تظاهر عدد من سكان وأهالي قرية “العزبة” شمالي محافظة دير الزور، التي تخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وطالب الأهالي خلال التظاهرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بمغادرة المناطق التي تسيطر عليها غرب نهر الفرات.
وقالت مصادر محلية لـ “الاتحاد ميديا” إن “التظاهرة جاءت رداً على الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والذي طالب في خطاب له بتنشيط خلايا للميليشيا بمناطق شرق الفرات”.
وقال “نصر الله”، في 3 من كانون الثاني/يناير، إن “المقاومة الشعبية في شرق الفرات هي الخيار الصحيح الذي سيؤدي إلى خروج الجيش الأميركي من سوريا”.
وأكد “نصر الله” في خطابه الذي جاء في ذكرى مقتل قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” العراقي، أبو مهدي المهندس. أن “تداعيات الاغتيال مازالت مستمرة حتى اليوم”.
واتهم الأمين العام لـ “حزب الله اللبناني”، الولايات المتحدة الأميركية أنها “هي من اخترعت تنظيم الدولة الإسلامية”.
وتصنّف محافظة دير الزور على أنها من أكثر المناطق التي تشهد وجوداً للميليشيات الموالية لإيران في سوريا، ويقدر عددها بحوالي 64 موقعاً عسكرياً.
الوجود الإيراني في سوريا
بدأ الظهور العسكري الإيراني في سوريا بشكله العلني منذ بدايات عام 2013، عبر ميليشيات وفرق مقاتلة تابعة للحرس الثوري الإيراني، أرسلتهم إيران لمساندة النظام السوري عسكرياً.
ويبلغ عدد الميليشيات الإيرانية في سوريا نحو 50 تشكيلاً، وصلت أعداد عناصرها خلال عام 2017 إلى نحو 70 ألفاً، وتقدّر أعدادهم اليوم بأكثر من 100 ألف مسلح، وفق تصريحات عسكريين إيرانيين. وبالرغم من ذلك تبقى أعداد عناصر الميليشيات غير دقيقة تماماً.
وينفرد حزب الله اللبناني بالمرتبة الأولى من ناحية الميليشيات التابعة لإيران والمتواجدة في غالبية مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية السورية من ريف حمص وصولاً إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق، وشارك في معارك عدة بشكل علني من بينها “القصير” و”يبرود” والغوطة الشرقية”.
وتجند إيران العديد من الميليشيات الأجنبية في سوريا كميليشيا “فاطميون” وعناصرها من الأفغان اللاجئين في إيران، ويبلغ عددهم نحو 3000 مسلّح، وفق تقرير لـ(DW)، قاتلوا في درعا وتدمر وحلب.
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني يصف القوات الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية وغيرها الذين أرسلهم إلى سوريا، بـ “المدافعين عن المراقد الشيعية”.
يذكر أن الوجود الإيراني في سوريا تعرض لانتقادات متكررة من قبل الشارع الإيراني، لاسيما في بعض الاحتجاجات، حيث رُفعت شعارات منددة بالمشاركة في الحرب إلى جانب النظام هناك.