أعلنت سلطات إقليم كوردستان تأجيل استقبال جثث 16 من مواطنيها قضوا في قناة “المانش” المائية التي تربط بين فرنسا وبريطانيا الشهر الماضي.
وغرق القارب الذي كان يحمل على متنه 33 مهاجراً قبل وصوله الشواطئ البريطانية، في الـ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وفقد 27 شخصاً حياتهم على متن القارب منهم 16 من إقليم كردستان، في واحدة من أكبر حوادث غرق اللاجئين في العام الجاري والتي هزت الرأي العام العالمي.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان على لسان المتحدث باسمها، أن رئيس الحكومة مسرور بارزاني تكفل بإعادة جثامين المواطنين الـ 16 عن طريق مطار أربيل الدولي.
وأضاف أن “إجراءات استلام الجثامين تأخرت لمدة شهر بسبب عمليات التعرف على هوياتهم وبصمات أصابعهم”.
وكان من المفترض استقبال جثث المواطنين الـ 16 أمس الجمعة إلا أن سوء الأحوال الجوية حال دون ذلك، على أن تتم رحلة العودة في الـ 26 من الشهر الجاري.
وقدّمت الحكومة البريطانية مشروع قرار للبرلمان لتشديد الإجراءات المتخذة بحق المهاجرين الذين يعبرون المانش قادمين من فرنسا، وبحق المهربين الذين يساعدونهم على ذلك، وفق ما كشفت الوكالة الفرنسية للأنباء.
ووفق الأرقام البريطانية فإن أكثر من 22 ألف مهاجر وصلوا إلى شواطئ بريطانيا منذ بداية العام الجاري، ما يشكل 10 أضعاف ما حصل في عام 2019، وفق تقرير أمني نشرت مضمونه صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”
وأعلنت السلطات الفرنسية في 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري عن “عملية إنقاذ شملت 138 شخصاً كانوا على قوارب متهالكة بهدف الوصول إلى الساحل البريطاني، وتمت إعادتهم إلى فرنسا”.
طرقٌ بديلة
ونشطت حركة العبور إلى دول الاتحاد الأوربي عبر البحر في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد الأزمة التي شهدتها الحدود البيلاروسية البولندية.
وكان المئات من الراغبين في الهجرة قد تقطعت بهم السبل في بيلاروسيا بعد رفض السلطات البولندية السماح لهم باستخدام أراضيها للعبور إلى أوربا.
وأدت أزمة اللاجئين على الحدود إلى أزمة سياسية بين “مينسك” والاتحاد الأوربي التي اتهمت بيلاروسيا “بدفع اللاجئين إلى الحدود الشرقية من أجل تقويض الأمن”
وبدأت الدول منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بتسيير رحلات جوية لإجلاء رعاياها طوعاً من بيلاروسيا والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.
وكان أكثر من 4 آلاف لاجئ قد حوصروا على الحدود مع بولندا، فقد خلال فترة الأزمة 11 شخصاً حياتهم نتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة.
سوريا المصدِّر الأكبر للاجئين
ويبلغ عدد اللاجئين حول العالم نحو 82.4 مليون شخص، وفق إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتقول تقارير مفوضية اللاجئين أن 5 دول تصدّر أكثر من ثلثي عدد اللاجئين حول العالم وهي (سوريا، فنزويلا، أفغانستان، جنوب السودان، ميانمار)، وتشكل نسبتهم نحو 68% من عدد اللاجئين.
وتتصدر سوريا دول العالم بعدد اللاجئين الذين قدموا منها باتجاه مختلف دول العالم، وتقدر المفوضية أعدادهم بنحو 6.7 مليون شخص، وفق تقديرات المفوضية في شهر حزيران/ يونيو 2021.