فقدت امرأة وطفلها حياتهما وأصيب ثلاثة مدنيون ، اليوم الخميس، جراء قصف الاحتلال التركي، بالمدفعية الثقيلة قرى زركان/أبو راسين وتل تمر، بريف الحسكة، حسب المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية عبر موقعه الرسمي، أنه” منذ صباح اليوم قصفه على قرى الفاطسة والصفاوية في ريف عين عيسى الشرقي وكذلك محيط مركز البلدة، حيث سقطت منذ الساعة التاسعة صباحاً أكثر من 60 قذيفة مدفعية على القرى المذكورة وكذلك الطريق الدولي M4.”.
وتابع البيان “القصف التركي تسبب بأضرار مادية بممتلكات ومزارع المدنيين وسط حالة من الذعر سادت بين الأهالي الذين اضطروا لترك أعمالهم الزراعية نتيجة القصف”.
وأوضح البيان “وكان الاحتلال شن يوم أمس أكثر من هجوم بالأسلحة الثقيلة على قرى زنوبة في ريف تل أبيض الغربي حيث تسببت الهجمات بانقطاع التيار الكهربائي عن القرية والقرى المحيطة نتيجة التخريب الذي تسبب به القصف في الشبكة”.
قسد تكذب وزارة الدفاع التركية
وكذبت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وزارة الدفاع التركية، رداً على تصريحات للأخيرة بأنها تستهدف مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.
وجاء في البيان: “ادعت وزارة الدفاع في دولة الاحتلال التركي أنه وبتاريخ 21 كانون الأول استشهد 10 من مقاتلينا، وبتاريخ 22 كانون الأول استشهد 2 اثنين آخرين، من خلال هذه الادعاءات والأكاذيب تحاول دولة الاحتلال التركي تزييف الحقائق وإظهار المدنيين الذين استشهدوا وأُصيبوا نتيجة القصف التركي كمقاتلين، وبذلك تحاول خداع الرأي العام وتبرير هجماتها، ولكن، بات واضحاً أن الطرف الذي يخرق التفاهمات وقوانين الحرب الدولية هو الجيش التركي ومرتزقته”.
وتابع البيان” بتاريخ 21 كانون الأول الجاري، وبالتزامن مع القصف المدفعي من قبل مدفعية الاحتلال التركي شنتّ المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا عدة هجمات برية استهدفت عدد من قرى تل تمر، حيث أحبط مقاتلو مجلس تل تمر العسكري جميع تلك الهجمات”.
وكشف البيان القرى والبلدات التي استهدفها الاحتلال التركي وضحايا القصف” نفذ الاحتلال قصفاً عنيفاً بالمدفعية والدبابات استهدف بلدة زركان وقراها وكذلك قرى بلدة تل تمر، وشمل القصف قرى عين الهوى، ربيعات، أسدية، حمرة، عزيزية، أم الكيف، أم عشبة، داودية، تل شنان، طويلة، تل طويل، تل الورد، بوبة، خدراوي، وبسيس الفوقاني. وبنتيجة القصف التركي خلال يومي 21 و 22 كانون الأول استشهد أربعة مدنيين وإصابة 14 آخرين بجروح، كما أُصيب خلالها 3 من جنود النظام السوري.”
وتابع البيان: ” بتاريخ 22 كانون الأول، وبتمام الساعة التاسعة صباحاً، ردّت قواتنا على محاولات مرتزقة الاحتلال التركي بالتوغل في محيط قرية أم الكيف “شمال تل تمر”، حيث نشبت اشتباكات عنيفة قُتل خلالها 3 من المرتزقة”.
قسد” الهجمات التركية دعم لداعش ويهدف لتهجير المدنيين”
في تصريحات سابقة للاتحاد ميديا، قال الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية “آرام حنا” للاتحاد ميديا “في ظل تصاعد الاعمال الارهابية في العراق و رصدنا لتحركات خلايا الارهابيين في ريف دير الزور تستمر مدفعية الاحتلال بارتكاب الخروقات”.
وأوضح حنا أن خروقات الجيش التركي لاتفاقية خفض التصعيد “تستهدف المدنيين بشكل مباشر كان اخرها في محيط ناحية عين الشرقي الذي تصدت فيه قواتنا لمحاولة تسلل المرتزقة و كبدتهم خسائراً فادحة في السلاح و الارواح”.
وتابع حنا “امتداداً لهذه الأحداث ارتكبت مدفعية الاحتلال المزيد من الانتهاكات ضمن المحورين الشمالي و الشرقي لتل تمر مستهدفةً قرى ” تل شنان – تل جمعة ” الآشوريتين”.
وأضاف حنا “إن استمرار ارتكاب الانتهاكات يعبر أولاً عن رغبة الاحتلال في دعم النشاط الإرهابي، ومن ناحية أخرى تهجير السكان من قراهم ومسكنهم الطبيعي استكمالًا لعملية التغيير الديمغرافي الذي تسعى له”.
وأكد الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية أن” قواتنا ومن خلال المجالس العسكرية تتخذ الاجراءات التي تضمن سلامة المدنيين و الدفاع عن النفس من خلال الرد على مصادر إطلاق النار حتى تحقيق خفض التصعيد و إيقاف إطلاق النار”.
لماذا تل تمر؟
وركز الاحتلال التركي، منذ احتلال مدينتيّ سري كانيه/رأس العين وتل أبيض، على الوصول لمدينة تل تمر، حيث لم توقف هجماته المتكررة على المدينة وريفها، في الوقت الذي تستميت فيه قوات سوريا الديمقراطية في الدفاع عن المدينة.
و لم تدخل ضمن شرط انسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى عمق 30كم بعيداً عن الحدود الوارد في اتفاقية خفض التصعيد الأمريكية-التركية والروسية-التركية.
وتأتي أهمية مدينة تل تمر كونها تحتل موقعاً استراتيجياً، حيث تشكل عقدة طرق، أهمها طريق M4الذي يصل مدينة حلب مع معبر تل كوجر/اليعربية على الحدود السورية-العراقية، كما تقع المدينة على الطريق الواصل بين مدينة سري كانيه/رأس العين والحسكة، أيضاً لدى المدينة طرق تصلها بمدينتيّ الدرباسية وعامودا.
اتفاقيات بوتين-أردوغان.. ترامب أردوغان
وإثر العملية التركية المسماة “نبع السلام” والتي نتج عنها احتلال كل من سري كانيه/رأس العين وتل أبيض، وبعد أسابيع من المعارك بين الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لأنقرة، توصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر اتفاقية لوقف العمليات العسكرية
و أهم نقاطها “سيوقف الجانب التركي (عملية نبع السلام) من أجل السماح بانسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة الآمنة خلال 120 ساعة، وستتوقف العملية عند الانتهاء من هذا الانسحاب”. وبعدها بدأ الجيش الأمريكي والتركي تسيير دوريات مشتركة لضمان تطبيق الاتفاقية.
وبعد أيام توصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاقية بخصوص شمال شرق سوريا حيث جاء في الاتفاق الذي جرى في الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 :
“التزام بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا»، و«التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية، الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة العملية التركية بين تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم، التزام الطرفين اتفاقية أضنة، بحيث تسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية”.
ومنذ تطبيق الاتفاقية يتم تسيير دوريات مشتركة من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسي، بهدف ضمان تطبيق الاتفاق، لكن رغم ذلك مازالت العمليات العسكرية مستمرة.
خرق تركيّ للهدنتين
وتتهم قوات سوريا الديقمراطية، جيش الاحتلال التركي، بخرق الهدنتين الخاصتين بخفض التصعيد في المنطقة.
ونشرت الشهر الماضي، بياناً أوضحت فيه حالات الخرق التي قامت بها تركيا والفصائل السورية الموالية لأنقرة وجاء في البيان: “يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته تحركاتهم الاستفزازية في أرياف منطقتي سريه كانيه / رأس العين وتل أبيض، مستخدمين الأسلحة الثقيلة وطائرات الاستطلاع، حيث تعرضت المنطقة لأكثر من 13 مرة قصف بالأسلحة الثقيلة والرشاشة خلال ثلاثة أيام”.
القصف التركي يهدف أيضاً لتهجير المدنيين
ونتيجة لاستمرار العمليات العسكرية في المنطقة، اضطر الآلاف من سكان المناطق الواقعة على “خط النار” للنزوح، خاصة وأن الجيش التركي يستهدف المدن الآهلة، حيث وثق ناشطون اليوم الخميس قصف الجيش التركي للجامع الكبير في مدينة زركان/أبو راسين.
وفي تصريحات سابقة قال الصحافي منتصر ميرزو للاتحاد ميديا:” أدى القصف التركي الممنهج إلى حالات نزوح واسعة بين المدنيين وخاصة في مناطق التماس بين الجانبين، وأصبحت قرى الريف الجنوبي لزركان مهجورة تماماً بعد أن استهدف المدنيون في هذه القرى والتي تمتد من بلدة أبو راسين وصولاً لمدينة تل تمر وعلى مسافة أكثر من ٢٥ كم أصبحت القرى مناطق عسكرية خالية من المدنيين”.
واتهمت منظمات حقوقية عدة الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لأنقرة، بتهجير المدنيين من المناطق التي تحتلها، بهدف التغيير الديمغرافي، سواء في عفرين أو سري كانيه/رأس العين أو تل أبيض.