قالت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية أن السلطات القضائية في السويد وفرنسا شكلت “فريق تحقيق مشترك لدعم الإجراءات المتعلقة بالجرائم الدولية الأساسية التي ارتكبها مقاتلون إرهابيون أجانب ضد السكان الإيزيديين في سوريا والعراق”.
وأشارت الوكالة إلى أن الهدف الرئيسي لفريق العمل المشترك سيكون “تحديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين تورطوا في الجرائم الدولية الأساسية، مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، والتي ارتكبت في المقام الأول ضد أفراد الأقلية اليزيدية أثناء النزاع المسلح في سوريا والعراق، في ضوء الملاحقة القضائية المحتملة.
ونوهت الوكالة بأن فريق العمل المشترك سيُركز أيضاً على “تحديد الضحايا والشهود على هذه الجرائم التي ارتكبها المقاتلون الإرهابيون في سوريا والعراق”.
وأضافت “يمكن أن تساعد يوروجست أيضاً دول فريق التحقيق في تحديد أنسب الاختصاص القضائي للمقاضاة وتقديم المشورة لمنع الإجراءات القانونية المتعددة ضد الجناة لنفس الجريمة، وبالتالي تجنب خرق ما يسمى مبدأ عدم المحاكمة على الجرم مرتين”.
وستتعاون السلطات المشاركة في فريق التحقيق المشترك مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش وفقاً لتفويضه.
وصادق البرلمان البلجيكي، الخميس الماضي، بالإجماع على نص قرار يعترف فيه بتعرض الأقلية الإيزيدية في العراق لـ”الإبادة الجماعية” من قبل مسلحي تنظيم الدولة “داعش”.
وهذا القرار غير الملزم يدعو الحكومة الفدرالية إلى ملاحقة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم والسعي إلى تبني مجلس الأمن قرار إحالة هذه الجرائم إلى محكمة دولية.
هجوم داعش على شنكال 2014 .. “الفرمان الـ74”
وقتل نحو 1200 إيزيدي ، واختطف وسبي أكثر من 6 آلاف آخرين خلال على يد مسلحي تنظيم الدولة “داعش عام 2014، في اجتياح التنظيم لمنطقة شنكال/ سنجار في كردستان العراق.
وتعمل مؤسسة (البيت الايزيدي) على البحث عن الأطفال والنساء الإيزيديين في مختلف المناطق التي كانت تحت حُكم تنظيم داعش في أرياف الحسكة ودير الزور ومدينة الرقة وأريافها ومخيم الهول شمال شرقي سوريا لاستعادة الأطفال والنساء اللذين اختطفهم عناصر التنظيم عند اجتياح شنكال عام 2014.
وتمكنت المؤسسة من التعرف على العشرات من المخطوفين لا سيما الأطفال الذين باتوا فتية وشباناً منذ ذلك الوقت، اذ تتركز عمليات البحث في مخيم الهول الذي يضم عوائل تنظيم داعش من النساء والأطفال.
قسد تطالب الدول باستعادة مواطنيها
واعتقلت قوات سوريا الديموقراطية خلال المعارك التي خاضتها ضد تنظيم الدولة “داعش” المئات من المقاتلين الأجانب غير السوريين والعراقيين من جنسيات عدة أبرزها البريطانية والفرنسية والألمانية.
و طالبت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، في أكثر من مناسبة، الدول المعنية، باستعادة مواطنيها المنتمين إلى تنظيم داعش، ذلك أن الإدارة الذاتية تعاني من تكاليف هذه العائلات على المستوى المادي والأمني، في ظل غياب المؤسسات الدولية التي تتولى عملية الإنفاق عليهم.
وزادت أعداد المقاتلين الأجانب المنتمين لتنظيم داعش، في معتقلات قوات سوريا الديمقراطية، بعد معركة الباغوز، آخر معاقل التنظيم في سوريا، إذ أقدم المئات من مقاتلي التنظيم على تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الأمر الذي فاقم المسؤوليات على الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا لما لهذا الأمر من تبعات أمنية.