وجّهت منظمة الصحة العالمية WHO نداءً طارئاً لتوفير 257.6 مليون دولار “لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة في سوريا”، وفق بيان نُشر على الموقع الرسمي للمنظمة.
وأشارت المنظمة أن النداء يهدف إلى “الحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية بما يشمل الاستجابة لكوفيد- 19 وتقديم الخدمات المنقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن”.
وذكرت “الصحة العالمية” أن “13.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، و12.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة الصحية، من بينهم 4 ملايين نازح و1.33 مليون طفل دون الخامسة”.
ونوهت المنظمة إلى أن “انعدام الأمن والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، واستمرار جائحة كورونا تؤثر على توافر الخدمات الصحية وجودتها في جميع أنحاء سوريا”.
وأكدت “وجود أكثر من 167 ألف حالة إصابة بكوفيد- 19 ووفاة حوالي 6500 حالة مرتبطة بها”، في حين تشير احصائيات وزارة الصحة التابعة للنظام السوري حتى يوم أمس، إلى وصول عدد الإصابات إلى 50442 ووفاة 2918 حالة.
وأضافت المنظمة أن “استمرار الحوادث الأمنية في شمال شرق سوريا وتجدد الاشتباكات في درعا أدى إلى نزوح أكثر من 140000 شخص بحاجة إلى الخدمات الصحية الطارئة”.
وقالت إن “المناطق الأكثر خطورة تقع، وستظل موجودة في خمس محافظات في شمال غرب وشمال شرق سوريا، وفقاً لمقياس شدة القطاع الصحي”.
شمال شرق سوريا “دون تحسّن”
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الاحتياجات الصحية في شمال شرق سوريا تظل شديدة بدون تحسن يذكر على المرافق الصحية، والموارد البشرية الصحية”.
وأشارت إلى أنه “رغم الجهود المستمرة فإن معدل التطعيم ضد كوفيد- 19 لا يزال متدنياً، مع عدم قدة النظم الصحية على الاستجابة للاحتياجات والفجوات المتزايدة”.
ووصل عدد الإصابات في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية إلى 37222 حالة، ووفاة 1510 حالة، وفق الإحصائيات التي نشرتها هيئة الصحة في شمال شرق سوريا في 5 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وأضافت منظمة الصحة العالمية أن “تنفيذ استجابة إنسانية فعالة في المخيمات مليء بالتحديات بسبب التأخير في الأذونات، وعدم القدرة على الوصول، والوضع الأمني الحرج وخاصة في مخيم الهول”.
ويعيش في مخيم الهول أكثر من 60 ألف شخص، نصفهم عراقيون تقريباً، ونحو 8292 شخص من جنسيات أوربية وآسيوية وأفريقية مختلفة من عناصر تنظيم داعش.
وشهد مخيم الهول نحو 89 جريمة قتل خلال العام الماضي، مقابل 33 جريمة في عام 2020 وفق المرصد السوري.
شمال غرب سوريا “الأسوأ”
وكشفت “الصحة العالمية” أن “4.4 مليون شخص من الذين يعيشون في شمال غرب سوريا حالياً منهم 3.1 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الصحية”.
وأضافت أن “الوضع يتفاقم مع جائحة كورونا، إذ تعتبر الاحتياجات الصحية حادة، وهي من الأولويات القصوى لا سيما بين الأسر التي تعيلها نساء 36% والأسر الضعيفة 44%، مشيرة إلى تضرر البنى التحتية الصحية والتي تتطلب إعادة تأهيلها موارد هائلة”.
ويتواجد نحو 6.9 مليون نازح داخل سوريا منذ بداية الثورة السورية، وفق احصائيات منظمة الصحة العالمية WHO.
ويعيش 2.1 مليون نازح منهم في مناطق شمال غرب سوريا والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة والموالية لتركيا، وفق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري”.