كشف مواطنون من محافظة اللاذقية للاتحاد ميديا أنهم “يفكرون في نقل اطفالهم من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة، بسبب تدهور الوضع التعليمي في المدارس الحكومية بشكل كبير جداً”.
وشكل ازدحام الفصول الدراسية “الشُعَب” في اللاذقية معاناة إضافية وفقا لوالد أحد الطلبة: ” الفصول الدراسية لأطفالهم في المدارس الحكومية في اللاذقية ممتلئة، ووصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى 70 طالباً، حيث يجلس كل أربعة أطفال سوياً في المقعد الدراسي”.
واعتبر أحد اولياء أمور التلاميذ في مدرسة “عماد الدين ديب الابتدائية” أن المناهج الدراسية ضخمة ” لا يكترث المعلمون بمدى فهم الطالب للمعلومة، بالعكس يعمدون إلى تعقيد أي معلومة بسيطة، وذلك بهدف تدريسهم في المنزل وأخذ أكثر من 3000 ليرة سورية على الساعة الدراسية الواحدة والذي يعادل دولار واحد تقريباً”.
وذكرت والدة أحد الطلاب في مدرسة “فارس معروف صبيح” في اللاذقية أنّ الأنشطة الدراسية تقتصر على “طلائع البعث، ولا يوجد في المدرسة أي مخابر علمية، ولا تُستخدم التكنولوجيا كطريقة للتدريس، بل يُكتفى بأسلوب التدريس القديم وهو التحفيظ”.
وانتقد أولياء أمور طلبة في مدارس مختلفة في أنحاء اللاذقية من عدم توفير أي وسيلة تدفئة للأطفال في ظل هذا الطقس البارد، إضافة إلى “تكديس الطلاب بجانب بعضهم البعض دون الالتزام بالإجراءات الصحية المفروضة”.
أما عن مستوى نظافة المدارس في محافظة اللاذقية فهو دون الصفر، وفقا لوصف أولياء الأمور إضافة لشكواهم من “واقع المراحيض وحمامات المدارس في اللاذقية مؤسف”، وهو ما يعرّض صحة أبناءهم للخطر خاصة في ظل وباء كورونا.
مدراء مدارس اللاذقية يسرقون إعانات الـUN
ذكر أحد أولياء الأمور الذي رفض ذكر اسمه حرصاً على ابنه الذي يدرس في مدرسة “جعفر الصادق” في اللاذقية لـلاتحاد ميديا: “أنّ المسؤولين في المدرسة يعملون على سرقة إعانات الأمم المتحدة المقدمة إلى المدرسة، من حقائب وأقلام، وحتى الحليب”.
وقال آخر وضع ابنه في مدرسة “حمزة صقر” : “سرقوا كل إعانات الـUN من أطفالنا، ووزعوا عليهم بعض البسكويت الذي تبين أنّه منتهي الصلاحية، ولا يصلح إلا للرمي في القمامة”.
ووافق الكثير من أولياء أمور طلاب في مدارس مختلفة في اللاذقية، على أنّ مدراء المدارس يعملون على سرقة الإعانات وبيعها في أماكن أخرى، ودون أي خجل وأمام مرأى الجميع.
الانتقال إلى المدارس الخاصة في اللاذقية
انتقل بعض أبناء الطبقة الغنية في اللاذقية وأبناء رجال الأعمال، وأبناء العائلات “ذات العلاقات مع الجهات الأمنية” إلى المدارس الخاصة في المنطقة، لعدم قدرتهم على تحمل وجودهم في مدارس سيئة كالمدارس الحكومية.
وكانت “مدرسة واحة الشام الخاصة” هي المدرسة الأكثر استقطاباً لذوي الثروات الهائلة في اللاذقية، خاصة لأفراد عائلات “الأسد”، و”مخلوف”، و”شاليش” وغيرهم، وبلغ قسطها السنوي 1850000 ليرة سورية أي ما يعادل 550 دولاراً تقريباً.
أما المدرسة الثانية فهي “مدرسة الغريب”، والتي بلغ قسطها السنوي 1750000 ليرة سورية أي ما يعادل 530 دولاراً تقريباً.
وجاءت مدرسة “أجيالنا” الخاصة في المرتبة الثالثة بين المدارس الخاصة الأكثر استقطاباً للعائلات الثرية، بقسط سنوي وصل إلى 1450000 ليرة سورية أي ما يعادل 415 دولاراً امريكياً.