أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة في الأردن يوم الأحد 2يناير/كانون الثاني أنّ عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى وطنهم من الأردن انخفض بشكل كبير جداً بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن “دومينيك بارتش”، في تقرير نشرته قناة المملكة الأردنية الحكومية يوم الأحد أنّ “حوالي 5500 لاجئاً سورياً فقط عادوا من الأردن إلى سوريا بشكل طوعي خلال عام 2021”.
وبحسب المسؤول الأممي فإنّ معظم استطلاعات الرأي التي أجرتها المفوضية السامية أشارت إلى أنّ معظم اللاجئين السوريين في الأردن يخشون العودة إلى بلادهم بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة وأسباب أخرى في سوريا، على الرغم من أنهم يرغبون بذلك.
تعتبر الأردن ثاني أعلى دولة في العالم تستقبل اللاجئين مقارنة بعدد السكان فيها، حيث يوجد فيها 759745 لاجئاً مسجلاً في الأمم المتحدة، من بينهم 672599 لاجئاً سورياً.
ومن جهتها قالت الحكومة الأردنية أنّها تستضيف 1.3 مليون لاجئاً سورياً في الأردن، لكنّ نصفهم غير مسجلين لدى الأمم المتحدة.
وعبر” بارتش” عن أسفه لمغادرة بعض اللاجئين السوريين بشكل غير قانوني من الأردن إلى دول أوروبية، خاصة وأنّ بعضهم تقطعت بهم السبل عند الحدود البيلاروسية، وقال: “المفوضية تجري بشكل دائم حملات توعية للاجئين نخبرهم فيها عن المخاطر التي قد يتعرضون إليها إذا اختاروا الهجرة غير الشرعية”.
وأوضح أنّ “المفوضية لن تمنع أي شخص يريد مغادرة الأردن بكل تأكيد، ولكنهم يعملون على توعيتهم من المخاطر التي قد تعرضهم للخطر”.
أشار “بارتش” إلى أنّ “المفوضية تحدد سنوياً احتياجاتها، ولغاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وصل حجم العجز في مفوضية اللاجئين في الأردن نحول 166 مليون دولار”.
وبحسب تقرير نشرته المملكة فقد تسلمت المفوضية في الأردن 405 مليون دولار عن العام الحالي 2022.
وذكر التقرير أنّ المفوضية تعطي اللاجئين الأولوية في التقدم للحصول على لقاح كورونا، مشيراً إلى أنّ نسبة عدد الحاصلين على لقاحات في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وصلت إلى 74%، أما نسبة اللاجئين الحاصلين على اللقاحات خارج المخيمات فبلغت 40%.
ولفت بارتش النظر إلى أوضاع السوريين في مخيم الركبان الواقع على الحدود الأردنية السورية، قائلاً أنّ المفوضية تعمل بشكل مستمر مع الأردن لنقل المرضى في المخيم إلى عيادات طبية داخل الأردن، ومن ثم إعادتهم إلى المخيم بعد انتهاء علاجهم.
مخيم الركبان
يقع مخيم الركبان من الناحية الفنية داخل منطقة أمنية بطول 50كيلومتراً حول قاعدة “التنف”، والوضع الآن فيه هو دليل على فشل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في توفير المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان معرضين لخطر كبير.
قد يكون هذا المكان منسياً ومهملاً، ولم يصدر أي تعليق من نظام الأسد أو روسيا أو الولايات المتحدة، أو الأمم المتحدة على هذا الاحتجاج الأخير.
وتقول الحكومة الأردنية إنّ اللاجئين السوريين في هذا المخيم وصلوا من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير لها في أبريل/نيسان 2020 أنّ سكان المخيم يعانون من ظروف صعبة للغاية، ويعيشون في ظروف قاسية جداً، فهم يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الطبية.
واعتصم الكثيرون في مخيم الركبان في 16ديسمبر/كانون الأول عام 2021، مطالبين الأمم المتحدة بمساعدة سكان المخيم الذين يعيشون ظروفاً سيئة جداً، وبتقديم الإعانات الإنسانية المحظورة من قبل روسيا وقوات النظام السوري، بدلاً من الموت جوعاً بجانب قاعدة للتحالف الأمريكي، أو الاضطرار إلى المخاطرة بحياتهم والعودة تحت رحمة النظام السوري.