ألمانيا.. البدء بمحاكمة الطبيب السوري “علاء موسى” المتهم بتصفية معتقلين في مستشفيات النظام السوري

أعلنت محكمة فرانكفورت في ألمانيا أنّها ستبدأ يوم الأربعاء المقبل بمحاكمة الطبيب السوري علاء موسى، والذي ارتكب أعمال تصفية بحق المعتقلين داخل مستشفيات النظام العسكرية والمدنية.

وأشار موقع Tag 24الألماني أنّ مكتب المدعي العام في الاتحاد الألماني يتهم “علاء موسى” بتعذيب المعتقلين في مستشفيات النظام العسكري في محافظة حمص بين عامي 2011 و 2012.

اعتقال علاء موسى في ألمانيا

وصل الطبيب علاء موسى إلى ألمانيا عام 2015، في الوقت الذي تعرّضت فيه السلطات الألمانية لانتقادات بسبب عدم كفاية التدقيق في أوراق أكثر من مليون لاجئاً دخلوا البلاد بين عامي 2015 و 2016، خاصة وأنّ البعض منهم عملوا لدى أجهزة النظام العسكرية والأمنية.

وحصل موسى على موافقة من قبل الجمعية الطبية الحكومية الألمانية، وذكرت صحيفة Hessische Niedersächsische Allgemeine الألمانية في تقريرها عنه، أنّه كان يتدرب ليصبح متخصصاً في جراحة العظام والرضوض في ولاية هيسن الألمانية، ومن ثم توجه إلى بافاريا، ومارس الطب في ألمانيا حتى اعتقاله عام 2020.

وتمكن محامي حقوق الإنسان السوري في ألمانيا أنور البني من نقل خلفية موسى إلى السلطات الألمانية، بعد أن تعرّف عليه العديد من اللاجئين السوريين وهو يعمل في عيادة بالقرب من مدينة كاسل وسط البلاد.

وبحسب “نيويورك تايمز” اتهم بيان صادر عن مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني عام 2020، علاء موسى بتعذيب رجل اعتُقل خلال مظاهرة مناهضة للنظام السوري في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011.

وذكر البيان أنّ الرجل أًصيب بنوبة هلع بعد أن تعرّض للتعذيب على أيدي مسؤولي السجن، وعند استدعاء الطبيب موسى إلى مكان سجن الرجل، قام بضربه على الأرض بأنبوب بلاستيكي وبدأ بضربه حتى فقد وعيه، وتوفي السجين في وقت لاحق في الحجز.

وقال باتريك كروكر محامي حقوق الإنسان في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ومقره برلين لصحيفة نيويورك تايمز تعليقاً على قضية علاء موسى: “بذلت السلطات الألمانية الكثير من الجهد للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المُعتقلين، وعملت على مقاضاة مرتكبيها”.

تعذيب المُعتقلين في مستشفيات النظام السوري

أشار تقرير صادر عن واشنطن بوست العام الماضي، إلى أنّ الطبيب علاء موسى يُتهم بارتكاب فظائع بحق مُعتقلين لدى النظام السوري.

وبحسب لائحة الاتهام المذكورة في واشنطن بوست، فقد ارتكب الطبيب العديد من أعمال التعذيب في مستشفيين عسكريين في دمشق وحمص، بحق الأشخاص الذين أًصيبوا واعتقلوا أثناء الثورة السورية.

وشملت الأعمال الوحشية التي ارتكبها موسى” ضرب المُعتقلين بالعصي، وإشعال سائل قابل للاشتعال على جروح السجناء، وضربهم على الأعضاء التناسلية، إضافة إلى سكب الكحول وإشعالها على أجسادهم، وأحد الضحايا كان فتى في الخامسة عشر من عمره”، بحسب واشنطن بوست.

المحاكم الألمانية تُحاسب مرتكبي الجرائم الإنسانية في سوريا

جاء إعلان محكمة فرانكفورت عن استئناف محاكمة الطبيب السوري علاء موسى، بعد أيام من محاكمة الضابط السوري السابق أنور  رسلان في محكمة كوبلنز الألمانية، وهو ما يؤكد رغبة ألمانيا في محاسبة ومقاضاة منتهكي جرائم الإنسانية في سوريا.

أصدرت محكمة كوبلنز الألمانية الأسبوع السابق، حكماً بالسجن المؤبد على الضابط السوري السابق “أنور رسلان”، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية في أول قضية في العالم، تتعلق الجرائم التي قام ومازال يقوم بها النظام السوري بحق السوريين.

واستندت المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز إلى أن رسلان مسؤول عن قتل معتقلين وتعذيب الآلاف منهم في سجن الخطيب التابعة لدائرة المخابرات العامة في العاصمة السورية دمشق، في الفترة ما بين 2011 و2012.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد