اتهمت عائلة الفتاة سما فتحي كدو، اليوم الثلاثاء، منظمة الشبيبة الثورية “جوانين شورشكر” باختطاف ابنتهم القاصر، وذلك عبر بيان أصدره والد الفتاة.
وجاء في بيان العائلة: “في ظل الأوضاع المأساوية التي تمر بها سورية بشكل عام والمناطق الكردية بشكل خاص من ويلات الحرب حيث القتل والتدمير والتهجير والجوع وغياب الخدمات والتعليم الرسمي والتي كادت أن تصبح حكراً على ابناء الأغنياء”.
وتابع البيان” ورغم كل هذه المتاعب والمصائب الكبيرة التي نعاني منها يومياً، بقينا على أرض الوطن وقررنا التشبث بها وكان ولا يزال الاستمرار في تعليم بناتي وابنائي من المهام المقدسة لي ولزوجتي لأنهم مستقبلنا ومستقبل الوطن”.
واتهم البيان الشبيبة الثورية أنها تسعى لتدمير مستقبل الأطفال قائلاً: “الأمر المستنكر والمفجع ضمن هذه الظروف أنه هناك من يعمل ويسعى جاهدا على تدمير مستقبل أطفالنا ويهدف لعسكرة المجتمع”.
وأكد والد الطفلة المختطفة أنهها تعاني من أمراض عصبية “في يوم 2021-12-19 تم خطف طفلتي القاصرة (سما فتحي كدو) ذات ال16 سنة وهي طالبة في الصف الحادي عشر كما أنها تعاني من أمراض عديدة منها (عصبية، نفسية،اكتئاب حاد-عزلة وضمور وقصر في النمو الناتجة عن الحالة العصبية النفسية حسب تقرير الأطباء)”.
وأتهم بيان عائلة الطفلة سما الشبيبة الثورية باختطاف ابنتهم “رغم ذلك بالتاريخ المذكور خُطِفَت من قبل منظمة (جوانين شورشكر) الشبيبة الثورية التابعة لحزب PYD لغاية تاريخ اليوم”.
وكشف البيان أن العائلة حصلت على وعود بإعادتها لهم ” ولكن لم تنفذ حتى الآن”.
وناشد البيان ” جميع المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية والشخصيات الكردية والسورية المهتمة بحقوق الطفولة والأمومة وأحزاب الحركة الوطنية الكردية و ممثلياتها في الداخل و الخارج للعمل على إعادة أبنتي المخطوفة الى أحضان العائلة لإتمام تعليمها وعلاجها”.
ووجه والد الطفلة المختطفة ندائه إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية قائلاً “واخص بالذكر قائد قوات قسد، مظلوم عبدي، واطالبه باحترام توقيعه في جنيف على بند منع تجنيد الأطفال والقصر دون ١٨ عاما كما نحمل قسد وحزب الاتحاد الديمقراطي المسؤولية الكاملة عن سلامة طفلتنا وتدهور صحتها الآن ومستقبلا”.
سيرة “الشبيبة الثورية” وخطف القاصرات
وخلال السنوات الماضية، سجّلت عشرات حالات اختطاف الفتيات القاصرات، وفي جميع الحالات وجهت أصابع الاتهام لمنظمة “الشبيبة الثورية.
وكانت الاتحاد ميديا وثقت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خطف الشبيبة الثورية لثلاث فتيات من مدينة عامودا على يد منظمة الشبيبة الثورية.
و قالت سعاد حسين، وهي والدة الطفلة أفين خليل المختطفة للاتّحاد ميديا: ” ابنتي مواليد عام 2006، وتدرس المرحلة الثانوية، و قامت الشبيبة الثورية بخطفها مع صديقتين لها، وتم نقلهن إلى جهة مجهولة”.
يذكر بأن قوات سوريا الديمقراطية وقعت خطة عمل مع الأمم المتحدة من أجل تسريح ومنع تجنيد من هم دون سن 18 عاماً، لكن حتى الآن هناك حالات عديدة لتجنيد قصر ضمن صفوف منظمة الشبيبة الثورية، رغم عدم وجود صفة رسمية لها ضمن هياكل الإدارة الذاتية، لكنها نشطة في المنطقة حيث بلغ عدد حالات الخطف منذ توقيع خطة العمل في العام 2019، 160 حالة، حسب الأمم المتحدة.
مناشدات لأهالي القاصرات المختطفات.. لكن لا آذان صاغية
وخرجت أهالي المختطفات في اعتصامات وأصدروا بيانات عدة تطالب بإعادة أطفالهم، وآخرها كان في 27تشرين الثاني/نوفمبر، حيث خرجت عائلة ثلاثة فتيات قاصرات، في اعتصام بمدينة القامشلي، للمطالبة بإعادة بناتهن القاصرات.
وقالت والدة الطفلة أفين خليل المختطفة للاتحاد ميديا: ” أنهم راجعوا الجهات الرسمية للإدارة الذاتية، دون جدوى، سجّلنا معلوماتنا في مكتب حماية الطفل لكن لم يصلنا أي جواب حتّى الآن”.
مكتب حماية الطفل.. مساعي مستمرة ولكن!
وفي تصريحات سابقة للاتحاد ميديا، قال الرئيس المشترك لمكتب حماية الطفل، خالد جبر، أنهم “يبذلون كل جهودهم لإعادة الأطفال إلى منازلهم”.
وأشار الرئيس المشترك لمكتب حماية الطفل إلى أنهم ” لم يتواصلوا مع مؤسسة (الشبيبة الثورية) إطلاقاً، لأنهم يتعاملون فقط مع المؤسسات الرسمية الموجودة على الأرض”.
وأعلن المكتب، يوم أمس، أنهم استلموا طفلين من مكتب العلاقات العسكرية في الحسكة وتم تسليمهم الى ذويهم في مكتب حماية الطفل في قامشلو، حسب صفحة المكتب على موقع فيس بوك.
الشبيبة الثورية.. بلا حسيب ولا رقيب
ولا تعترف الإدارة الذاتية بالشبيبة الثورية كمؤسسة ضمن هياكلها التنظيمية، ولكن بالمقابل لم تسجل حتى الآن أي عملية منع من المؤسسات الأمنية للإدارة لنشاطات الشبيبة الثورية، رغم تسجيل العشرات من حالات الاعتداء على تجمعات لأحزاب من خارج إطار الإدارة الذاتية.
وكان آخرها اعتداء الشبيبة الثورية على تجمع احتفالي للمجلس الوطني الكردي، في مدينة الدرباسية، احتفاءً بيوم العلم الكردي، حيث هاجم عناصر من المنظمة التجمع واعتدوا على مناصري المجلس وحرقوا مكتب، وحينا وعد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية بمحاسبة الفاعلين، لكن حتى الآن لم تسجل أي تحركات بهذا الاتجاه.
أيضاً قامت ذات المنظمة بالهجوم على حرس معبر بيشخابور في كردستان العراق، بعد أن تجاوزوا النقاط الأمنية التابعة لقوات الأمن الداخلي في معبر سيمالكا، دون أن يتم ردعهم.
ولا تتوفر ارقام حول عدد عناصر المنظمة، ومقارها التي يتم نقل الأطفال المختطفين إليها