شن زعيم حزب النصر التركي “أوميت أوزداغ” حرباً على اللاجئين السوريين، وقال في مؤتمر صحفي عقده في 2يناير/كانون الأول، أنه “سيتقدم بمقترح إلى البرلمان التركي يطالب فيه بمنع كل من حصل على الجنسية حديثاً في تركيا من حق الانتخاب في تركيا لعشر سنوات، فالسوريون لا حق لهم المشاركة في الانتخابات التركية”.
وأعرب “اوزداغ” عن غضبه من الوجود السوري في تركيا قائلاً: “بعض المدن أصبحت سورية بالكامل أكثر من كونها تركية والحكومة التركية تغير ديموغرافية بلادنا دون إدراك الخطر المرتبط بوجود هؤلاء اللاجئين”.
وبرأي “أوزداغ” إن الحكومة التركية أخطأت في استقبال هذا العدد من اللاجئين السوريين فهي تطعم 5.3 مليون لاجئاً سورياً من جيوب الشعب التركي وقال: “تركيا لا تطعم 5.3 مليون سوري في البلاد فقط، وإنما 3.7 مليون في شمال سوريا، هل من السهل إطعام 9 مليون أجنبي؟ هل يطعمهم حزب العدالة من خزائن الحرب؟ لا هم يطعموهم من جيوب الشعب التركي”.
وقال أنّ “كل شخص يقول أنّ السوريين في تركيا لا يشكلون مشكلة على الاقتصاد التركي هو مخطئ تماماً، وهو استهزاء وإهانة لعقول الأتراك”.
حزب النصر وسياساته المعادية للاجئين السوريين
عُرف حزب النصر بكرهه الشديد للوجود السوري في تركيا، وفي أكثر من مقابلة صحفية رفض زعيم الحزب “أوميت أوزداغ” وجود السوريين، وطالب بترحيلهم على الفور لأنهم يدمرون اقتصاد بلاده” بحسب ما ذكر، وأساء إلى اللاجئين السوريين على جميع وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يقف هنا فحسب بل قام “أوزداغ” في 28 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي بإثارة الجدل مجدداً بعد أن نشر مقطع فيديو لنفسه وهو يقتحم متجر سوري، ويوجه أسئلة عنصرية جداً لصاحب المحل، حيث طلب منه إبراز رخصة عمله وإن كان يريد البقاء في تركيا أم لا، ولم يكتف بذلك، بل كتب حينها: “لا يعرف اللغة التركية، يملك رخصة سلاح، افتتح متجراً ولا يريد العودة إلى بلاده.. يوجد ملايين الأشخاص غيره بالفعل لا تدرك تركيا خطرهم”.
هدف تركيا من تواجد اللاجئين السوريين
ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2021 أن تركيا تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في العالم، حيث يوجد فيها أكثر من 3.7 مليون لاجئاً سورياً مسجلاً في الأمم المتحدة.
تعمل تركيا على جذب المزيد من اللاجئين السوريين ليس من أجل مساعدتهم، فانتهاكاتها الصارخة في القرى السورية دليل يثبت أنّ تركيا لا تكترث للسوريين، ولحياتهم، والفائدة الأكبر هي أنّ تركيا تستخدم اللاجئين السوريين كذريعة لأخذ المال من الاتحاد الأوروبي بهدف دعم تواجد اللاجئين السوريين في تركيا، ومنحهم حقوقاً وحياة أفضل.
أعلنت المفوضية الأوروبية وهي الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي في 24 ديسمبر/كانون الأول عن قراريّ تمويل لدعم تعليم اللاجئين السوريين ودعم الهجرة في تركيا، بقيمة قدرها 560 مليون يورو.
ويتهم ناشطون وصحافيون ومراكز حقوقيّة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا باستغلال قضية اللاجئين السوريين من خلال استخدامهم في حروبه السياسية ضدّ الاتحاد الأوربي؛ إذ سبق له أن فتح الحدود أمامهم وسمح لهم بالمرور إلى اليونان ولوّح بورقة اللاجئين في خلافات سياسية واقتصادية وحقوقية مع دول الاتحاد الأوروبي.
العنصرية تجاه السوريين في تركيا
شهدت تركيا خلال عام 2021 حملات تحريض وهجمات عنصرية ضدّ اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، والتي غالباً ما تدعو الحكومة التركية إلى طرد اللاجئين من البلاد وإعادتهم إلى سوريا.
ففي شهر آب/ أغسطس من عام 2021 قام آلاف الأتراك بمهاجمة محال للسوريين في العاصمة التركية، أنقرة، وقامو بكسر وإحراق وتخريب محال السوريين، على خلفية شجار بين سوريين وأتراك أدى إلى مقتل شاب تركي.
وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال “كلشدار أوغلو”، في تصريح أمام أعضاء من حزبه، في شهر حزيران/ يونيو عام 2020، أن حزبه يسعى لإعادة السوريين إلى بلادهم في حال وصولهم إلى السلطة.