كشفت منظمة حقوقية سورية، اعتقال النظام السوري لشاب فلسطيني، منذ نحو شهرين، لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي، بهدف زيارة عائلته.
و ينحدرالشاب المعتقل، من مخيم خان يونس بريف دمشق، ولم تعرف أسباب اعتقاله حتى الآن، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكشف المرصد، أن الشاب المُعتقل محتجز الآن في “الفرع 235″، والذي يعرف باسم “فرع فلسطين” سيء الصيت، و تديره مخابرات النظام السوري.
أكثر من أربعة آلاف ضحية فلسطينية في سوريا
تشير الأرقام الصادرة عن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إلى بلوغ عدد الضحايا الفلسطينيين في سوريا منذ انطلاق الثورة لـ4106ضحية.
وبلغ عدد المعتقلين حتى الآن نحو 1797 معتقلة ومعتقل، إلى جانب333مفقودة ومفقود، حسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
في الوقت الذي يعيش فيه أهالي مخيم اليرموك في وضع معيشي صعب، بعد أن تدمر الجزء الأكبر من المخيم، وفي ظل استمرار منع النظام السوري للاجئين الفلسطينيين من سكان اليرموك للعودة إلى منازلهم.
كابوس إعادة اللاجئين السوريين
تروج كل من روسيا والنظام السوري من أجل عودة اللاجئين السوريين، في سعي روسي لإعادة إنتاج النظام السوري، وإظهار البلاد المدمرة والتي تحكمها الميليشيات، على أنها بلد آمن.
وقامت الدنمارك فعلياً، بعملية الترحيل، بحق مجموعة من اللاجئين، حيث رفضت تجديد إقاماتهم، وتم نقلهم إلى مراكز احتجاز خاصة، تمهيداً لترحيلهم.
ودعا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام السوري فيصل المقداد، في تصريحات سابقة له اللاجئين السوريين إلى العودة و أنّ: “سوريا تسعى لاستعادة أبنائها وتدعوهم مجدداً للعودة والمساهمة في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب”.
وادعى المقداد إنّ “هناك دولاً غربية لا تريد عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم وتواصل عرقلة ذلك بكل الوسائل”.
وقال الحقوقي السوري الحاصل على ماجستير في العدالة الانتقالية والصراع “منصور العمري” للاتحاد ميديا” رغم التصريحات العلنية الموجهة للمجتمع الدولي بترحيب النظام السوري بعودة اللاجئين، إلا أنه على الأرض الواقع يمارس كل ما من شأنه منعهم من العودة، كاعتقال اللاجئين العائدين وإخفائهم وتعذيبهم حتى الموت. بالإضافة إلى الخطاب السائد للحكومة في وسائل الإعلام وبين الموالين لها هو أن من غادر هم خونة وعملاء للمعارضة، وأن الأولوية في الفرص والتوظيف والامتيازات لمن بقي في سوريا ليس لمن غادرها”.
وتابع العمري” تقرير منظمة العفو الدولية “الأمنستي” يكشف عن الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد مؤخرًا بحق اللاجئين، ويوجه رسالة قوية إلى حكومات وسياسيي الاتحاد الأوروبي الذين كانوا يحاولون إنشاء ونشر فرضية “سوريا آمنة”. يوضح التقرير أن الحرب ليست التهديد الوحيد الذي دفع السوريين لمغادرة بلادهم، لكن نظام الأسد نفسه وجرائمه الدولية هي السبب الأكبر”.
وأكد العمري أنّ التقرير “يثبت جدلية “التغيير السلوكي للأسد” الذي تعبر عنه بعض الدول، بما فيها الولايات المتحدة، ببساطة غير واقعي، أو حتى جاهل”.
ونشرت منظمة العفو الدولية، في 7/9/2021 تقريراً بعنوان “اذهب إلى الموت” قالت فيه أنّ: ” إن قوات الأمن السورية قد أخضعت مواطنين سوريين ممن عادوا إلى وطنهم بعد طلبهم اللجوء في الخارج للاعتقال والإخفاء والتعذيب، بما في ذلك أعمال العنف الجنسي”.
ووثق تقرير الأمنستي ” مجموعة من الانتهاكات المروّعة التي ارتكبها ضباط المخابرات السورية بحق 66 من العائدين، من بينهم 13 طفلاً. وكان من بين هذه الانتهاكات، التي وثقتها منظمة العفو الدولية خمس حالات لأشخاص لقوا حتفهم في الحجز إثر عودتهم إلى سوريا، في حين لا يزال مصير 17 ممن تم إخفاؤهم قسراً طي المجهول”.
وأكدت الأمنستي في تقريرها أنه “وفي الوقت الذي تفرض فيه عدد من الدول – من بينها الدنمارك والسويد وتركيا– قيوداً على حماية اللاجئين القادمين من سوريا، وتمارس الضغوط عليهم لحملهم على العودة إلى وطنهم، تثبت الإفادات المروعة الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية أنه لا توجد في سوريا أي منطقة آمنة لعودة اللاجئين. وقال بعض العائدين لمنظمة العفو الدولية إن ضباط المخابرات استهدفوهم بشكل صريح بسبب قرارهم بالفرار من سوريا، متهمين إياهم بعدم الولاء أو “الإرهاب”.
لامبالاة المجتمع الدولي بملف المعتقلين في سوريا
وقال العمري “بعد عقد على تجاهل المجتمع الدولي لقضية المعتقلين والمجزرة المستمرة بحقهم، لا أعتقد أن الظروف تغيرت نحو الأفضل لتدفع المجتمع الدولي لإيلاء أهمية لهذا الملف”.
واتهم العمري الولايات المتحدة الأمريكية بالبدء بإعادة تأهيل رئيس النظام السوري “بشار الاسد” قائلاً ” الاتجاه الحالي يقول أن الأسد مستمر وأن على الدول التعايش معه، يبدو أن هذه الجدلية هي التي ستفرض نفسها، وخاصة بعد جهود الولايات المتحدة مؤخراً وتحديداً سفيرتها في لبنان دوروثي شيا”.
وتابع العمري ” فبينما يتحدث كثيرون عن قيام الأردن والإمارات بإعادة تأهيل العلاقات مع الأسد، لا أرى الكثير من التعليقات على أن الولايات المتحدة هي الدولة التي بادرت بإعادة تأهيل الأسد بشكل حقيقي وفعال أكثر من أي دولة أخرى”.
وكشف العمري “صفقة الغاز التي رعتها ودفعت بها دوروثي شيا، هي حافز وحاضنة إعادة التأهيل الفعال للأسد. أدت جهودها إلى أول زيارات لمسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى إلى سوريا، ومسؤولين سوريين رفيعي المستوى إلى الأردن، ومحادثات وزيارات أخرى مع الدول المشاركة في خط أنابيب الغاز”.
” وبدأت الولايات المتحدة بمراجعة قانونها الخاص – قانون قيصر – لإيجاد سبل لتنفيذ صفقة الغاز، متجاهلة ملايين السوريين ضحايا الأسد بمن فيهم ملايين اللاجئين ومئات آلاف المعتقلين والمختفين. ستزود هذه الصفقة نظام الأسد بورقة جيوسياسية للسيطرة على الطاقة في لبنان ومواردها من الأردن ومصر، وستتطلب بالتأكيد تعاونًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا بين سوريا وتلك الدول”، قال العمري.
وأوضح عمري” هذه الصفقة هي إعادة تأهيل جماعي بطبيعتها، وهي أخطر خطوة نحو إعادة تأهيل الأسد إن تمت، وأكثر فاعلية بكثير من قيام دول مثل البحرين أو الإمارات بفتح سفارات في دمشق”.
وأكد العمري “استعادة الأسد علاقات جيدة مع دول الجوار سيشكل كابوساً للاجئين السوريين في تلك الدول، وهم الذين يعانون مسبقاً من استهداف حكومات تلك الدول وضغوطها عليهم”.