قال النظام السوري أنه “أحبط تهريب شحنة كبيرة من المواد المخدرة إلى خارج سوريا، في عملية هي الثالثة من نوعها خلال شهر”، وفق وكالة أنباء النظام “سانا”.
وزعمت الوكالة أن “الجهات المختصة في درعا أحبطت عملية تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة كانت معدة للتهريب عبر الحدود مع الأردن، تقدّر بنحو مئات الكيلوغرامات من الحشيش، وعشرات الآلاف من حبوب (الكبتاغون)”.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تسمه أنه “تم القبض على عدد من المهربين، في حين لاذ آخرون بالفرار، والعمل جارٍ لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للقضاء المختص”.
وضبطت حكومة النظام السوري، في 30 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كميات كبيرة من المخدرات مخبّأة ضمن شحنة مواد غذائية، كانت في طريقها للتصدير إلى السعودية.
وأعلنت وزارة الداخلية في حكومة النظام، في 24 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أنها أحبطت تهريب ما يزيد على 500 كيلوغرام من حبوب “الكبتاغون” المخدرة إلى خارج البلاد، دون أن تحدد وجهتها.
تجارة المخدرات في سوريا
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً، في 5 كانون الأول/ديسمبر، سلّطت فيه الضوء على أنشطة تصنيع وتجارة المخدرات في مناطق سيطرة النظام السوري، وكشفت فيه تورّط مقربين من رئيس النظام بشار الأسد في عمليات صناعة حبوب الكبتاغون المخدرة والاتّجار بها.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي حمل عنوان: “على أنقاض سوريا.. ازدهار إمبراطورية المخدرات”، إن صناعة المخدرات “التي يديرها شركاء أقوياء وأقارب الرئيس بشار الأسد، نمت على أنقاض الحرب التي دمرت سوريا على مدار 10 سنوات”.
وقالت الصحيفة إن تلك الصناعة “أصبحت تدر مليارات الدولارات متجاوزة عائدات الصادرات القانونية للنظام السوري”، مشيرةً إلى أن “الكثير من عمليات الإنتاج والتوزيع تشرف عليها الفرقة الرابعة، وهي وحدة النخبة التي يقودها ماهر الأسد، الأخ الأصغر للرئيس، وأحد أقوى الرجال في سوريا”.
وصادرت السلطات في اليونان وإيطاليا ومصر والأردن والسعودية وغيرها من الدول مئات الملايين من الحبوب، مصدر معظمها من ميناء على الساحل السوري، في عمليات تجاوزت قيمتها مليار دولار، وفقاً لتصريحات سلطات تلك البلاد.
كما تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن هذا العام، أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي تم الاستيلاء عليها قبل 4 سنوات فقط.
وقالت دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث، في 27 من نيسان/ابريل الماضي، أن سوريا مركز عالمي لإنتاج “الكبتاغون” المخدّر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعاً وتطوراً تقنياً في تصنيع المخدرات من أي وقت مضى.
وقدّم نائبان في الكونغرس الأميركي، في 15 من كانون الأول/ديسمبر الحالي، مشروع قانون جديد يطلب من الإدارة الأميركية تطوير استراتيجية مشتركة بين الوكالات الفيدرالية، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات في سوريا والاتجار بها، والشبكات التابعة المرتبطة بنظام بشار الأسد.
وقال موقع “The National Interest” الأميركي، في 17 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن هناك “تسارعاً في تجارة “الكبتاجون” في الشرق الأوسط، مما يشكّل تحدياً إقليمياً يتطلّب اهتماماً من أميركا وشركائها الإقليميين بعد التطبيع العربي مع النظام السوري”.