عاد شبح الخطف مجدداً إلى مدينة السويداء، التي سجلت 3 حالات خطف جديدة يوم الخميس الماضي، بحادثتين منفصلتين، بالرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذها النظام السوري في السويداء.
وقالت شبكة “السويداء 24” أنه “على طريق دمشق السويداء خطف مسلحون مجهولون الشابين محمد باسل بركات وينال بركات مساء يوم الخميس الماضي، بعد استدراجهما من محافظة حلب إلى السويداء عبر إعلان مزور على فيسبوك يدعي وجود سيارة للبيع بسعر رخيص”.
وتابعت الشبكة نقلاً عن مصادر، أن “الشابان محمد وينال كان يرافقهما رجل مسن مقرب منهما، وقد تركه المسلحون على قارعة الطريق قرب قرية أم الزيتون بعدما خطفوا الشابين”.
وخطف مسلحون مجهولون، شخصاً آخر يدعى “صياح زريق” من أبناء قرية القصر، شمال شرق السويداء صباح يوم الخميس الماضي أيضاً، أثناء عودته إلى قريته عبر دراجة نارية، وفق شبكة “السويداء 24”.
وأضافت الشبكة أن “المسلحون أطلقوا سراح صياح يوم أمس الجمعة شرقي قرية الحقف واكتفوا بسلب دراجته ومبلغ مالي كان بحوزته”.
تدابير أمنية للنظام السوري في السويداء
اتخذت قوات النظام السوري إجراءات أمنية جديدة أواخر العام الماضي في السويداء، إذ أرسلت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة.
ووفقاً لناشطين فإن “تلك التعزيزات هدفها فرض سطوة أمنية على الأهالي وتعزيز قوتها بعد مجموعة من الأحداث والتوترات الأمنية بين قوات النظام السوري من جهة وفصائل محلية مسلحة من جهة أخرى”.
وتتخذ قوات النظام وأجهزته الأمنية إجراءات تدريجية جديدة، تهدف إلى توسيع انتشاره في المدينة وعلى طريق دمشق، لكن تلك التعزيزات والتدابير لم تقف بوجه عصابات الخطف التي يجد بعض أهالي السويداء أن “النظام السوري متورط بتشكيل قسم كبير منها”
ويُرجع ناشطون حالة الفلتان الأمني لمخابرات النظام السوري، وميليشيات تعمل لصالح شعبة المخابرات الجوية وقوات “الدفاع الوطني”، والتي تقوم بتجنيد أفراد من المدينة ومدهم بالسلاح والمال والنفوذ الأمني، مقابل تنفيذ عمليات الاعتقال أو الخطف داخل المدينة.
وغالباً ما تكون عمليات الاختطاف بهدف تحصيل فدية مالية، وإما لأهداف أُخرى كأعمال انتقامية بسبب الولاء والانتماء السياسي.
في عام 2021 .. 140 حالة خطف و134 حالة قتل في السويداء
أصدرت شبكة “السويداء 24” المعنية بشؤون محافظة السويداء وريفها، تقريرين إحصائيين عن عدد حالات الخطف والاختفاء والاعتقال والقتل التي جرت بالمحافظة، خلال عام 2021.
وقالت الشبكة أنه “في عام 2021 تعرض 140 مدنياً للانتهاكات من عمليات خطف واحتجاز قسري واعتقال تعسفي، في ظروف مختلفة”.
وأشار التقرير إلى أن “من ضمن 140 مدنياً تم توثيق انتهاكات ضدهم العام الماضي، 132 ذكراً، إضافة إلى 2 من الإناث، و5 أطفال، ومسنٌ واحد يتجاوز عمره 70 عاماً”.
ونشرت الشبكة تقريراً آخر، تحدثت فيه عن مقتل 134 شخصاً، وإصابة 90 أخرين بجروح، على إثر حوادث عنف متفرقة شهدتها المحافظة خلال 2021.
وقال التقرير أنه “تم تسجيل 117 قتيلاً من المدنيين، بينهم 96 ذكور بالغين، و12 إناث بالغات، و4 أطفال ذكور، و5 أطفال إناث دون سن الخامسة عشر”.