خسائر كبيرة.. مزارعو الساحل السوري يمتنعون عن قطف ثمار الحمضيات

أعزف عددٌ من مزارعي الحمضيات في الساحل السوري، عن قطف ثمارهم ومحاصيلهم الزراعية لهذا العام، بسبب تدني ثمنها وارتفاع أجور قطافها وتسويقها بشكل كبير، لتبقى على الأشجار حتى الآن.

والتقت “الاتحاد ميديا”، بمجموعة من المزارعين في ريفي اللاذقية وطرطوس، والذين أجمعوا على أن “الموسم خاسر هذا العام، بعد تدني ثمن شرائه من قبل التجار لحدود الـ 100 ليرة سورية (0.04 دولار أميركي) لبعض الأنواع”.

وقال أحد المزارعين من محافظة اللاذقية أن “أجر عامل القطاف الواحد يبلغ 15 ألف ليرة سورية في اليوم (5 دولار تقريباً)، في حين يبلغ أجره 20 ألف ليرة (7 دولار تقريباً) في حال كان هناك مسافة سير ونقل ضمن الحقل أو البستان باتجاه سيارة الشحن”

وأكد المزارع على أن “الموسم سيكون خاسراً، لكن البعض لم يقطفوا الثمار حتى الآن أملاً بتحسن السعر، لكن هذه العملية تطبق فقط على الأصناف التي تحتمل التأخير”

وأشار أحد المزارعين من محافظة طرطوس إلى أن “أجور القطاف اليومية للعامل تبلغ في حدها الأدنى 10 آلاف ليرة سورية  (3 دولار تقريباً)، في حين تصل تكلفة شحن البضاعة ضمن سيارة “السوزوكي” (سيارة شحن صغيرة) إلى 75 ألف ليرة سورية (22 دولار أميركي تقريباً).

وتابع المزارع أن “العبوات البلاستيكية التي يوضع ضمنها المحصول أصبح سعرها مرتفعاً جداً، وإذا قرر المزارع بيع المحصول بأكياس نايلون مثلاً لن يرضى التاجر بشرائها بنفس السعر”، مضيفاً أن ” الموسم خاسر بالتأكيد، والقبضاي يلي بيطلع راس بعب”.

ووجد أحد المزارعين من مدينة جبلة أن “الحلول المتبقية لدى المزارع هي أما أن يقوم بـ”تضمين” أرضه بأسعار زهيدة تصل إلى إلى 150 ليرة سورية (0.04 دولار) فقط للكيلو الواحد من الحمضيات بأفضل الأحوال، وهو ما يجده أصحاب بعض معامل صناعة العصائر فرصة لشراء المحصول بأسعار زهيدة”

ونوه المزارع إلى أن “هذه العملية دفعت بالمزارعين لترك الليمون والحمضيات على الأشجار، وعدم بيعها لأصحاب المعامل والتجار بهذا السعر”.

إنتاج الحمضيات في سوريا خلال 2021 و 2022

انخفض إنتاج الحمضيات في مناطق سيطرة النظام خلال موسم 2021- 2022 بنسبة 27.3% عن إنتاج السنوات الخمسة الماضية.

وقال رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، التابع لحكومة النظام، حكمت صقر، أن “إنتاج الحمضيات لهذا الموسم يقدر نحو 570 ألف طن، بمعدل منخفض عن مواسم سابقة كانت تصل إنتاجيتها إلى 850 ألف طن”.

وأوضح حمدان أن هنالك انخفاضا واضحًا بين المتوسط العام لإنتاج الحمضيات خلال فترة 2016- 2021،  إذ انخفض الإنتاج الإجمالي في اللاذقية بنسبة 31.7%، وفي طرطوس بنسبة 12%، وفي سوريا ككل بنسبة 27.3% عن الأعوام الخمسة الماضية.


وبيّن “صقر” أن “التردي بالإنتاج سببه عوامل الطقس وعدم توفير مستلزمات الإنتاج على رأسها الأسمدة ومياه الري”، وفق ما قال لصحيفة الوطن التابعة للنظام.

ويتم التسعير وفق التصنيف كنخب أول وثان وثالث، يبدأ من سعر 200 ليرة (0.08 دولار) حتى 1000 ليرة (25 سينت أميركي) للكيلو حسب النوع والجودة سواء “أبو صرة أم كرمنتينا” وغيرها.

وأعلن رجل الأعمال المقرب من النظام السوري والمعاقب دولياً، “سامر فوز” عام 2019، حصوله على رخصة لإنشاء معمل عصائر في الساحل السوري.

ووضع في عام 2015، حجر أساس إنشاء معمل العصائر بمدينة اللاذقية، إلا أنه لم يبصر النور، لتأتي تصريحات وزير صناعة النظام “زياد صباغ” بأن “معمل العصائر في الساحل غير مجدٍ اقتصادياً”.

وبرر “صباغ” عدم لدوى الاقتصادية حينها، بأن “الحمضيات في الساحل لا تصلح للعصير وإنما هي حمضيات مائدة.”

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد