شبكة الصحفيين الكرد السوريين لـ الاتحاد ميديا: قرار إيقاف مراسل الوكالة الفرنسية من قبل الإدارة الذاتية انتهاك يخالف قانون الإعلام

قال مسؤول مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكرد السوريين، علي نمر، اليوم الإثنين، إن إيقاف مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، دليل سليمان، من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا، انتهاك يجب أن تتراجع عنه الإدارة الذاتية.

وأوقفت دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا مصور الوكالة الفرنسية للأنباء AFP دليل سليمان منذ أكثر من عشرة أيام، دون أن تصدر توضيحاً عن أسباب الإيقاف وقانونيته.

وفي تعليقه على الواقعة، قال مسؤول مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، علي نمر، في تصريح خصَّ به “الاتحاد ميديا” إننا “يجب أن نقرّ أولاً بوقوع حالة الانتهاك بحق الزميل دليل سليمان، ومن ثم قراءة القرار من الزاوية القانونية والمهنية وفق قانون الإعلام للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا ثانياً”.

وأضاف “نمر” في حديثه أن “القضية ليست (مجاكرة) أو تسجيل نقاط على الطرف الآخر، وبنفس الوقت ليس من حق أحد مهما كان منصبه أن يجتهد في إطلاق الأحكام والعقوبات وينسبها لقانون الإعلام، وبالتالي نحن في مكتب التوثيق لم نأتِ بأي تحليل من خيالنا؛ وإنما ربطنا جميع التصريحات التي أدلى الرئيس المشترك لدائرة الإعلام بمواد القانون ذاته، والتي بناء عليه أُعطيت الرخصة لجميع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بالعمل في مناطق الإدارة الذاتية”.

وختم مسؤول مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، تعليقه بمطالبة دائرة الإعلام “مراجعة قراره، وإن كان الاعتراف بالخطأ فضيلة، فإن التراجع عن قرار خاطئ هو لمصلحة الإعلام والمنطقة، والإدارة الذاتية معاً، خاصة وأن الزميل المعاقب كان له دور بارز من خلال صوره في نقل الصورة الحقيقية في دفاع أبناء المنطقة عنها ودحر أخطر تنظيم إرهابي في العالم”.

وأصدر مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكرد السوريين، مساء يوم أمس السبت، توضيحاً حول قرار إيقاف مراسل وكالة الأنباء الفرنسيّة، دليل سليمان، من العمل في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.

وقالت شبكة الصحفيين الكرد السوريين في توضيحها: “ألغت دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، رخصة عمل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، المصور الصحفي دليل سليمان، بعد تصويره لمشاهد جوية تُظهر حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي، والمخيمات العشوائية بمدينة الرقة، وتصويره مكب النفايات وأوضاع العاملين فيه”.

وبيّنت الشبكة أن: “مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكًرد السوريين، لم يصدر أيّ بيان عن الواقعة لحين الوقوف على القضية من جميع زواياها، خاصة وأن الوكالة الفرنسية تغطيتها للقضايا كانت دائماً مهنية ومتوازنة ودقيقة، وبناء عليه أرسل المكتب إيميلاً رسمياً لدائرة الإعلام مطالباً بصورة عن القرار الصادر، وهل اعتمدت الدائرة في قرار الإيقاف على قانون الإعلام؟”.

التوقيف بسبب كشف مكامن الفساد

واعتبرت الشبكة أن قرار إلغاء الرخصة: “صدر بسبب كشفه لمكامن الفساد في قضية النفايات، وهو لم يأتِ بأناس من الشارع وألبسهم لباساً مهترئاً كي ينشر أو يظهر حالة الفقر التي يعيشها هؤلاء، حتى يتم محاسبته على أنه حاول انعكاس ذلك على الأوضاع المعيشية للسكان في مناطق شمال وشرقي سوريا!”. من خلال تصريح الرئيس المشترك لدائرة الإعلام، لموقع الاتحاد ميديا الذي قال: “حصل الزميل دليل سليمان على موافقة بتصوير المخيمات العشوائية بمدينة الرقة، لكنه قام بتصوير مكب النفايات وأوضاع العاملين فيه على أنه انعكاس للأوضاع المعيشية في شمال وشرقي سوريا”.

وأوضحت الشبكة أنه: “لا يوجد في قانون الإعلام أيّة إشارة لمنع التصوير عبر الطائرات المسيّرة، وإن كان هناك نص باللوائح الداخلية فمن المنطقي توزيعه على الوسائل الإعلام كافة للتقيد به، ومع ذلك ووفق التجربة التاريخية لوكالة الأنباء الفرنسية”.

وقالت الشبكة: “أمّا عن توجيه دائرة الإعلام الدعوة للصحافي “سليمان” لمراجعة مكتب الإعلام لإقليم الجزيرة بمدينة عامودا، للوقوف على هذه التجاوزات… هنا نتحفظ على كلمة “التجاوزات” لأن تصوير حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي بالطرق البدائية، وحالة الناس بالمخيمات العشوائية في مدينة الرقة، ومكب النفايات وأوضاع العاملين فيه، من صلب العمل الإعلامي، وهي قضايا مطلبية شعبية إنسانية عامة؛ وهامة بنفس الوقت، وهناك عشرات التقارير والتحقيقات المكتوبة والمرئية التي أثارت القضايا الثلاث للمطالبة بوضع حلول عاجلة لها، وعلى رأسها مشكلة الحراقات التي زادت من نسب المصابين بالأمراض السرطانية أضعافٍ مضاعفة”.

القرار يخالف قانون الإعلام

وكان الرئيس المشترك لدائرة الإعلام قد أشار إلى أن القرار جاء بناء على قوانين العمل الإعلامي في شمال وشرقي سوريا، وأن القرار ينص على الإيقاف لمدة عامين عن أي نشاط إعلامي لأي وسيلة كانت ضمن مناطق الإدارة الذاتية.

وأكدت الشبكة أنه: “لا توجد هكذا عقوبة ضمن المخالفات والعقوبات المسلكية التي من صلاحيات دائرة الإعلام، فالقانون في الباب السادس منه حدد خمسة أنواع من المخالفات، وهذه ليست من الخمسة؛ أّما إذا كان الرئيس المشترك قد اعتبرها ضمن المخالفة الأولى التي تقول: «نشر أخبار كاذبة، انتهاك الخصوصية، استخدام مهمة مزاولة المهنة الممنوحة للإعلامي في غير مكانها» فهذه المخالفة العقوبة المسلكية لها لأول مرة «الإنذار» وفي المرة الثانية «سحب مهمة مزاولة المهنة لمدة شهرين»، وفي المرة الثالثة «سحب مهمة مزاولة المهنة لمدة أربعة أشهر»، لذلك لا ندري الرئيس المشترك من أين جاء بعقوبة قرار الإيقاف لعامين كاملين!”.

واستفسرت الشبكة عن تدخل اتحاد الإعلام الحر والإعلام الرسمي لشمال وشرقي سوريا والمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية ومكتب الإعلام لهيئة الداخلية بقرارات دائرة الإعلام.

وطالب مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكرد السوريين، دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا بمراجعة قرارها.

انتهاكات مستمرة

وشهدت مناطق شمال شرقي سوريا خلال العام الماضي 36 انتهاكاً بحق الصحفيين تنوعت بين الإيقاف عن العمل، والاعتقال، والاحتجاز لفترات قصيرة، وفق تقرير لشبكة الصحفيين الكرد السوريين.

ووثق التقرير 30 حالة منها ارتكبتها مؤسسات اجتماعية وأمنية تابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في حين سجلت 6 حالات على يد قوات النظام والفصائل الموالية لتركيا.

وأكدت الإدارة الذاتية أن “حرية العمل الإعلامي مصانة وفق قانون عصري صدر عن دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، وفق بيان نشرته في تموز/ يوليو الماضي.

وتحتل سوريا المركز المرتبة 173 من أصل 180 دولة في قائمة التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2021 وفق تصنيف منظمة “مراسلون بلا حدود”.

الإدارة الذاتية تبرر

وكان الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في شمال وشرقي سوريا “جوان ملا ابراهيم” قد نفى للاتحاد ميديا أن يكون موضوع التقارير سبباً في إصدار قرار الإيقاف بحق المراسل “دليل سليمان”. مشيراً إلى أن التصوير عبر الطائرات المسيرة “الدرون” يستلزم الحصول على موافقة من قوى الأمن الداخلي “الأسايش”.

وقال “ابراهيم” في تصريحه أن “الزميل سليمان استخدم طائرة الدرون في تصوير تقريره في منطقة حدودية دون الحصول على الإذن من الأسايش”، منوهاً إلى أن “المنطقة تتعرض لقصف من طائرات مسيّرة من الاحتلال التركي لذا تم توجيه الإنذار له وطلب حضوره لمكتب الإعلام لإقليم الجزيرة”.

وتابع “إبراهيم” “بعدها حصل الزميل دليل سليمان على موافقة بتصوير المخيمات العشوائية بمدينة الرقة، لكنه قام بتصوير مكب النفايات وأوضاع العاملين فيه على أنه انعكاس للأوضاع المعيشية في شمال وشرقي سوريا، واستخدم أيضاً طائرة الدرون دون موافقة الأجهزة الأمنية”.

وأشار “ابراهيم” أن قرار الإيقاف جاء “بناء على قوانين العمل الإعلامي في شمال وشرقي سوريا، وبعد النقاش مع اتحاد الإعلام الحر والإعلام الرسمي لشمال وشرقي سوريا، والمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، ومكتب الإعلام لهيئة الداخلية”.

دليل سليمان

ويعمل الصحافي دليل سليمان مصوراً فوتوغرافياً ومراسلاً معتمداً لدى الوكالة الفرنسية في مناطق شمال وشرقي سوريا بشكل رسمي.

وعمل الصحافي “سليمان” خلال الفترة التي سبقت قرار الإيقاف على عدد من المواضيع المتعلقة بالوضع المعيشي في عدد من المناطق بشمال وشرقي سوريا.

وأعد تقريراً عن حراقات النفط في مناطق بالريف الجنوبي لمدينة تربسبية/ القحطانية، تم تصوير أجزاء منه عبر طائرة مسيرة “الدرون”، وتقريراً آخر عن بعض العاملين في نبش القمامة بمكب للنفايات بمدينة الرقة.

ورجّح العديد من الإعلاميين أن سبب قرار الإيقاف يعود إلى حساسية المواضيع التي تناولها “سليمان” في تقاريره وكشف جوانب حساسة في مجتمعات شمال وشرقي سوريا.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد