رجّح البيت الأبيض أن أسباب زيادة الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا قد تكون مرتبطة بـ “مفاوضات فيينا” وذكرى مقتل القائد السابق لـ “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “جين بساكي” خلال مؤتمر صحفي أمس “لا يمكننا القول بالتحديد من شنّها أو لماذا تمّت، لا شكل أن ذلك قد يكون مرتبطاً بالمفاوضات في فيينا أو الذكرى السنوية للضربة على سليماني”.
وأضافت “لا نزال نعمل الآن على تحديد من يتحمل بالضبط المسؤولية وما هي النوايا، ولهذا السبب لا نمتلك أية استنتاجات تحليلية أخرى”.
وتعرضت عدة مواقع للتحالف الدولي منذ بداية العام الجاري لعدد من الهجمات في العراق وسوريا عبر طائرات مسيّرة، وقذائف صاروخية.
واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “جون كيربي” إيران بإطلاق الصواريخ بشكل متكرر على القوات الأمريكية.
وقال خلال حديث للصحفيين إن “القوات الأميركية تتعرض لتهديدات إضافية في العراق وسوريا من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، وجميع الأدلة تشير إلى أن الفصائل المدعومة من إيران هي التي أطلقت الصواريخ بشكل متكرر على القوات الأمريكية”.
وشهد مركز بغداد الدبلوماسي بمطار بغداد بداية العام الشهر الجاري هجوماً بطائرتين كُتب عليهما “عمليات ثأر القادة”، وهو مركز يضم قوات للتحالف الدولي.
وكشف بيان للتحالف الدولي عن تعرض قاعدتهم “القرية الخضراء” شرقي سوريا لثماني هجمات من قبل “ميليشيات تدعمها إيران، رد التحالف بـ 6 قذائف على مصادر النيران”.
وقال اللواء “جون دبليو برينان الابن” قائد قوات المهام المشتركة- عملية العزم الصلب “يواصل تحالفنا رؤية التهديدات ضد قواتنا في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران”.
وأضاف “هذه الهجمات هي إلهاء خطير عن مهمة تحالفنا المشتركة لتقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات الشريكة من الحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش”.
مفاوضات فيينا
تشهد عاصمة النمسا “فيينا” استمرار الجولة الثامنة من مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، الذي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (أميركا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الصين، روسيا).
ويهدف الاتفاق النووي إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران.
وتراجعت إيران تدريجياً عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينص عليها الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.
وتركز الجولة الحالية من المفاوضات على ثلاثة محاور أساسية، هي رفع العقوبات، والالتزامات النووية، والضمانات وآليات التحقق.
وتطالب إيران الدول الأطراف في الاتفاق النووي تنفيذ بند العقوبات أولاً وذلك بتقديم ضمانات رفع العقوبات الأمريكية واقتراحات أوربية لتنفيذ هذه الضمانات.
في حين تطالب الدول الأوربية المشاركة في الاتفاق وهي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) أن يتم تنفيذ المحاور الثلاثة بالتوازي دون تقديم أي محور على آخر.