قصفت طائرات تابعة للتحالف الدولي، اليوم الأربعاء، مستودعاً للأسلحة تابعاً للميليشيات الإيرانية، في محيط قلعة الرحبة بأطراف مدينة الميادين شرقِ دير الزور.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي: “البنتاغون”، أمس الثلاثاء، أن “قوات التحالف، من باب الدفاع عن النفس، ضربت مواقعاً للصواريخ في سوريا، و لحماية المدنيين الأبرياء، إضافة إلى حماية قواتنا في دير الزور”.
وأشار كيربي إلى أن “القوات الأمريكية تتعرض لتهديدات إضافية في العراق وسوريا من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، وجميع الأدلة تشير إلى أن الفصائل المدعومة من إيران هي التي أطلقت الصواريخ بشكل متكرر على القوات الأمريكية”.
وتعرض مركز بغداد للدعم الدبلوماسي الذي يضم قوات التحالف الدولي في مطار بغداد قبل يومين لهجوم بطائرتين مسيرتين كُتب عليهما “عمليات ثأر القادة”.
استفزاز واستعراض للقوة
ويتزامن استهداف الميليشيات الإيرانية، للقواعد الأمريكية، مع ذكرى مقتل قائد ميليشيا فيلق القدس “قاسم سليماني”، والذي قتل قبل سنة في عملية للقوات الأمريكية.
ويقول عمر أبو ليلى مدير شبكة دير الزور 24 للاتحاد ميديا: “بالنسبة للقصف الأخير، ما بين غرب الفرات وشرق الفرات، هو متوقع، وأنا توقعت أن الإيرانيين سيعصدون، في الذكرى السنوية لقتل قاسم سليماني، وحشدوا لهذا الموضوع، وقلت أنه سيكون هناك تحركات إيرانية غبية، جاء التحرك في العراق وفي سوريا بنفس التوقيت، وهذا التحرك استفزازي، لجر التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية لتحرك عسكري ضخم، ضد القوات الإيرانية”.
” والقضية ليست قضية رمي بضعة قذائف على القواعد الأمريكية، والإيرانيون يودون أن يوصلوا رسال للتحالف وللولايات المتحدة الأمريكية، أنهم قادرون على الوصول للقواعد الأمريكية، بمختلف أنواع الأسلحة، من قذائف الهاون والصواريخ إيرانية الصنع” يقول أبو ليلى.
رد قاسٍ
نفذت قوات التحالف الدولي، خلال الـ24ساعة الماضية، أكثر من ثلاثة غارات على مواقع إيرانية، في ريف دير الزور، الخاضع لسيطرة إيران والنظام السوري.
وقال مدير شبكة دير الزور عمر أبو ليلى: ” الرد الأمريكي كان قاسياً جداً منذ الأمس ولليوم أكثر من ثلاث مرات تم قصف الميليشيات الإيرانية، خصوصاً بادية الميادين والقورية، ومحيط بادية العشارة، وهي المنطقة التي تنتشر فيها مستودعات الميليشيات الإيرانية، نحن لدينا مصادر مقربة جداً من هذه الميليشيات، أكدت أن الغارات الأمريكية أصابت أهدافاً مباشرة، خصوصاً مستودع للسلاح تابع لإيران بالقرب من مدينة الميادين، في محيط قلعة الرحبة، وتم تدمير أحد المحارس التابعة لهذه المستودعات”.
وتابع أبو ليلى ” لدينا معلومات عن قتلى وجرحى، لكن ليس هناك أرقام دقيقة حتى الآن، أتوقع أن الـ 48 القادمة ستكون ساخنة، ويعتمد الموضوع على رد القوات الأمريكية، إذا توقف التحرك الأمريكي عند هذا الحد، أعتقد أن الإيرانيين سيستمرون في استفزازاتهم، لكن إذا كان الرد قاسياً سيكون رداً رادعاً، وسيمنع الإيرانيين من التمادي في استهداف المنطقة”.
تهديدات خامنئي
وهدد المرشد الإيراني علي خامنئي في 2كانون الثاني/ يناير الجاري ما أسماهم بـ “قتلة قاسم سليمان” وأنهم “سيدفعون ثمن جريمتهم” على حد وصف خامنئي.
وحذرت قوات التحالف المتمركزة في قاعدة “التنف” الحدودية في 2كانون الثاني/ يناير الجاري قوات موالين لها، وطالبتهم بالاستنفار والانتشار في محيط القاعدة تحسباً من هجمات انتقامية في ذكرى مقتل “قاسم سليماني”.
وأبلغت قوات التحالف فصيل “مغاوير الثورة” المدعوم من قبلها بالاستنفار ضمن منطقة الـ 55 خوفاً من قيام ميليشيات موالية لإيران بهجمات انتقامية، وفق المرصد السوري.
إسرائيل وضرباتها الموجعة لإيران في سوريا
واستهدفت الدبابات الإسرائيلية، مواقع لحزب الله والميليشيات الإيرانية، مساء اليوم، في أحراج بلدة الحرية في محافظة القنيطرة تزامناً مع تحليق مكثف للطيران المروحي والاستطلاعي.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، نهاية الشهر الماضي، ميناء اللاذقية، بعد أسابيع من ضربة أخرى استهدفت الميناء.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، “أفيف كوخافي”، إن “الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت ميناء “اللاذقية”، دمرت كمية لا حصر لها من الأسلحة المتقدمة والاستراتيجية”، وفق ما نقلته صحيفة، “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وأضاف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن “الممرات الجوية والبرية والبحرية الإيرانية لم تعمل بنسبة 70% في العام الحالي، بسبب العمليات الإسرائيلية”.
وكشف مسؤولون أمنيون في الجيش الإسرائيلي، في 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن “القوات الإسرائيلية قصفت عشرات الأهداف التابعة لحزب الله اللبناني في سوريا والمثلث الحدودي مع الأردن”، وفق ما قال موقع “واللا walla” الإسرائيلي.
إيران في سوريا
ودخلت إيران على خط النزاع في سوريا، في العام 2012 حيث تدخلت لصالح النظام السوري، لقمع المظاهرات التي خرجت مطالبة بإسقاط النظام.
ويمكن تقسيم الوجود الإيراني في سوريا إلى نوعين، فهناك مناطق يتواجد فيها الإيرانيون وبالأخص الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، وهناك مناطق تسيطر عليها ميليشيات تدعمها إيران أبرزها حزب الله اللبناني، الذي كان أبرز تدخلاته في معركة مدينة القصير في حمص.
وتدخل حزب الله بشكل واضح، إلى جانب النظام السوري في معركة القصير، حيث كان له الدور الفاصل في تغليب كفة النظام السوري، واتهم حينها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وفق تقارير حقوقية.
أما باقي الميليشيات الإيرانية، فهي تنشط في دمشق العاصمة ومحيطها، وأيضاً في ريف دير الزور، على الحدود العراقية السورية، وتسيطر بشكل مباشر على معبر البوكمال، على الحدود مع العراق، ويعتبر منفذاً لإيران، لتمرير الأسلحة والعتاد والمقاتلين عبرها لسوريا ودعم حليفها حزب الله في لبنان.
وحسب دراسة لشبكة دير الزور 24، فإن إيران تمتلك 131 موقعا عسكريا في سوريا ما بين قاعدة ونقطة عسكرية، منها 13 قاعدة ونقطة في دير الزور، كما تمتلك في صفوف ميليشياتها ما يقارب من 20 ألف سوري في مختلف الميلشيات.
و أبرز الميليشيات التابعة إليران في محافظة دير الزور هي: ”الحرس الثوري الإيراني، الميليشيات الشيعية العراقية، كتائب حزب الله، كتائب بدر، وحركة النجباء ،حزب الله اللبناني، لواء فاطميون الأفغاني، لواء زينبيون الباكستاني، قوات الدفاع الوطني، لواء الباقر، جيش المهدي، ولواء الإمام المهدي”.