أكد القيادي الكردي، “علي بكاري”، عضو المكتب السياسي في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو المجلس الوطني الكردي، أن “خسارة عفرين ضربة قاسية للقضية الكردية في سوريا”.
وقال “بكاري” في تصريح “للاتحاد ميديا”، في ذكرى احتلال مدينة عفرين: “بكل تأكيد شكلت خسارة عفرين، ضربة قاسية بالنسبة لنا، وللقضية الكردية في سوريا”.
وأضاف “بكاري”: “ما زاد الأمر سوءاً هو كم الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها المجاميع المسلحة التي تحسب نفسها على المعارضة السورية، والمدعومة من تركيا، التي تزعم أنها ليست دولة احتلال”.
التغيير الديمغرافي كجريمة حرب
وتشهد مدينة عفرين بشكل مستمر، منذ احتلالها قبل أربع سنوات، عملية تغيير ديمغرافي، بحسب تقارير عدة لمنظمات حقوقية.
وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا- الأمم المتحدة في تقرير لها حول الوضع في سوريا أنّه: “في جميع أنحاء منطقة عفرين، تشير عدة روايات إلى أن عناصر الجيش الوطني السوري عمدوا بطريقة منسّقة إلى نهب أملاك الكرد والاستيلاء عليها”
وتابع التقرير “على سبيل المثال، في أيلول/ سبتمبر 2019، وصف مدنيون في ناحية شيخ الحديد (منطقة عفرين) كيف مرّ أفراد اللواء 142 (لواء سليمان شاه) من الفرقة 14 في الجيش الوطني السوري، على المنازل باباً باباً، وأمروا الأُسَر الكردية التي تضم أقل من ثلاثة أفراد بإخلاء منازلهم لإيواء أفراد قادمين من خارج عفرين”.
وأضاف التقرير أن عناصر الفصائل السورية الموالية لتركيا “أجبروا آخرين على دفع ضريبة على المحاصيل الزراعية أو مبلغ إيجار معين كشرط مسبق للبقاء في المنازل التي يمتلكونها. وأشارت الأسر إلى أنها تعرضت لابتزازٍ بمبالغ تتراوح ما بين 10000 و25000 ليرة سورية، حسب إمكانياتها وقدرتها على الدفع”.
وقال “بكاري” حيال ذلك: “قضية عفرين وما يحصل من انتهاكات وتهجير ممنهج بهدف التغيير الديمغرافي، لا يمكن التغاضي عنها، ووضعها في البازارات السياسية، نحن نتحدث عن تهجير أكثر من 150 ألف مدني من مدنهم وقراهم، وتوطين آخرين في منازلهم المصادرة بقوة السلاح”.
عفرين والمدن المحتلة نقاط التقاء بين الفرقاء الكرد
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الكرد في سوريا، من احتلال لمدنهم، وتهديدات مستمرة من الجانب التركي بشن عمليات عسكرية على غرار عمليتي “غصن الزيتون” التي أسفرت عن احتلال عفرين و”نبع السلام” التي أسفرت عن احتلال سري كانيه/رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، تشهد الساحة السياسية الكردية انقساماً كبيراً.
وأطلق قائد قوات سوريا الديمقراطية مبادرة للحوار الكردي الكردي ودعمته ورعته الولايات المتحدة الأمريكية، وتوصل كلٌ من المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية وأبرزها “حزب الاتحاد الديمقراطي PYD” إلى اتفاق أولي قبل نحو عامين، لكن توقفت جلسات الحوار فيما بعد.
وأكد “علي بكاري”، القيادي في حزب المساواة الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي أن: “موقفنا تجاه عفرين وسري كانيه وتل أبيض واضح، وتمكين أهلها من العودة لها، وإدارتهم لمدينتهم، واجب ويجب العمل عليه، وهذا جزء من النضال الكردي في سوريا”.
وتابع بكاري: “يجب أن تكون قضية مدننا وأهلنا المهجرين عامل تقارب بين الفرقاء، فالخلافات السياسية شيء وإعادة الحق المغتصب لأهله شيء آخر، ونحن كأحزاب الحركة الوطنية الكردية، الهدف من وجودنا ليس الخوض في البازارات السياسية بل الهدف هو الدفاع عن حقوق الشعب الكردي”.