ذا ناشيونال: التنافس بين القوى الكبرى يعمّق الانقسام السوري

نشرت صحيفة ذا ناشيونال The National الإماراتية تقريراً لمناقشة التنافس بين القوى الكبرى في سوريا، وتأثير هذا التنافس بعد مرور 11 عاماً على بدء الثورة السورية.

وبحسب الصحيفة عزّزت القوى الدولية الحرب في سوريا ضمن مناطق واسعة تحت سيطرتها، حيث استخدمت القوات التركية والإيرانية والروسية والأمريكية الأزمة السورية لمقاتلة بعضهم البعض.

وأشار التقرير إلى أنّ “الكثير من المناطق السورية شهدت تحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة حيث سيطرت قوى مختلفة على السكان المحليين وطردتهم، مما أدى إلى تعميق الانقسام السوري وتقليل فرص التوصل إلى حل سياسي”.

مكاسب إيرانية

ذكر التقرير أنّ طائفة السُّنة في سوريا تخشى من أن تنقل إيران ما يسمى بـ “الضاحية الجنوبية” إلى ضواحي دمشق، بعد إسكان المزيد من العائلات الشيعية من العراق وعائلات مقاتليها فيها، فتجميع السكان على أسس طائفية في مكان واحد، سيغذي الصراع في سوريا بغض النظر عن أي اتفاق للأمم المتحدة.

وقال العديد من المعارضين لنظام الأسد لـ The National، إنّ “المنطقة بدأت تشبه معقل حزب الله في جنوب بيروت، وهي دولة بحكم الأمر الواقع تمولها إيران”.

ولفت التقرير النظر إلى أنّ “طهران استقطبت القبائل السنية في دائرة نفوذها في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وعملت على تجنيدهم لحراسة أجزاء من خط الإمداد الممتد من إيران إلى حزب الله في لبنان الذي يمر عبر سوريا”.

وبين عامي 2008 و2010، أدت سياسة إيران إلى انتقال ما لا يقل عن 20 ألف سني في دير الزور إلى المذهب الشيعي، حيث وزّعت إيران المساعدات الغذائية والمعونات النقدية في المنطقة المنكوبة بالفقر، وعاد معظمهم إلى المذهب السني عندما استولت المعارضة المناهضة للأسد على المنطقة في عام 2013، بحسب التقرير.

وتعمل إيران على دعم نظام الأسد بهدف إمداد ميليشيا حزب الله بالأسلحة، وخلق ممر آمن لطهران في المنطقة.

مكاسب روسية

وذكر التقرير أنّ “مصالح إيران تعارضت في بعض الأماكن مع المصالح الروسية، وعلى الرغم من أنّ البلدين حليفان لسوريا، إلا أنّ كلاهما يرغب بفرض سيطرته على مناطق أوسع في سوريا”.

وقال مسؤولون أمنيون عرب لـ The National إن “الميليشيات الموالية لإيران في جنوب سوريا، وهي منطقة نفوذ روسية، كانت الجهات الفاعلة الرئيسية في إنتاج وتهريب حبوب الكبتاغون إلى الأردن وشبه الجزيرة العربية”.

وسَعَت روسيا في العقد الماضي إلى تعزيز العلاقات مع الأردن ودول الخليج، التي تعتبر تجارة الكبتاغون تهديداً لأمنها. وتحركت القوات الروسية إلى جنوب سوريا في 2018 بعد اتفاق ضمني مع إسرائيل والولايات المتحدة ركّز على كبح جماح القوات الموالية لإيران في المنطقة، بحسب التقرير

وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، أجبرت ضغوط موسكو المتمردين في درعا على الاستسلام للنظام، لكن عمليات القتل المتبادل بين النظام والمتمردين، الذين لم يتخلوا عن معظم أسلحتهم، اشتعلت من جديد.

وتعتبر روسيا القوة المطلقة في سوريا منذ تدخلها عام 2015 في الصراع السوري، كحليف قوي للنظام، وذلك لضمان وصول روسيا إلى البحر المتوسط.

دور الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا

ذكر تقرير The National أنّ جميع سكان منطقة عفرين حاولوا الهرب عندما اجتاح الاحتلال التركي المنطقة في عام 2017، ونصّب “الجيش الوطني السوري”، وهو من عملائها، لزعامة المنطقة.

بحسب التقرير عملت الولايات المتحدة الأمريكية على دعم القوى الكردية المناهضة للاحتلال التركي، وخاصة في عفرين، لكنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان هذا العام جعل البعض يعتقد أنّ واشنطن ستنسحب من سوريا أيضاً.

إلا أنّ منسق البيت الأبيض “بريت ماكغورك” قال لصحيفة ذا ناشيونال الشهر الماضي: “إننا نعتزم البقاء في سوريا”.

وأبرمت تركيا صفقات ضمنية مع روسيا أدت إلى استعادة النظام السوري لبعض الأراضي في الشمال السوري، ولكن جاء ذلك مقابل استيلاء تركيا على أراض قريبة في محافظتي حلب وإدلب.

وذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2021 أن تركيا تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في العالم، حيث يوجد فيها أكثر من 3.7 مليون لاجئاً سورياً مسجلاً في الأمم المتحدة.

تعمل تركيا على جذب المزيد من اللاجئين السوريين ليس من أجل مساعدتهم، فانتهاكاتها في القرى السورية دليل يثبت أنّ تركيا لا تكترث للسوريين، ولحياتهم، بل تستخدمهم كذريعة لأخذ المال من الاتحاد الأوروبي بهدف دعم تواجد اللاجئين السوريين في تركيا، ومنحهم حقوقاً وحياة أفضل.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد