مددت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، إلى تموز/يوليو من العام الجاري.
وجاء قرار تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود لسوريا، بحكم الأمر الواقع لمدة ستة أشهر من دون تصويت جديد في مجلس الأمن، حسب فرانس برس.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي: “إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود أمر ضروري، ونحن بحاجة إلى نقل المساعدات عبر الحدود وخط الجبهة، هذه عناصر أساسية بالنسبة إلينا لنكون قادرين على تلبية الحاجات الإنسانية لجميع السوريين”.
وبموجب قرار التمديد، يتم تمديد تطبيق القرار لمدة ستة أشهر حتى تموز/يونيو 2022 مالم تطلب روسيا التصويت عليه في مجلس الأمن.
وانتهت، أمس الاثنين، الفترة الأولى من قرار تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.
وربط المجلس قرار التمديد بتقديم الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” تقريره حول مسألة عبور المساعدات، حسب وكالة فرانس برس.
الفيتو الروسي يحرم المديين في شمال وشرق سوريا من المساعدات
وتبنى مجلس الأمن الدولي، في تموز/يوليو 2021، بالإجماع قراراً يمدد لستة أشهر، قابلة للتجديد وفق شروط، آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عير الحدود ومن دون موافقة دمشق، وذلك قبل يوم من انتهاء مهلة القرار السابق.
وعدلت كل من النرويج وإيرلندا المشروع المشترك الذي كان قدمتاه للمجلس، والذي كان يضم معبري “باب الهوى” وتل كوجر/اليعربية، لكن بسبب الرفض الروسي بإلغاء معبر تل كوجر/اليعربية، حذفت المعبر الأخير من المشروع.
وفشل مجلس الأمن، في حزيران/يونيو من العام الجاري، في إقرار مسودة مقدمة من ألمانيا وبلجيكا بسبب اعتراض روسيا والصين.
واستخدمت كل من روسيا والصين، حق النقض الفيتو” في العام 2019، لإفشال مشروع قانون يسمح بدخول المساعدات عبر معابر من ضمنها تل كوجر/اليعربية.
وقالت نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبير إيليا أن” لإغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية الحدودي بفيتو روسي- صيني عدّة تداعيات سلبية على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يعيش ضمن المنطقة قرابة 5 مليون نسمة، ونمر بأزمة اقتصادية”.
أكثر من مليون نازح دون مساعدات!
وناشدت الإدارة الذاتية في تموز/يوليو الماضي، عبر بيان لها، المجتمع الدولي بفتح معبر تل كوجر/اليعربية، وإدخال المساعدات عبره.
تعاني مناطق شمال وشرق سوريا من وضع انساني صعب من كافة النواحي وخاصة بعد الهجمات التركية الأخيرة، إن وجود حوالي خمسة ملايين نسمة في مناطق الإدارة الذاتية واستمرار حالة الحصار المفروضة تنذر بعواقب وخيمة من الناحية الإنسانية.
وقال البيان “بذلت الإدارة الذاتية جهوداً كبيرة للحصول على الدعم الأممي والدولي كون الوضع الإنساني منفصل عن الأمور الأخرى، وهو من أهم المسؤوليات الأساسية للأمم المتحدة ومؤسساتها، ولكن دون أي استجابة حقيقية”.
وتابع البيان” يشكل معبر تل كوجر ( اليعربية ) شرياناً أساسياً للحياة في شمال وشرق سوريا، وقد جاء قرار إغلاقه بفيتو روسي-صيني مشترك بتاريخ الثامن من حزيران عام 2020 والذي كان بمثابة دعم لسياسات الحصار المتبعة ضد الشعب في المنطقة، وكذلك شكّل القرار تهديداً آخر للمكاسب التي حققها شعبنا بدعم من التحالف الدولي ضد داعش، بحيث باتت مهددة بشكل كبير”.
وأضاف البيان “إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة فصل الوضع الإنساني عن المصالح السياسية لبعض الدول، والمساهمة في إنقاذ شعبنا المحاصر من خلال دعم جهود فتح هذا المعبر، علماً أن فتح المعبر سيعيد تصحيح مسار المسؤوليات الأممية والدولية تجاه شعبنا”.
ويعيش في شمال وشرق سوريا، إضافة للسكان الأصليين، أكثر من مليون نازح ومهجر، يتوزعون على 15 مخيماً رسمياً، ولا يحصلون على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة منذ منتصف عام 2019، حسب تقارير حقوقية وإعلامية.
ما هي آلية إدخال المساعدات عبر الحدود؟
تعتبر آلية تنفيذية لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2139، المتخذ بالإجماع في 22 فبراير 2014، المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بعد نحو شهرين من المداولات داخل أروقة الأمم المتحدة حول مشروع القرار الذي تقدمت به الأردن ولوكسمبرغ وأستراليا.
وحمّل القرار النظام السوري ” مسؤولية انتهاكات واسعة النطـاق لحقوق الإنـسان والقـانون الإنـساني الدولي، وضمان سـلامة وأمـن موظفي الأمم المتحدة، وتيسير دخول المساعدات” إلا أنه لم يحمل حينها أي إشارة إلى عقوبات في حال عدم التنفيذ أو حتى تلويح بها.
وكانت المساعدات تدخل سوريا عبر أربعة معابرة هي تل كوجر/اليعربية على حدود العراق، والرمثا من الأردن، وباب السلام وباب الهوى من تركيا.