أصدرت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، اليوم الأحد، تصريحاً أدانت فيه الاعتداء على مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا الجمعة الماضية.
وجاء في التصريح “استمرارا للانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها المجموعات المسلحة التابعة لـ (pyd) ضد المجلس الوطني الكردي وكوادره وأنصاره، أقدمت مجموعة منها ، بالاعتداء على مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني _ سوريا ليلة رأس السنة الميلادية الجمعة المصادف 31 / 12 / 2021 في مدينة الدرباسية”.
وتابع التصريح “وقامت بإطلاق عيارات نارية على أبواب ونوافذ المكتب وتحطيمها ، بالإضافة إلى استمرار تعرض أعضاء المجلس وأنصاره للاختطاف والتحقيقات والإهانات من قبل هذه المجموعات وتهديداتها المستمرة بالقتل والنفي لعوائل بيشمركة روج، بالإضافة الى ما تقوم به منظمة ما يسمى (جوانين شورشكر) المرتبطة بــ PKK من ممارسات ترهيبية وخطف وتجنيد الأطفال و القاصرين والقاصرات وتسببت في إغلاق معبر سيمالكا أمام القضايا الإنسانية والاقتصادية للمواطنين “.
وأكد التصريح “إن المجلس الوطني الكردي في الوقت الذي يتضامن مع ضحايا الانتهاكات و يدين بشدة هذه الأعمال والممارسات الترهيبية التي تخدم أعداء الشعب الكردي، وتضر بقضيته ويحّمل قيادة قوات سوريا الديمقراطية المسؤولية لعدم منعها ومحاسبة مرتكبيها وهم من وصفوهم: بمجموعة خارجة عن القانون “.
وناشدت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي ” الجانب الأمريكي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للقيام بمسؤولياتهم لإيقاف هذه الانتهاكات ونؤكد لأبناء شعبنا بأنها لن تثنينا عن مواصلة النضال حتى تحقيق تطلعات شعبنا الكردي في سوريا”.
توتر عام.. وتعثر الحوار الكردي –الكردي
وحمل المجلس الوطني الكردي، في أكثر من بيان له، حزب الاتحاد الديمقراطية مسؤولية عدم نجاح الحوار الكردي-الكردي، وذلك بأن الاتحاد الديمقراطي هو من يتحكم بالإدارة الذاتية وله اليد الطولى، وعليه أن يقوم بضبط الأوضاع في المنطقة، ويلتزم بالتفاهمات بين المجلس الوطني الكردي والاتحاد الديمقراطي.
وتشهد الساحة الكردية السورية، توتراً عاماً، خاصة بعد أن اعتدى عناصر من منظمة الشبيبة الثورية قبل أسابيع على تجمع احتفالي للمجلس الوطني الكردي في الدرباسية بيوم العلم الكردي، ومن ثم استهدفت المنظمة مكتب محلية المجلس في المدينة.
أيضاً ما زاد التوتر، هجوم عناصر الشبيبة الثورية، على معبر سيمالكا الحدودي، الأمر الذي دفع بسلطات إقليم كردستان العراق إلى إغلاق المعبر، في ذات الفترة التي اجتمع بها نائب المبعوث الأمريكي إلى سوريا ماثيو بيرل مع المجلس الوطني الكردي ومسؤولي الإدارة الذاتية.
ويرى مراقبون، أن هذا التوتر قد يؤدي إلى تأجيل الحوار الكردي-الكردي، خاصة أن الحوار بدء على أسس عدة، منها عدم التعرض للمجلس الوطني الكردي والسماح لأحزابه بممارسة نشاطها بحرية.
ما هو الحوار الكردي-الكردي؟
بدأ كل من المجلس الوطني الكردي و إطار “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” وأبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي، مفاوضات “توحيد الصف الكردي” برعاية من المبعوث أمريكي السابق إلى سوريا وليام روباك
و بدأت المرحلة الأولى من الحوار بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، في نيسان/أبريل2020، بعد أربع جولات من المفاوضات المباشرة، وتوصل الطرفان، في شهر حزيران /يونيو 2020على “رؤية سياسية مشتركة” أبرز نقاطعها “سوريا دولة ذات سيادة، يكون نظام حكمها اتحادي فيدرالي يضمن حقوق جميع المكونات واعتبار الكرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية”، حيث عقد الطرفان آنذاك مؤتمراً صحافياً مشتركاً بحضور نائب المبعوث الأمريكي الخاص بالتحالف الدولي والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي”.
وفي المرحلة الثانية من المفاوضات، والتي جرت في تموز/يوليو 2020، انضم إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي مجموعة أحزاب مقربه منه وسمّت نفسها “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” واتفق الطرفان على ” تأسيس مرجعية كردية عليا، بنسبة 40% لكل طرف و20% لباقي الأحزاب من خارج الإطارين والمستقلين، بحيث يطرح كل طرف 10% من العدد الإجمالي لأعضاء المرجعية.
وفي أيلول/سبتمبر 2020 بدأ الطرفان جلسات الجولة الثالثة، حيث ناقشت مواضيع “التجنيد الإلزامي، وبيشمركة روج، والتعليم، وفك الارتباط بحزب العمال الكردستاني” ، لكن حسب ما تسرب حينها أن هذه المواضيع تم ترحيلها لمراحل لاحقة، وعلّقت الاجتماعات منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020 بسبب الانتخابات الأمريكية.
وقبل نحو شهر اجتمع نائب المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا ماثيو بيرل، بالمجلس الوطني الكردي، وفقاً لبيان أصدره المجلس، كما اجتمع مع مجلس سوريا الديمقراطية، ما يوحي بإمكانية العودة لاستئناف الاجتماعات الكردية-الكردية.