تسببت مخلفات الحرب بمقتل 5 مدنيين بينهم طفل، وإصابة 14 شخصاً آخر من بينهم 9 أطفال، جراء انفجار ألغام أو أجسام متفجرة كالقنابل والعبوات الناسفة، بمختلف المناطق السورية منذ بداية العام الحالي.
ونشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إحصائية مفصلة للحوادث منذ بداية شهر كانون الثاني/يناير، جاء فيها:
قتل شاب مدني بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في منطقة الشيخ هلال بريف مدينة سلمية، بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير.
كما قتل مدنيان اثنان في 7 كانون الثاني/يناير، بانفجار جسم من مخلفات الحرب داخل محل لبيع الخردة، في مدينة طيبة الإمام بريف حماة.
وتسبب انفجار لغم أرضي في 12 كانون الثاني/يناير بمقتل مدني يبلغ من العمر 20 عاماً، أثناء رعيه الأغنام قرب قرية آبل بريف حمص.
وتم توثيق وفاة طفل بسبب انفجار لغم من مخلفات الحرب في طب هرابش بمدينة ديرالزور، بتاريخ 15 كانون الثاني/يناير
وبلغ عدد القتلى بسبب انفجار ألغام وعبوات ناسفة من مخلفات الحرب أو انهيار أبنية سكنية متضررة من القصف في مناطق مختلفة من الأراضي السورية، منذ مطلع العام 2019 وحتى تاريخ اليوم، 664 شخصاً، بينهم 95 امرأة و240 طفلاً.
ونشر المرصد السوري أن “112 شخصاً بينهم 47 امرأة و19 طفل، قتلوا بانفجار ألغام من مخلفات الحرب خلال بحثهم عن مادة الكمأة التي تنمو في المناطق التي تتعرض لأمطار غزيرة”.
وقال تقرير صدر في عام 2021، للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن عدد القتلى بسبب انفجار ألغام أو أجسام من مخلفات الحرب بلغ 176 قتيلاً، بينهم 74 طفلاً و25 امرأة”.
وتحدثت منظمة الأمم المتحدة في تقرير صدر عام 2019، عن أن مخلّفات الحرب والألغام في سوريا تهدد حياة 10 ملايين سوري.
مخلفات الحرب تمنع عودة الأهالي لمناطقهم
رافقت العمليات العسكرية التي دارت بمختلف مناطق الجغرافيا السورية، عمليات زرع ألغام حول مناطق سيطرة كل طرف من الأطراف المتنازعة، وخاصة حول الأراضي المحيطة بالقرى والمدن لمنع عمليات التسلل أو دخول آليات عسكرية وحدوث هجوم ما.
ومع تطور الأحداث العسكرية وسيطرة فصيل ما على منطقة من المناطق أو فقدانه لمنطقة أخرى، بقيت حقول الألغام على حالها تقريباً، دون وجود خريطة عسكرية توضح أين زرعت هذه الألغام، مما يتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين كل فترة بالرغم من توقف العمليات العسكرية في بعض المناطق.
ومنعت مخلفات الحرب عائلات كثيرة من اللاجئين والنازحين من العودة إلى منازلهم أو قراهم، وخاصة بالأرياف المهملة في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص وحماة بمناطق سيطرة النظام، خوفاً من انفجار أي لغم أو عبوة أو قذيفة غير مكتشفة.
ويقول أحد النازحين في مدينة سلمية، لمراسل “الاتحاد ميديا”، أنه لم يرجع إلى قريته “الحردانة” بريف سلمية الغربي حتى الآن خوفاً من وجود الألغام، ضمن أراضيه الزراعية”.
ويتابع النازح “صحيح أن وحدات الهندسة قامت بتمشيط المنطقة لكن لا يزال خطر الألغام قائماً، وخاصة أن عمليات التمشيط كانت شكلية وتخضع للمحسوبية والرشوة”.
وأشار النازح إلى أن “بعد دخول قوات النظام إلى قريته عام 2019، بدأت وحدات الهندسة التابعة للنظام بتمشيط الأراضي الزراعية لكن مقابل مبالغ مالية كبيرة، أما من لم يدفع فلم تدخل القوات أرضه حتى الآن لإجباره على الدفع أو بقاء الألغام ضمن أرضه”.
ويدعو النظام السوري اللاجئين والنازحين إلى العودة لمناطق سيطرته، دون أن يؤمن لهم أي بيئة آمنة أو مناطق سكنية بديلة عن التي دمرها، ما لم يقم باعتقالهم فور وصولهم.
يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت في تقرير لها صدر في 4 نيسان/ أبريل الماضي، أنّ عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في سوريا بلغ أكثر من 12 ألف شخص.
وأشار التقرير إلى أن ” 35% من العدد الإجمالي قتلوا نتيجة الانفجارات، و65% تعرضوا لإصابات وجروح، وبلغت نسبة الأطفال قرابة 25% من المصابين، كما تعرّض 50% من الناجين إلى بترٍ في الأطراف.