رامي عبد الرحمن: تضاعفت انتهاكات القوات التركية والفصائل الموالية لها في عفرين

أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن انتهاكات جيش الاحتلال التركي والفصائل السورية الموالية له، في عفرين تضاعفت.


وقال عبد الرحمن للاتحاد ميديا، في الذكرى الرابعة لاحتلال عفرين:” زادت الانتهاكات بل تضاعفت في منطقة عفرين المحتلّة من قبل القوات التركية وفصائلها السورية الموالية التي كوّنتها منذ سنوات، وتفاقمت الأوضاع سوءا”.


وتابع عبد الرحمن:” سيما مع تردّي الأوضاع الأمنية وسط انتهاكات لا تحصى ترتكبها الفصائل والقوات التركية أمام أعين العالم الذي حذرناه مرارا من خطورة تواصل تلك الانتهاكات التي طالت بدرجة أولى مكون سورية مهم ومسّت كرامة إنسانية الأهالي في تلك المنطقة بعد تهجيرهم قسريا وتغييب العشرات والاختطاف مقابل الفدية والاستيلاء على الأراضي والعقارات، كأنها دولة تبسط تركيا عليها نفوذها، ولا ننسى أيضا سياسة التتريك التي تنتهجها للاستيلاء على تلك المنطقة”.

سعي تركي دأوب للتغيير الديمغرافي

وأكد عبد الرحمن أن تركيا تبذ جهدها لإحداث التغيير الديمغرافي في المنكق “سعت تركيا جاهدة لإحداث التغيير الديمغرافي في عفرين منذ بدء عملية الاحتلال حيث غيّرت بعض شوارعها إلى أسماء تركية وفرضت اللغة بل وأجبرت تعلّم اللغة التركية هناك في إقصاء لخصوصية تلك المنطقة التي تتكلم اللغة الكردية”.

وتابع:” وعملت على ترحيل الأهالي واستقدام عائلات أخرى بعد أن سعت لتسجيل العقارات في عفرين، لحرمان المهجرين الكرد من ملكية أراضيهم، حيث تجري عمليات إحصاء للعقارات والأملاك وعدد القاطنين في كل قرية والأعراق التي ينتمون إليها، ضمن عمليات التغيير الديمغرافي التي تستهدفها تركيا في المنطقة”.

وكشف عبد الرحمن توسيع تركيا لحدودها مع سوريا وقضم مناطق لضمها لتركيا قائلاً:” طالما حذرنا في المرصد من استمرار المحاولات التركية لتوسيع حدودها المتاخمة لمقاطعة عفرين، حيث تعكف على قضم المزيد من الأراضي السورية، من خلال استقطاع المزيد من التراب السوري من أجل تنفيذ عدة مشاريع، أبرزها توسيع الحدود التركية من طرف قرية باليا التابعة لناحية بلبلة بمسافة تزيد على 315 مترا”.

الابتزاز السياسي لعبة تركيا على حساب السوريين

وقال عبد الرحمن:” تسعى أنقرة عبر حضورها في مختلف المفاوضات الإقليمية والدولية إلى ممارسة الابتزاز السياسي وفرض شروطها على حساب مصلحة القضية السورية والشمال السوري الذي تستمر تهديداته باجتياحه في ضرب لكل المعاهدات والقوانين الدولية وفي ضرب لقيم حقوق الانسان في محيط آمن”.

وأضاف:” تركيا دخلت مرحلة الابتزاز السياسي والتسريع من وتيرة التهديدات بمزيد اجتياح مناطق الشمال السوري، واستغلت عامل الوقت المتاح وعدم النجاح في اجراء الحوار بين النظام والاكراد فضلا عن غياب الحلّ السياسي الذي قد يفضى إلى طردها وطرد كل الاحتلالات الأجنبة التي تبسط سيطرتها كل طرف على منطقة معنية، ضمن مشاريع مستقبلية لكسب نفوذ والمساهمة في قضم جزء من هذه الكعكة السورية الجاهزة للتقسيم”.

وقال عبد الرحمن:” نجدد في المرصد تنديدنا بكل احتلال يمسّ الأرض السورية ونحن قادرون على حلّ خلافاتنا وقد انهكت الخلافات البلد وزادت من تقسيم شعبه”.

توثيق الانتهاكات مستمر

وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المئات من الانتهاكات بحق المدنيين منذ احتلال عفرين، وقبل يومين نشر إحصائيات الانتهاكات للعام الماضي.

وقال عبد الرحمن:” تمكنا من رصد عدد الانتهاكات والضربات التركية ورصدنا الاستيلاء على العقارات والمنازل ، وثّقنا كل التجاوزات بالأرقام والصور والفيديو وطلها منشورة بموقعنا الرسمي وثّقنا ذلك مثلا عام2021 عبر كتيب صغير خاص بالمرصد”.

وتابع:” عملنا التوثيقي ليس مرتبطا بيوم واحد ، نحن نوثّق ونرصد عبر نشطائنا في كل منطقة من سورية بصفة يومية مستمرّة، نوثّق الشهادات ونرصد تلك التجاوزات والانتهاكات ونفضحها أمام العالم”.

وأكد أنهم في المرصد:” لم نسكت أمام أي انتهاك يمسّ حقوق الإنسان بمبادئه الكونية، نحن حرّاس لحقوق الإنسان في بلدنا وهذا واجبنا الإنساني والحقوقي كحقوقيين، برغم كل العراقيل والصعوبات التي تعترضنا لن نهدأ إلا برؤية سورية ديمقراطية موحدة رايتها الحرية والسلام و تصان فيها حقوق الانسان لمختلف المكونات والقوميات”.

وشدد على أن المرصد يوثق الانتهاكات و” نوصلها إلى الجهات الدولية بهدف محاسبة مجرمي الحرب وتجّار الحرب الذين يستقاتون من مآسي السوريين وآلامهم وجوعم وجودهم بين بلدان اللجوء والمخيمات”.

المحاسبة

كشف عبد الرحمن أن لدى المرصد” مشاريع مستقبلية سيعلن عنها في الإبان بخصوص المحاسبة، لكن كما ذكرت سابقا نحن نتواصل مع الجهات الدولية ونسعى لعرض الانتهاكات الجسيمة التي مسّت الانسانية في مختلف المناطق في الجغرافية السورية”.

وأكد عبد الرحمن أن:” يوم الحساب قادم وأكبر دليل ما حدث في المانيا في أول محاكمة على مستوى العالم ضد أعضاء في نظام التعذيب السوري، ومحاسبة العقيد السابق بجهاز المخابرات أنور رسلان الذي ارتكب أكثر من 30 جريمة قتل و4000 حالة تعذيب وحرمان خطير من الحرية، وثلاث حالات على الأقل من العنف الجنسي، بعد عامين من جلسات المحاكمة ضد الجرائم البشعة.وغيرها من المحاكمات قادمة، التوثيق قادر على المساعدة في محاكمة كل مجرم مهما ظلّ هاربا”.

وتحدث مدير المرصد السوري عن الوضع الحالي في عفرين قائلاً:” عفرين بعد أربع سنوات، تهجير وتغيير ديمغرافي وفرض للغة دخيلة واستيلاء على العقارات والمنازل وعدو محتل منتصب أمام العالم كله”.

وأكد أن:” الوضع في عفرين غير مطمئن، طمس هوية وتهجير ممنهج وعمليات توطين لمرتزقة أجانب، وجرائم قتل خارج القانون، نعم هو حال عفرين”.

وتابع عبد الرحمن:” أملنا في أن يغادر المحتل ويعود الأهالي بعد ان تم تهجيرهم إلى منازلهم ويرجع السلام لعفرين منطقة كردية سورية، سنظل ندعم قرار اخراج أي عدو من الجغرافيا السورية وسنظل نكافح ونناضل من أجل سورية موحدة ديمقراطية تحترم فيها مبادئ حقوق الانسان”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد