أعلنت السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، اليوم الجمعة، أنها التقت برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وقالت انها “نقلت له رسالة رسمية من وزارة الخزانة الأميركية، أجابت عن بعض الهواجس لدى السلطات”، بخصوص الحصول على الطاقة عبر سوريا دون التعرض للعقوبات الأميركية، المفروضة على النظام السوري.
وأضافت السفيرة في بيان نشره موقع السفارة، أن المسؤولين اللبنانيين “أرادوا التأكد أنه من خلال السعي لتحقيق اتفاقات الطاقة الإقليمية التي سهلتها وشجعتها الولايات المتحدة بين لبنان ومصر والأردن لن تكون هناك مخاوف من قانون العقوبات الأميركية”.
وأكدت شيا أن “الرسالة التي تم تسليمها تمثل زخماً نحو الأمام وحدثاً رئيسيا بينما نواصل إحراز تقدم لتحقيق طاقة أكثر أمنا ونظافة واستدامة من أجل المساعدة في معالجة أزمة الطاقة التي يعاني منها الشعب اللبناني”.
خط الغاز العربي
و تم الاتفاق على إنشاء خط الغاز العربي في العام 2000، لتصدير الغاز إلى أوربا، على أن يبلغ الطول الإجمالي للخط عند إتمامه، 1200 كيلومتر بتكلفة قدرها 1.2 مليار دولار وينقل 10.3 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً.
وحسب الاتفاق فإن مسار الخط يمر من مصر، إسرائيل، الأردن، سوريا، لبنان، والنهاية في تركيا. أما اتجاهه العام فكان من العريش عبر العقبة، عمان، الرحاب، دير علي، دمشق، بانياس، حلب إلى حمص، طرابلس، (كيليس)، حسب صحيفة النهار اللبنانية.
لكن توقف العمل به، مع بداية الثورة السورية، ليعاد الحديث عنه، في العام الماضي، حين اتفق وزراء الطاقة والنفط في الأردن ومصر وسورية ولبنان، لإمداد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي..
واتفق الوزراء الأربعة على إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال “خط الغاز العربي”.
وفد لبناني في دمشق بعد عقد من الزمن
وزار وفد لبناني في 4 أيلول /سبتمبر الماضي، برئاسة نائب رئيس الحكومة اللبنانية زينة عكر، دمشق، في زيارة هي الأولى بعد عشر سنوات منذ اندلاع الثورة السورية.
و التقى الوفد اللبناني، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ووزير النفط والثروة المعدنية، بسام طعمة، ووزير المالية، كنان ياغي.
و أعلن، حينها، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري، عقب المحادثات التي عُقدت بين الجانبين، أن دمشق وافقت على طلب الجانب اللبناني بتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان، لافتاً إلى أن البلدين اتفقا على متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فريق فني مشترك بذات الشأن.
دعم أمريكي واستثناء للبنان من العقوبات
وتدعم الولايات المتحدة، الخطة التي من المقرر أن تدعم لبنان في مجال الطاقة من حيث توفير الغاز الطبيعي والكهرباء، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها لبنان.
وتأتي الرسالة التي نقلتها السفيرة الأميركية، كتأكيد من الجانب الأميركي على أنه سيستثني لبنان من العقوبات المفروضة على النظام السوري بموجب قانون “قيصر”.
وستضمن المساندة الأمريكية للبنان، حصوله على دعم من الجهات المانحة لتمويل إصلاح البنى التحتية ودفع ثمن الغاز المصري حسب مركز المستقبل للدراسات.
فرصة للنظام السوري
ويجد النظام السوري، في الاتفاقية الجديدة، والتغاضي الأميركي، لا بل دعمه للمشروع، فرصة لانتشاله من الانهيار الاقتصادي التي تعيشه البلاد.
وأعلن وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري “بسام طعمة” في أيلول/سبتمبر الماضي،، أن خط الغاز العربي جاهز داخل سوريا لنقل الغاز المصري إلى لبنان.
وكشف طعمة في تصريح لوكالة سانا أن ” سوريا ستحصل على كميات من الغاز مقابل مروره عبر أراضيها بموجب الاتفاقيات الموقعة ما ينعكس بالفائدة على عمليات توليد الطاقة الكهربائية في البلاد”.