نقلت وكالة Global news الكندية الإخبارية، يوم أمس الأربعاء، احتفال عائلة سورية لاجئة في كندا بحصول أفرادها على الجنسية الكندية بعد معاناة طويلة.
وقال عبد الفتاح الصابوني إنه يشعر بالسعادة بعد حصوله وأبنائه على الجنسية الكندية، فهي خطوة كبيرة بالنسبة لهم طال انتظارها.
أسس الصابوني شركة الصابون الخاصة به، وأطلق عليها اسم Aleppo Savonفي كندا، لتكون بداية جديدة له في كندا بعد خسارة مصنعه في حلب خلال الحرب في سوريا، وينحدر الصابوني من عائلة صناعية حلبية عريقة كانت تعمل في هذا المجال لمدة 130 عاماً في سوريا، ومن هنا حصلت العائلة على لقب “الصابوني”.
اضطر الصابوني كسائر الصناعيين إلى إغلاق مصنعه للصابون في مدينة حلب، والهروب من الحرب التي اشتعلت في كافة أنحاء البلاد، وقال: “لقد خسرت كل شيء في الحرب”.
وعلى الرغم من أن وباء كورونا أثر عليه كثيراً في كندا، إلا أنه لم يستسلم وبدأ بالبيع عبر الإنترنت للعملاء في جميع أنحاء امريكا الشمالية، وأحبّ الكنديون منتجاته كثيراً.
عبر الصابوني عن شكره وتقديره لكندا التي دعمت شركته المحلية، ومنحته وأطفاله الآن الجنسية لإعطائهم مستقبلاً أفضل، لذا يتبرع صابوني الآن بعائدات بيع أحد أنواع الصابون لديه إلى الصليب الأحمر الكندي، لدعم مساعدة اللاجئين في كندا.
ويقول ابنه عبد القادر الصابوني البالغ من العمر 16 عاماً إنه يشعر بأنه محظوظ لأنه أصبح مواطناً كندياً، وأضاف:” هذا البلد أعطانا الأمل بعد كل ما مررنا به من صعوبات نحن نحب هذا البلد”.
كيف خسرت سوريا كبار صناعها في حلب؟
اشتهرت حلب بأنها “العاصمة الاقتصادية” لسوريا، و تدهورت تدريجياً منذ عام 2011 مع بدء الثورة السورية.
هربت رؤوس الأموال من حلب بسبب القصف الدائم من قبل قوات النظام على حلب، وتوجه القسم الأكبر من صانعي حلب وأصحاب المشاريع الكبيرة إلى تركيا، وافتتحوا معامل لهم مرة ثانية، وعملوا في تصنيع الزيوت والصابون والنسيج وغيرها.
وذكر تقرير صادر عن رويترز في 25 تشرين الأول/أكتوبر أنّ العديد من رجال الصناعة في حلب اختاروا الانتقال إلى مصر، وافتتحوا أسواقاً كبيرة ويحققون أرباحاً هائلة، وأشار التقرير إلى أنّ الأضرار التي لحقت بالمنشآت الصناعية والبنية التحتية في حلب ستحتاج سنوات طويلة، ولن تكون ممكنة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
اتهم بعض المحللين السياسيين النظام السوري بضرب المعامل في حلب عن قصد، لتهجير السكان إلى محافظات أخرى مثل اللاذقية وطرطوس، اللتان تعتبران تحت سيطرة النظام، وبالفعل انتقل بعض رجال الأعمال إلى هاتين المحافظتين وافتتحوا بعض المشاريع الصغيرة فيها.
ولكن حتى الصناعيين الذين قرروا العمل تحت حماية النظام السوري لم يتمكنوا من النهوض بأعمالهم، فقد توفي في 28 آب/أغسطس رجل الأعمال السوري هشام دهمان في مدينته حلب، بعد اضطراره لإغلاق معمله لصنع المنتجات البلاستيكية بشكل نهائي في منطقة الشيخ نجار الصناعية.
وجاء ذلك بعد أن فرض عليه النظام السوري ضرائباً بمليارات الليرات السورية، وكان قد كتب دهمان قبل وفاته في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك: “رغم الحصار، حاولنا البقاء وتحملنا، ولكن نفاجأ بدخول لجنة التكليف الضريبي إلى معملي وتكليفها بمبلغ لا يستوعبه البنك المركزي بالمليارات”.
النظام السوري يسيطر على حلب
أعلن جيش النظام السوري استعادة السيطرة على مدينة حلب بالكامل في 22 كانون الأول/ديسمبر عام 2016، وأكد حينها “عودة الأمن والأمان إلى المدينة مع مغادرة آخر مجموعة من مسلحي المعارضة”، لتصبح مدينة حلب بأكملها تحت سيطرة الجيش وحلفائه بعد سنوات من القتال.
وبذلك انتهت معركة حلب التي استمرت من عام 2012 وحتى 2016، وتمكن النظام السوري من ربحها بمساعدة حليفه الروسي والتي أطلق عليها النظام السوري اسم “عملية فجر النصر”.
نشر معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR) تقريراً في عام 2019 عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بسوريا منذ بداية عام 2011، واستند معدو التقرير إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وعرض خرائط عن مناطق سوريا التي شهدت أعلى نسبة دمار.
وبحسب البحث كانت حلب الأكثر تضرراً ودماراً في سوريا، بوجود 4773 مبنى مدمراً كلياً، و14680 مدمر بشكل هائل، و16269 مبنى مدمراً بشكل جزئي.