اليونيسيف: يجب إيقاف الهجمات على الأطفال والمرافق في سوريا

نشرت اليونيسف عبر موقعها الرسمي يوم الثلاثاء 4 يناير/كانون الثاني تقريراً أدانت فيه الانتهاكات المستمرة التي يتعرض إليها السوريون مؤخراً.

وقال القائم بأعمال المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط “كامبو فوفانا” في التقرير: “حدث في العام الجديد في سوريا ما يجب ألا تواجهه أي عائلة أو طفل، قُتل طفلان وأصيب خمسة آخرون شمال غرب سوريا مع تصاعد وتيرة العنف خلال الأيام الأربعة الماضية”.

وذكرت اليونيسيف تعرّض محطة مياه كانت تدعمها للهجوم في إدلب، وأدى هذا الهجوم إلى قطع المياه عن أكثر من 241 ألف شخصاً، وذكر التقرير: “نتيجة لهذا الانتهاك قُطعت الإمدادات عن العديد من المهجرين داخلياً”.

وجاءت هذه التطورات بعد أيام فقط من إعلان اليونيسيف أنّ الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات في سوريا آخذة في الارتفاع، وتابع التقرير: “سوريا من بين الدول التي دفع فيها آلاف الأطفال ثمناً باهظاً مع استمرار النزاع المسلح والعنف بين الطوائف وانعدام الأمن”.

وعلى الرغم من عدم توفير بيانات عام 2021 بعد من قبل الأمم المتحدة، إلا أنّها قد ذكرت في تقريرها أنّ الانتهاكات بحق الأطفال خلال العام الماضي تنوعت بما في ذلك القتل والتشويه، والتجنيد القسري، والعنف الجنسي، والاختطاف والهجمات على المدارس. وقال “فوفانا”: “يجب ألا يتعرض الأطفال لهذا النوع من الهجمات على الإطلاق، مر قرابة 11 عاماً من الحرب الوحشية على أطفال سوريا، إلى أي مدى سيستمر ذلك؟”.

تجنيد الأطفال في سوريا

نشرت رويترز في 12فبراير/ شباط من عام 2021 تقريراً عن عدد الأطفال المجندين المقاتلين في العالم، وبحسب التقرير كانت سوريا من بين أكثر أربع دول تحتوي على جنود أطفال في العالم إلى جانب الكونغو والصومال واليمن.

استمر تجنيد الأطفال واستخدامهم على نطق واسع في سوريا، وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 23آب/أغسطس من عام 2021، فقد استُخدم 98% من الأطفال المجندين في سوريا في المواجهات المباشرة.

نُسبت حالات التجنيد التي أثبتتها الأمم المتحدة إلى 25 طرف نزاع في سوريا على الأقل، من بينهم ميليشيات موالية للحكومة، وهيئة تحرير الشام، وفصائل معارضة أخرى، وجماعة نور الدين الزنكي، جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.

جميع حالات التجنيد التي رصدتها الأمم المتحدة كانت لأطفال تم إغراءهم بالحافز المالي، أو إقناعهم بضرورة أخذ الثأر والانتقام لموت آبائهم وإخوتهم وأعمامهم، وفي كثير من الأحيان كان الخوف من السجن والاعتقال هو السبب الرئيسي الذي يدفع الأطفال لحمل السلاح.

القصف العشوائي أهم أسباب قتل الأطفال في سوريا

نشر “الدفاع المدني السوري” تقريراً يوم الخميس 18 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2021 وثق فيه انتهاكات النظام السوري والميليشيا الروسية بحق الأطفال في سوريا.

ذكر التقرير أنّ القصف العشوائي على المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، بما في ذلك المدارس والمرافق الطبية ومخيمات المشردين داخليا، من قبل القوات الحكومية والجماعات المسلحة على السواء، أدى إلى وقوع 63 طفلاً ضحية منذ حزيران 2020 وحتى تشرين الثاني 2021.

كما أدت الهجمات العشوائية التي شنتها الجماعات المسلحة باستخدام الأجهزة المتفجرة المحمولة في السيارات وأساليب التفجير الانتحاري في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، بما في ذلك بالقرب من الأسواق والمدارس، إلى وقوع 303 ضحايا من الأطفال خلال الفترة الممتدة من عام 2018- 2020.

وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الشهري الصادر في الأول من يناير/كانون الثاني من هذا العام، أنّ “1271 مدنياً من بينهم 229 طفلاً، و134 امرأة قُتلوا في سوريا، و104 كانوا من ضحايا التعذيب خلال عام 2021”.

وأشار تقرير الشبكة إلى أنّ “جرائم القتل باتت واسعة الانتشار في سوريا، والنظام السوري هو أداة القتل الرئيسية جنباً إلى جنب مع الميليشيات التابعة له”.

مخلفات الحرب

وكانت المتفجرات من مخلفات الحرب مثل الألغام الأرضية، السبب الرئيسي لوقوع ضحايا بين الأطفال في سوريا، وهذا ما أكدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها.

ففي عام 2021، سجل التقرير استمرار الوفيات المدنية نتيجة انفجارات الألغام الأرضية في مختلف المحافظات والمناطق السورية، ووثق مقتل 176 مدنياً، بينهم 74 طفلاً و25 امرأة، منذ بداية عام 2021.

ويشير التقرير إلى أنّ “المدنيين يعانون من القصف المستمر بمختلف أنواع الأسلحة، وأنّ النظام السوري وحلفاءه يستخدمون الذخائر المحظورة والعشوائية، مثل الذخائر العنقودية التي لا تزال غير منفجرة وتتحول إلى ألغام أرضية، تسببت جميعها في تشويه أو موت المدنيين حتى بعد سنوات من القصف”.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2021، يعيش أكثر من 11.5 مليون شخصاً في سوريا، نصفهم من الأطفال، في مناطق معرضة لخطر الذخائر المتفجرة.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد