حزن أميركي والأمم المتحدة تصفه بالجريمة الـ “البغيضة.. استنكاراً لاغتيال باسم محمد المسعف في الهلال الأحمر الكردي

شُيّع اليوم الخميس، جثمان المسعف في الهلال الأحمر الكردي “باسم محمد” إلى مثواه الأخير، في مدينة الحسكة.

وفقد “محمد” حياته، في هجوم لمسلَحَين، على نقطة طبية للهلال الأحمر الكردي داخل مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي، يعتقد أنهم من الخلايا النائمة لتنظيم الدولة داعش.

وطعن مسلح آخر، عامل في الصليب الأحمر الدولي، داخل المخيم، دون ورود تفاصيل عن الخبر، حسب مصادر محلية

حزن أميركي عميق


وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، اليوم الخميس أنه:  “لا يزال الحفاظ على الأمن وتحسينه في مخيم الهول وحوله وغيره من المخيمات في المنطقة أمراً ضرورياً لسلامة سكان المخيم ومعظمهم من الأطفال وعمال الإغاثة الذين يسهلون وصول المساعدات الإنسانية الأساسية”، وفقاً لقناة الحرة الأميركية.

وأعرب المتحدث عن” الحزن العميق، إثر الهجمات التي استهدفت العاملين في مجال الرعاية الصحية في مخيم الهول بريف الحسكة”، وذلك في أول تعليق للخارجية الأميركية على حادث اغتيال المسعف في الهلال الأحمر الكردي “باسم محمد”.

ونقلت قناة الحرة الأميركية عن المتحدث باسم الخارجية قوله : “نعمل مع الشركاء الإنسانيين الدوليين والسلطات المحلية لتحقيق الاستقرار وتحسين الظروف في المخيم ونواصل العمل مع المجتمع الدولي لتسهيل الحلول الدائمة لجميع السكان هناك”.

وعلقت السفارة الأميركية في دمشق على حادثة اغتيال “محمد” عبر صفحتها على الفيس بوك قائلةَ: “نشعر بحزن عميق جراء الهجمات الأخيرة ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية في مخيم الهول في سوريا”.

وتابعت السفارة الأميركية ” إن العاملين في المجال الإنساني ليسوا هدفاً و يجب حمايتهم، ما نزال نشعر بالقلق إزاء العنف في مخيم الهول و التهديدات التي يتعرض لها سكان المخيم وعمال الإغاثة”.

إيقاف عمل المنظمات داخل المخيم

وعلقت العديد من المنظمات العاملة في مخيم  الهول، عملها، نتيجة الوضع الأمني داخل المخيم، وفقاً لتصريحات إعلامية لخالد إبراهيم المسؤول في مكتب شؤون المنظمات في الإدارة الذاتية.

وبحسب مصادر للاتحاد ميديا، فإن نحو “13 منظمة محلية ودولية تعمل داخل المخيم، علقت عملها داخل المخيم، خوفاً على أمن موظفيها”.

وتعمل في المخيم مجموعة من الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية في المخيم، منها الهلال الأحمر الكردي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.

الأمم المتحدة تنعي “باسم محمد”

ونشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بياناً، اليوم الخميس، أعربت فيه عن حزنها، إزاء حادث الاغتيال المسعف في الهلال الأحمر الكردي، ليلة أمس.

وجاء في البيان “أعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لسوريا، السيد عمران رضا، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، السيد مهند هادي، عن حزنهما لوفاة عامل إغاثة سوري بشكل مأساوي في هجوم مسلح وقع في إحدى المناطق السورية، في مرفق مخيم الهول الصحي”.

وتابع البيان ” ووفقًا للتقارير، في 11 كانون الثاني / يناير، دخل فرد مسلح إلى المرفق الصحي وقتل موظفًا في منظمة إغاثة محلية تدار بالاشتراك مع منظمة غير حكومية. هذا الهجوم البغيض هو تذكير بأن الوضع الأمني ​​في شمال شرق سوريا لا يزال غير مقبول”.

وأضاف البيان ” نيابة عن المجتمع الإنساني بأكمله في سوريا، يرسل السيد رضا والسيد هادي يقدمان خالص التعازي لأسرة وأصدقاء وزملاء الضحية ويدعوان جميع الأطراف ذات التأثير إلى ضمان التدابير الأمنية المناسبة للسماح للمساعدات الإنسانية بالاستمرار في تسليمها بطريقة آمنة وفعالة”

 وتطرق البيان إلى زيادة حالات العنف في المخيم “على مدار العام الماضي، شهد مخيم الهول زيادة كبيرة في أعمال العنف بين السكان، مع الإبلاغ عن مجموعة من الهجمات المروعة. منذ يناير 2021 حتى الآن، تلقت الأمم المتحدة تقارير عن مقتل 90 سوريًا وعراقيًا في المخيمات، بما في ذلك عاملَين في المجال الإنساني على الأقل”.

وأكد البيان الاستمرار في تقديم المساعدات للمخيم “مخيم الهول، وهو أكبر مخيم للاجئين والنازحين داخليًا في سوريا، من حوالي 56000 شخص – أكثر من نصفهم تحت سن 18 عامًا. تظل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى ملتزمة بتعبئة وتقديم المساعدات الأساسية المنقذة للحياة والمساعدات الأساسية للمخيم”.

وشدد البيان على ضرورة توفيق الأمن في المخيم كشرط لاستمرار تقديم المساعدات “ولكن لا يمكنها القيام بذلك بشكل فعال إلا عندما يتم اتخاذ خطوات لمعالجة قضايا السلامة المستمرة”.

مخيم الهول..عنف متزايد رغم الحملات الأمنية المتكررة

وشنت قوات الأمن الداخلي “الآسايش” خلال سنة 2021 عدة حملات أمنية، بهدف ضبط الأوضاع الأمنية في المخيم، وعثرت قبل أيام على نفق داخل المخيم.

وبلغ تعداد جرائم القتل في المخيم العام الماضي 75 جريمة، 13 منها جرت خلال الشهر الأول، و10 جرت في الثاني، و17 في الشهر الثالث.

وأسفرت الجرائم عن مقتل 81 شخصاً، هم: عنصران من الآسايش، و61 من اللاجئين العراقيين بينهم 3 أطفال و17 امرأة، و18 من حملة الجنسية السورية بينهم طفل وطفلة و5 نساء و ”رئيس المجلس السوري” في المخيم.

يضم مخيم الهول حسب الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها وكالة هاوار، في  كانون الأول الجاري، 57460 شخصاً، جلهم نساء وأطفال، ضمن 15603 أسر، بين “عراقيين، سوريين، ونسوة وأطفال عناصر داعش الأجانب يصل تعدادهم إلى 8555، ضمن 2529 أسرة، من 54 جنسية”.

و شهد مخيم الهول خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي 10 عمليات قتل نفذها مجهولون يعتقد أنهم من خلايا تنظيم داعش.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد