيات عن إنتاج الغذاء في سوريا، ولاحظ الخبراء المعدّين للتقرير انخفاض الإنتاج في جميع القطاعات الزراعية في سوريا خلال عام 2021.

ويأتي هذا التراجع في الإنتاج الزراعي في الوقت الذي تعاني فيه بعض المحافظات السورية من ظروف شبيهة بالمجاعة، حيث ذكر التقرير أنّ 12.4 مليون شخصاً يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و90% يعيشون في فقر.

وعانى، هذا العام، قطاع إنتاج الحبوب مثل القمح والشعير، اللذان يُعتبران مواد غذائية أساسية للطبقة الفقيرة في سوريا، وعلى الرغم من أن النظام السوري أطلق على عام 2021 لقب “عام القمح” أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنّ الإنتاج تراجع بنسبة 63%، وبلغ العائد 1.05 مليون طناً مقارنة بـ 2.8 مليون طناً في عام 2020.

وذكر التقرير أنّ كمية إنتاج القمح هي ربع إنتاج سوريا من القمح قبل عام 2011، وأقل بكثير من الكمية اللازمة لتغطية الطلب المحلي على منتجات تعتمد بشكل أساسي على الحبوب مثل الخبز.

الجفاف وتأثيره على سوريا

أشار التقرير الصادر عن الأمم المتحدة أنّ القطاع الزراعي في سوريا عانى بشكل كبير من الجفاف، حيث شهد الصيف الماضي موجة جفاف قاسية، تسببت في جفاف الأنهار، كما كان هطول الأمطار أقل بكثير من المستوى المطلوب.

وذكرت منظمة FAO أنّ درجات الحرارة في سوريا كانت مرتفعة لدرجة كبيرة أثناء النهار، أما في الليل فقد سيطر الصقيع على الطقس، الأمر الذي أثّر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية.

ونتيجة لذلك تم حصاد أقل من نصف القمح المزروع في سوريا مقارنة بالعام الماضي، كما بلغ حصاد الشعير الذي يُعتبر محصولاً مهماً أيضاً 10 في المائة مما كان عليه في عام 2020.

وللتعويض عن نقص المياه، لجأ المزارعون السوريون إلى حفر آبار خاصة بشكل غير قانوني، الأمر الذي أثّر سلباً على طبقات المياه الجوفية في البلاد والتي أصبحت تتناقص بشكل سريع.

ولسحب المياه من الآبار، يحتاج المزارعون إلى الديزل لتشغيل مضخاتهم، وهو أمر لا يمكن للجميع القيام به، جنباً إلى جنب مع عدم توفر الآليات الزراعية الحديثة التي يحتاجها الفلاح السوري.

ارتفاع أسعار الأسمدة ومبيدات الحشرات

أشار التقرير الصادر عن FAO أنّ ارتفاع أسعار الأسمدة ومبيدات الحشرات كان له أثراً بالغاً على قطاع الزراعة في سوريا، كما أدّت العقوبات المفروضة على سوريا إلى جعل أسعار السماد وباقي المنتجات الزراعية باهظة جداً، وفي كثير من الأحيان مستحيلة.

وخلص التقرير إلى أنّ الوضع الكارثي لموسم حصاد القمح في سوريا يُنبّئ بحدوث مجاعة قريبة في الكثير من المحافظات السورية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد