قام مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بمدينة الرقة بحملة مناصرة لإيقاف استمرار العمل بـ “بطاقة وافد” التي تفرضها سلطات الإدارة الذاتية على الوافدين إلى مناطق سيطرتها.
وبدأت المبادرة في مدينة دير الزور التي يعاني أهلها من إجراءات هذه البطاقة التي تلزم أبناء المدينة الواحدة الحصول عليها، وفق نشطاء مشاركين في المبادرة “للاتحاد ميديا”.
وأشار حسن الشعيب أن “البطاقة تُفرض على كل قادم من خارج مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، حتى لو كان من أبناء المحافظة والمدينة الواحدة”.
وأوضح الشعيب “أن أبناء مدينة صبخة، والسعدان، وتل أبيض/ كري سبي، على سبيل المثال، لا يمكنهم الدخول للرقة رغم أنهم من المحافظة نفسها، إلا بعد الحصول على “بطاقة وافد” من الإدارة الذاتية”.
وأضاف أيضاً أن “العبور من (الشامية) الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى (الجزيرة) الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، يلزم ابن مدينة دير الزور الحصول على بطاقة وافد رغم أن المنطقتين واقعتان ضمن مدينة واحدة”.
شروط صعبة
“يجب على كل راغب بدخول مناطق الإدارة الذاتية في الرقة ودير الزور الحصول على شخصين يكفلانه بالإضافة إلى أوراق أخرى يتم إنجازها في الكومين والمجالس المحلية”، وفق الناشط حسن الشعيب.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أوراق أخرى مطلوبة من مكتب شؤون الوافدين التي تتبع لجنة الأمن الداخلي للتدقيق عليها.
ويضيف الشعيب “ولتسهيل عملية الحصول على (بطاقة وافد) يجب أن يكون لدى الشخص الوافد ختمٌ من شيخ العشيرة التي ينتمي إليها لدخول الرقة”.
وتعزو الإدارة الذاتية فرض الحصول على هذه البطاقة كشرط الدخول لمناطقها إلى الأوضاع الأمنية التي تمر بها مناطقها، وتهديدات خلايا داعش في المنطقة.
الآثار والحلول
وأشار حسن الشعيب للاتحاد ميديا إلى أن “حملة (أوقفوا بطاقة وافد)، لاقت ترحيباً وتأثيراً إيجابياً من الفعاليات الاجتماعية والسياسية في المدينة”.
وأضاف الشعيب “هذه البطاقة تسبب آثاراً سلبية خاصة على طبيعة العلاقات الاجتماعية في المدينة، بالإضافة للمتاعب المتعلقة بآليات الحصول عليها”.
وحول الحلول التي تطرحها المبادرة يقول الشعيب” أولاً يجب إيقاف استمرار العمل بـ(بطاقة وافد) قبل أي إجراء”. وأضاف “يجب العمل على إيجاد حلول مناسبة أكثر بالتشارك بين جميع الجهات، وهي المجتمع المحلي، ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية لتلقى هذه الحلول القبول من الجميع”.
ما هي بطاقة وافد
“بطاقة وافد” تمنحها المجالس المحلي التابعة للإدارة الذاتية للوافدين إلى مناطق سيطرتها كبديل عن بطاقة الهوية، ويتم تجديدها كل 6أشهر.
وتسمح البطاقة لحاملها حرية التجول في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، إضافة إلى الحصول على المساعدات والمواد الإغاثية التي توزعها المنظمات الإنسانية بموجب تلك البطاقة.
وأطلق نشطاء حملة “الرقة بيت السوريين” في الرقة أثناء استقبالهم للنازحين من مناطق إدلب أثناء تعرضها لعمليات قصف من قبل جيش النظام.
وتشكل مدينة الرقة الوجهة الأولى للهاربين من مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، أو المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وتوجد في مدينة الرقة أكثر من 50 مخيماً عشوائياً، تضم أكثر من 14 ألف عائلة، و70ألف شخص، وفق احصائيات لمؤسسات الإدارة الذاتية.