تواصل فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، عمليات تدمير وجرف ما تبقى من تل الشيخ عبد الرحمن الأثري، في مدينة عفرين المحتلة، بحثاً عن اللقى والكنوز المدفونة وتهريبها من عفرين إلى تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، تواصل تدمير وجرف تل الشيخ عبد الرحمن الأثري، الذي يقع جنوب غربي مدينة عفرين”.
وأشار المرصد إلى أن “التل الذي يتبع إدارياً لناحية جنديرس، لم تجر فيه أي تنقيبات أثرية قبل سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على مدينة عفرين”
وتقدر المساحة التي تم تجريفها بواسطة الآلياتِ الثقيلة سفح التل (27000) م، وفقاً للمرصد السوري، كما طالت أعمال التخريب قطع الأشجار الزيتون المحيطة بالتلة الأثرية المسجلة لدى المديرية العامة للآثار السورية.
وتستمر فصائل الجيش الوطني بعمليات تدمير التلال الأثرية الأخرة، كـ “تل عقرب” الأثري الواقع بين قريتي إسكان وجلمة في ناحية جنديرس 20 كيلومتر جنوبي مدينة عفرين، وهو من التلال المسجلة في قيود الآثار السورية أيضاً.
وطالت أعمال التخريب سفح التل والأراضي المحيطة بها وتقدر المساحة التي تم تدميرها بحوالي 18000 متر مربع.
عشرات المواقع تعرضت للتخريب والسرقة
تعرضت المواقع الأثرية في المناطق التابعة لمدينة عفرين، منذ احتلالها من قبل الفصائل الموالية لتركيا في آذار/ مارس 2018 لعمليات نهب وتخريب مستمرة، بغية إيجاد كنوز أو آثار يتم تهريبها خارج البلاد.
وبدأت هذه الانتهاكات مع بداية احتلال هذه الفصائل لمدينة عفرين والمناطق المحيطة بها، وذلك بحفر وتنقيب المناطق الأثرية بآليات كبيرة وسرقتها.
واتهم السفير الروسي “فيتالي تشوركين” في نيسان/ أبريل 2016 الإسلاميين بسرقة آثار تقدر أرباحها بـ 150 – 200 مليون دولار سنوياً، خلال كلمة له في مجلس الأمن الدولي.
وأشار “تشوركين” حينها إلى أن “المتطرفون يقومون بتهريب التحف الأثرية في سوريا والعراق بشكل رئيسي عبر الأراضي التركية، وأن أكبر مركز لتهريب التراث الثقافي هو مدينة غازي عنتاب التركية”.
وشملت أعمال النهب والتخريب التي طالت المواقع الأثرية من قبل الفصائل الموالية لتركيا العديد من المواقع والأوابد الأثرية في منطقة عفرين والقرى المحيطة بها.
وشهد موقع عيندرا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 أحد أشهر السرقات الأثرية حين اختفى أحد الأسود البازلتية السوداء، التي كان يشتهر بها موقع عيندارا الأثري.
وقامت الفصائل الموالية لتركيا بإغلاق الموقع أمام الأهالي، وحولته لموقع عسكري، وفق وسائل إعلامية ومراكز رصد الانتهاكات.
وتعرض موقع ضريح النبي “هوري – سيروس” في ناحية شيران، أحد أشهر المواقع الأثرية في عفرين، للنبش والتخريب بحثاً عن الكنوز من قبل مسلحي لواء “صقور الشمال” بداية احتلال عفرين في 2018، وفق معلومات أفاد بها المرصد السوري.
ووثق مركز توثيق الانتهاكات عملية النبش في مزار “الشيخ حميد” العائد للإيزيديين في قرية “قسطل جندو” من قبل الفرقة 23 في عام 2018، وقام الفصيل نفسه بتدمير قبة مزار “بارسه خاتون” في القرية نفسها.
وينتشر في جغرافيا عفرين أكثر من 80 تلَّاً أثرياً، منها 37 مُسجّلا لدى المديرية العامة للأثار السورية بالقرار 244/ الصادر سنة 1981، وحوالي 45 تلاً غير مسجل تم إحصائه أيضاً وفقاً لباحثين من المنطقة.